بوتين يضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى

  • 2/27/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد وضع "قوة الردع" في الجيش الروسي، وهو تعبير يمكن أن يشمل عنصرا نوويا، في حالة التأهب، متهما الغرب باتخاذ خطوات "غير ودية" تجاه بلاده في اليوم الرابع من غزو أوكرانيا. وجاءت أوامر الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف. وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين "لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب... بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا". واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الأحد أن أمر الرئيس بوتين بوضع قوات الردع الروسية التي تشمل أسلحة نووية في حالة تأهب قصوى، يعد تصعيدا غير مقبول. وقالت غرينفيلد في مقابلة مع شبكة "سي.بي.أس" إن "هذا يعني أن الرئيس بوتين يواصل تصعيد هذه الحرب بطريقة غير مقبولة على الإطلاق، وعلينا أن نواصل وقف أفعاله بأقوى طريقة ممكنة". وعلى وقع الحرب في أوكرانيا، يتزايد التوتر بين الغرب وروسيا، إذ تفرض دول كبرى عقوبات اقتصادية قاسية على السلطات والمسؤولين الروس، ودشنت عملية إغلاق لمجالها الجوي أمام الطائرات المدنية الروسية. وتبنّت الدول الغربية السبت رزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو ردا على غزوها أوكرانيا، تشمل خصوصا استبعاد عدد من البنوك الروسية من نظام "سويفت" المصرفي. وقال زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الأحد، إن الحلفاء الغربيين قرروا فصل "بنوك روسية معينة" عن نظام التراسل العالمي بين البنوك المعروف باسم سويفت. ولم يحدد هذا التصريح، الذي ورد في إعلان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية، البنوك الروسية المستهدفة بالقرار. وأضاف أن مجموعة عمل من الدول الأوروبية والولايات المتحدة ستشكل قريبا لتنسيق العقوبات على روسيا. وفي خضم هذا التوتر، تعرض عدة دول مثل بيلاروسيا استضافة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، على أمل نزع فتيل التوتر والتوصل إلى حل دبلوماسي. وقال الكرملين في بيان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عرض خدمات بلاده كوسيط للسلام في أوكرانيا، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي الأحد. وجاء العرض بعد مطالبات أوكرانية مستمرة منذ أشهر لإسرائيل بلعب دور الوساطة مع روسيا. وتربط إسرائيل علاقات طيبة بكل من موسكو وكييف، لكن بينيت التزم التحفظ في التصريحات العلنية بشأن المعارك في أوكرانيا. وقال مسؤول إسرائيلي إن بينيت أبلغ بوتين بأن إسرائيل "مستعدة للمساعدة في أي وقت، وكما تم الطلب منها مستعدة للمساعدة في حل الأزمة من خلال تقريب الطرفين". وعلى الرغم من إدانة وزير الخارجية الإسرائيلي الغزو الروسي لأوكرانيا، بما اتسق مع إدانات غربية، فإن بينيت أحجم عن ذلك. وتشعر إسرائيل بالقلق من إثارة خلاف مع روسيا التي لها نفوذ عسكري في سوريا المجاورة. وأشار بيان الكرملين إلى أن المكالمة جاءت بمبادرة إسرائيلية، ونقل عن بوتين قوله لبينيت إن وفدا روسيا في مدينة غوميل بروسيا البيضاء مستعد للتفاوض مع كييف، لكن الجانب الأوكراني "لم ينتهز الفرصة بما يظهر الافتقار للمنطق". وتدعم مينسك موقف موسكو. ورفضت أوكرانيا حتى الآن المحادثات هناك، لكنها تركت الباب مفتوحا أمام إجرائها في أماكن أخرى. وأعلن الكرملين أن بوتين أوضح خلال المكالمة أن بلاده أرسلت وفدا مفاوضا إلى بيلاروسيا، غير أن أوكرانيا بمواقفها المتقلبة لم تغتنم هذه الفرصة. وفي وقت لاحق الأحد، أعلنت الرئاسة الأوكرانية موافقتها على إجراء محادثات مع روسيا، وستعقد على الحدود مع بيلاروسيا قرب تشيرنوبيل "دون أي شروط مسبقة"، وذلك في قرار اتخذ بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو. وكتبت الرئاسة الأوكرانية على الشبكات الاجتماعية إن "الوفد الأوكراني سيلتقي الوفد الروسي دون أي شروط مسبقة، على الحدود الأوكرانية - البيلاروسية في منطقة نهر بريبيات". وقال غاري كورين، المسؤول البارز بوزارة الخارجية، لإذاعة "كان" إن إسرائيل كانت على اتصال بجميع أطراف الصراع. ورد بالإيجاب على سؤال عما إذا كانت إدانة روسيا على استحياء الهدف منها ترك الباب مفتوحا أمام دور وساطة لإسرائيل، قائلا "تماما كما وصفت الأمر". ولم يشر بينيت في تصريحات بثها التلفزيون، بعد اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء، إلى أي دور وساطة لإسرائيل في الأزمة. وقال بينيت "نصلي من أجل سلامة الشعب الأوكراني وعودة الهدوء والسلام وعدم سفك المزيد من الدماء". وأكد أن إسرائيل سترسل 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، وأضاف "نحن نتحرك باعتدال ومسؤولية". وتضم إسرائيل مئات الآلاف من المهاجرين من روسيا وأوكرانيا. كما إنها معنية كذلك بأوضاع الجاليتين اليهوديتين الكبيرتين في البلدين.

مشاركة :