خلافات الفرقاء تعقّد مساعي الحل السودان

  • 2/28/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزداد الأزمة في السودان تعقيداً في ظل تمسك كل طرف من الفرقاء بموقفه، ما تتطلب أدواراً أكثر حزماً من قبل المجتمع الإقليمي والدولي، لا سيما الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي باعتبارهما الأكثر تأثيراً، شريطة أن تدعم تلك الأدوار بضغوط على الأطراف السودانية، تجبرها على تقديم التنازلات اللازمة لإنهاء حالة السيولة، التي تشهدها البلاد، مع استمرار تظاهرات الشارع التي دخلت شهرها الخامس. وفي سبيل التوصل إلى صيغة توافق، أنهت أخيراً بعثة الأمم المتحدة المعنية بدعم الانتقال في السودان «يونيتامس»، مشاورات موسعة أجرتها مع المكونات السودانية بغية الوصول إلى عملية سياسية شاملة تجمع كل الأطياف في مائدة مستديرة تخرج البلاد من أزمتها، وتمهد الطريق نحو إكمال عملية الانتقال المتعثرة. وبرزت تحركات للاتحاد الأفريقي لا سيما بعد خروج تظاهرات رافضة للمبادرة، التي يسعى لبلورتها رئيس بعثة «يونيتامس» فولكر بيرتس، وهو ما قاد البعثة الأممية لتأجيل مؤتمر صحافي حددته لإعلان نتيجة مشاوراتها، إذ بررت البعثة الأممية خطوة التأجيل لإتاحة المجال للتنسيق مع الشركاء الإقليميين حول استراتيجية موحدة والتخطيط للمرحلة المقبلة من العملية السياسية. وزار خلال الأسابيع الأخيرة، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والتقى في الخرطوم مختلف الأطراف، ولم تمض على زيارته سوى أيام معدودات حتى بعث برئيس مكتبه محمد الحسن ولد لباد، الذي يخرط حالياً في مباحثات مع الأطراف السودانية. ويرى مراقبون أن الاتحاد الأفريقي لعب دوراً مهماً خلال الفترة، التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في التوفيق بين الأطراف السودانية، مشددين على ضرورة أن يتدارك الأخطاء التي وقع فيها خلال تلك الفترة بترك الاتفاق، الذي تم حينها دون ضمانات لإنفاذ ما يمكن أظن يتم التوصل إليه. جبهة متماسكة يقول أستاذ العلوم السياسية د. الزمزمي بشير في تصريحات لـ «البيان»: إن الكرة الآن في ملعب السودانيين باعتبار أنهم هم من يحددون مصير بلادهم، لا سيما في ظل التقاطعات الدولية، التي يمكن أن تعطل أي حل للأزمة، مشيراً إلى أن المحافظة على البلاد ومصالحها يتطلب بناء جبهة متماسكة، ونفوذ داخلي قوي، يتم عبره تقوية المؤسسات الحكومية وفرض هيبة الدولة. وشدّد بشير على أن وحدة السودانيين هو الضامن الأول لمصالح البلاد وتجنيبها الانهيار، مضيفاً: «السودان دولة شاسعة المساحة ومنفتحة على جوار بعج بالصراعات، وهناك تحديات حدودية مع عدد من دول الجوار، وهناك جريمة عابرة ومنظمة نشطة في المنطقة، كل ذلك يجعل السودان عرضة للانهيار، وهذا سينعكس سلباً على استقرار كل المنطقة». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :