يعيش الإعلام الرياضي خلال الفترة الأخيرة -سواء من خلال القنوات الفئوية التابعة للأندية أوالبرامج المحسوبة على هذه الأندية من خلال هوية وانتماء مقدميها- على وقع حالة من الصراع والمعارك التي تتجاوز الحد إلى التلميحات والتراشق والسباب الذي وصل الأمر إلى مرحلة حرجة قد تساهم في بث الفرقة وزيادة التعصب وربما يصل الأمر إلى حد الكارثة. لذلك بات جل الساهرين والمنتمين إلى هذا القطاع مطالبين بضرورة رصد هذه الظاهرة والتمعن في الواقع المفروض ومقترحاتهم لتصحيح الوضع للإعلام الفئوي مستقبلا. هنالك أسباب رئيسية في تفشي هذه الظاهرة أبرزها أن هذه القنوات لم تؤهل مقدمي برامجها على فهم معايير القيم الإعلامية ولا ميثاق الشرف الإعلامي، فهم لم يتعلموا الالتزام الأخلاقي في العمل الإعلامي، ثانيا إذا خرج العمل عن المعايير الإعلامية لا يتم النظر إلى هذا الأمر واتخاذ موقف ضده. الإعلام الرياضي يعيش على وقع حالة من الصراع والمعارك التي تتجاوز الحدّ إلى التلميحات والتراشق والسباب والعيب هنا على الأندية الرياضية نفسها، المسؤولية الكاملة تقع على الأندية ورؤسائها وليست على الشركات المالكة للقنوات، لأن الأندية هي التي تجب أن تؤهل نفسها أولا على نبذ التعصب والعنف والخطاب الحاد، كما يجب أن يكون هناك دور قوي للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مواجهة هذا الأمر وليس شرطا أن يكون من خلال العقاب أو إغلاق البرامج، بل يمكن علاج الأمر من خلال ندوات وحوار مجتمعي شامل، يعمل على نبذ هذه السلبيات من البرامج الرياضية. لا بد من إيجاد مناخ سليم لبث الروح الرياضية الكبيرة بين المنافسين، والعمل على ضرورة تنصيص قوانين وقرارات صارمة تعمل على إيقاف البرنامج التلفزية مباشرة إذا خرج عن الخطاب الإعلامي الجيد ويتم اتهام هذه القنوات بالعنصرية وهو الأمر الذي يعلمه جيدا رؤساء القنوات، بأن القنوات الرياضية هي واجهة للأندية التي تعمل على إبراز قيم النادي ومبادئه للجمهور. وكثيرا ما يوصي المشاركون في المؤتمرات الدولية بتفعيل دور وسائل الإعلام في نشر التوعية بغية مواجهة ظاهرة الشغب والتعصب والعنف الرياضي من خلال برامجها، والعمل على وضع ميثاق شرف إعلامي يهدف إلى وضع معايير أخلاقية للعمل الإعلامي لاسيما على صعيد الإعلام الإلكتروني والإعلام الجديد. الإعلام الرياضي استطاع خلال السنوات الماضية من أن يهيمن على المشهد الإعلامي التونسي، إلا أن هذا القطاع ورغم تعدد نجاحاته لا يزال رازحا تحت طائلة التهميش والتطفل وشددوا على الاهتمام بوضع مشروعات متكاملة في مجال تصميم المباني والمنشآت الرياضية تعمل على المزج بين التصميمات الهندسية والقدرات الأمنية، مع مراعاة التطورات التقنية في هذا المجال، ما يكفل تنفيذ الفعاليات الرياضية في جو من الأمن والاستقرار، وتوجيه البرامج التوعوية الأسرية والمدرسية والجامعية بشكل يكفل وضع برامج تحقق تنمية المواطن، وتسمح بممارسة الرياضة بعيدا عن التعصب الفكري، كما أوصى بوضع برامج تطبيقية لترجمة نتائج الدراسات العلمية على الأصعدة الأمنية والنفسية والرياضية، بحيث تشمل تلك البرامج الدمج بين نتائجها والواقع العملي. استطاع الإعلام الرياضي خلال السنوات الماضية من أن يهيمن على المشهد الإعلامي التونسي، إلا أن هذا القطاع ورغم تعدد نجاحاته لا يزال رازحا تحت طائلة التهميش والتطفل ما جعله كرة تتقاذفها أهواء المسؤولين والجماهير. ويعاني قطاع الإعلام بصفة عامة من مشكلتين بارزتين هما الدخلاء والتهميش لكن خصوصية الإعلام الرياضي تجعل من هاتين النقطتين عنصرين مكبلين للقطاع. خصوصية القطاع تستوجب تكوينا نظريا يمكن الإعلامي من دخول عالم المهنة لكن الواقع الميداني يبرز مدى نفاذ هذه الفئة من فاقدي التكوين. وإن اختلفت الآراء حول المشكلات التي يعرفها القطاع على خلفية أن لكل مجال مشكلاته فالإذاعة تختلف عن التلفزة وكذلك الصحافة المكتوبة إلا أن الإجماع كان متمحورا حول ضرورة إبعاد الدخلاء والتسريع بسن تشريعات جديدة تمكن من هيكلة القطاع.
مشاركة :