استضاف متحف المستقبل في دبي، أمس، أليكس كيبمان، زميل تقني ونائب رئيس شركة «مايكروسوفت» لتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط، في الجلسة الثالثة من سلسلة «حوارات المستقبل» التي حملت عنوان «الواقع المختلط والميتافيرس»، وناقش فيها التطبيقات الحديثة لهذه التكنولوجيا التي تخلق واقعاً جديداً يدمج بين البيئتين الواقعية والافتراضية، ويتيح للمستخدم التعامل معهما في الوقت نفسه. وبدأ كيبمان، وهو زميل تقني لتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط بمجموعة Cloud and AI Group بشركة Microsoft جلسته بالإعراب عن إعجابه بدولة الإمارات وتجربتها الرائدة قائلاً: «هذه زيارتي الأولى إلى دولة الإمارات، وأنا معجب فعلاً برؤيتها ومستوى الإصرار لديها على تطوير الأفكار والرؤى وتحويلها إلى واقع، وهذا يظهر جلياً من خلال التقدم الذي تحقق خلال جيلين فقط». وتابع كيبمان: «التكنولوجيا هي الأداة التي تحولنا إلى كائنات فائقة القوة وتعطينا القدرة على تجاوز المكان والزمان، وهذا هو الهدف الحقيقي من وجودها، وهو تجاوز قيود الزمان والمكان.. والميتافيرس يحقق ذلك لنا لأنه يسمح للبشر بنقل تحدياتهم وحواراتهم وحياتهم الحالية من خلال التجارب الغامرة إلى واقع وزمان متخلفين تماماً». وأضاف كيبمان، وهو المخترع الرئيسي لأكثر من 100 براءة اختراع منذ انضمامه لـ«مايكروسوفت» في عام 2001: «الواقع المختلط يمثل رؤيتي للمستقبل، والذي سيكون خلاله العالم برمته منصة للإنسانية تختفي فيها التكنولوجيا كما نعرفها اليوم وتصبح جزءا مندمجا بالواقع المحيط بنا». وأشار كيبمان إلى أن الواقع بالنسبة للبشر اليوم مؤلف من ثلاثة عناصر هي: الناس والأماكن والأشياء، مضيفاً: «وجود الناس والأشياء دون حيز مكاني، هو الميتافيرس، فهو يوفر حيزاً يجمع الأشخاص والأشياء بصرف النظر عن أماكن وجودهم». المستقبل واقع مختلط متعدد الأوجه وتحدث كيبمان، الذي كان مساهما أساسيا في طرح أربع منتجات ثورية لشركة «مايكروسوفت»، ومنها Kinect في عام 2010، عن منتجه الجديد Microsoft HoloLens الذي مزج من خلاله تقنيات الواقع الافتراضي والهولوغرام في بيئة ويندوز، كجزء من جهوده لنشر الواقع المختلط في التطبيقات الحياتية المعاصرة. وعلق كيبمان بالقول: «الميتافيرس لم يعد خيالاً علمياً، بل هو واقع قائم اليوم ويمكن استكشافه من خلال نظارات (مايكروسوفت هولولنس) Microsoft HoloLens التي تستخدم تقنيات فائقة التقدم ترصد حركة المستخدم وكلماته ونظراته وتحولها إلى طرق للتواصل مع أي مستخدم آخر للنظارة». واستعرض كيبمان أمام الجمهور فيديوهات أثارت دهشة الحاضرين، تُظهر طبيعة التجربة التي يعيشها مستخدم نظارات هولولنس قائلاً: «هذا هو المستقبل، وهذه واحدة من الوسائل التكنولوجية الرئيسية التي ستسمح لنا بتحقيق التقدم في رحلتنا لتجاوز قيود الزمان والمكان، فمن خلال تقنيات الواقع المعزز والصور الثلاثية الأبعاد وسواها من التطبيقات ستتحول حياة المستهلكين والشركات بشكل جذري وسيصبح العالم منصة ذكية تدعمها الحوسبة السحابية». وتابع: «عند هذه النقطة، لن ننظر إلى التكنولوجيا كمعطى منفصل عنا، بل ستكون جزءاً مدمجاً من حياتنا تساهم في توسيع دائرة خيالنا لخلق عالم ليس له حدود». كما تطرق كيبمان أيضاً إلى «مايكروسفت ميش»، وهي النسخة التي تدعمها «مايكروسوفت» من تطبيقات الميتافيرس، وقدم إطلالة شاملة حول ما تقدمه التجربة فيها للمستخدم من خلال تقنيات الواقع المختلط. وتحدث كيبمان الذي اختارته مجلة «تايم» ضمن أهم 100 شخصية في العالم لعام 2011، عن التطبيقات الحالية والمستقبلية للواقع المختلط، قائلاً إن هذه التقنية تفتح الباب واسعاً أمام تحقيق قفزات نوعية في مجال التعليم والصحة والعلاجات الطبية والترفيه.
مشاركة :