حمل مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الطبقة السياسية وميليشيا «حزب الله» المسؤولية عن دمار لبنان، وقال خلال كلمة له أمس: «لا يمكن القول إنها عمليات ومؤامرات سرية، تلك التي أطاحت في سنوات قليلة بكل ما أنجزه اللبنانيون خلال قرن من الزمان. إنها حملات تدمير تمت في وضح النهار، وشملت احتلال المدينة، واغتيال الناس، ونهب المال العام بمليارات الدولارات، وأسهمت بالمباشر في انهيار المصارف على رؤوس المودعين وأموالهم، ودفعت مئات ألوف اللبنانيين الأكفاء إلى الهجرة للديار القريبة والبعيدة، وأطبقت على مميزات لبنان في الجامعة والمستشفى، والمدرسة، والميناء والمطار، والجهاز القضائي. وهكذا لم يبق قائما إلا الميليشيا، والطبقة السياسية، التي ارتكبت هذا التخريب الفظيع للدولة والمجتمع، ولعلاقات لبنان العربية والدولية».عروبة لبنانكما أكد المفتي على عروبة لبنان وانتمائه العربي والتمسك بدستور لبنان المستند إلى اتفاق الطائف، وقال أدريان: «عندما نتحدث عما نال علاقات لبنان بأشقائه العرب من افتئات وقطيعة بفعل فاعل، بل فاعلين معروفين، نعود لتأكيد أصالة عروبتنا، وإصرارنا على أن لبنان عربي الهوية والانتماء، حسب دستوره الذي صيغ في اتفاق الطائف، بالمملكة العربية السعودية، وهو الأساس الذي وصلنا إليه بالنضال الوطني والإسلامي لعقود عدة، فلا حياة كريمة للبنان إلا بهويته العربية، وانتمائه العربي الكبير، مهما حاول التدميريون فعله، لكي يتنكر وطننا لحقائق التاريخ والجغرافيا، والشرعيات العربية والدولية. مفتي لبنان عبداللطيف دريان الدعوة للانتخاباتوتابع المفتي في كلمته: «إن المؤسسات الدستورية في الأصل، هي الحارسة للمرافق العامة، وللمال العام، ولمصالح المواطنين. لكنها والحق يقال أيضا، ما قامت بشيء من ذلك في السنوات الماضية. ثم ها هم القائمون عليها يتصدرون الآن للانتخابات. وهذا يضعنا في حيرة كبيرة. فليس بوسعنا أن نقول للناس لا تقوموا بحقكم وبواجبكم الانتخابي، لأن الانتخابات هي سبيل التغيير في الدولة الحديثة. لكننا نسمع من الجهات المهيمنة ذاتها القول: (إنها ستفوز، وإنه لا شيء سيتغير!). كلام هؤلاء المراد به التيئيس، والاستمرار في فرض الأمر الواقع، وهو تخريب محض. ولذلك، نحن نفارق التردد والحيرة، وندعو الجميع للنزول إلى صناديق الاقتراع. فالتصويت الكثيف هو رسالة أمل ورجاء، وإيمان بمستقبل الوطن والدولة. وإذا لم نعمل بإيماننا وبأملنا فبماذا نعمل؟ نحن - اللبنانيين - أهل حق، وأقوياء بتضامننا ووحدتنا، وبمحافظتنا على تطبيق دستورنا، وتعزيز هذا المفهوم. فالأجواء على الساحة اللبنانية تشوبها شوائب عديدة، نخشى استغلالها من كل من يريد بلبنان شرا داخليا وخارجيا، فالخطر يداهمنا، ويغزو مؤسساتنا الرسمية والخاصة، والمعالجة هي مسؤولية الجميع، ولا تتحقق إلا بالتعاون والتضامن، لا بتبادل الاتهامات والانتقادات والكيديات، التي تزيد الشرخ عمقا بين أبناء الوطن الواحد. فبالحكمة والوعي والعمل الوطني الجاد المخلص، ضمن إطار الدولة التي تحافظ على الجميع دون تفرقة أو تمييز، لاستعادة الناس ثقتهم بوطنهم، خاصة أننا أمام استحقاقات عديدة، وفي طليعتها الانتخابات النيابية وصولا إلى الانتخابات الرئاسية، وبهذا يتحقق الإصلاح المنشود، الذي يطالب به الجميع».استهداف الشرفاءوتأكيدا على رفضه ما تقوم به السلطة الحاكمة من ملاحقات قضائية تطال شخصيات وطنية، قال المفتي دريان: «يعرف القاصي والداني معاناة الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية، وتفانيها في القيام بالواجب الوطني، في الوقت الذي لا يزال فيه أصحاب السياسات الخرقاء، يمعنون في النيل من تلك الأجهزة وقادتها، وأفرادها الشرفاء والنبلاء. في الأيام الماضية، سمعنا وقرأنا عن ملاحقات قضائية تطال قيادة قوى الأمن الداخلي، في وقت كان جهاز فرع المعلومات في الأمن الداخلي، يتصدى لعصابات أرادت استهداف أمن الوطن، وتعريض حياة بنيه لخطر القتل والموت. نحن لا نقبل التعرض للشرفاء والحريصين على سلام لبنان وسلامة مواطنيه. ولا نقبل أن نصل إلى هذا الدرك من التسييس والتطيف. فتحية لضباط قوى الأمن الداخلي وأفراده الأمناء والشجعان وتحية أيضا لقيادات الأجهزة العسكرية لضباطها وأفراها».
مشاركة :