أطلق صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، حملة أثر الفتوى في حفظ الأمن ، خلال زيارته اليوم لمقر فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في المنطقة وفور وصول سموه لمقر الفرع دشن الحملة ، واطلع على المعرض التوعوي ، ومشاركته مع أكثر من 50 جهة حكومية وأهلية وبدأ الحفل الخطابي بكلمة ترحيبية لمفوض الإفتاء بالفرع الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار الذي أبدى سعادته بزيارة سموه وتدشينه هذه الحملة ، ودعمه الدائم لهم في كل مناسبة وفعالية ، لافتاً الانتباه إلى أن هذا الفرع نال شرف الفرع المثالي على مستوى فروع الرئاسة بالمملكة ، شاكراً سموه على ذلك ، واصلاً شكره لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد التي تعاونت معهم في هذه الحملة وسرعة تجاوبهم مع متطلباتها ، وللمشايخ الباحثين ومنسوبي الفرع وقال : إن محبة الوطن والدفاع عنه هي أمر فطري لدى الإنسان ومن الأمور التي يتعلق بها ، لاسيما إذا أصبح من أغلى الأوطان وفيه قبلة المسلمين والحرمين الشريفين وبلاد يُحكم فيه كتاب الله وسنة نبيه ، وأن الأمن نعمة امتن الله به علينا ، لأننا في دولة مباركة تحت قيادة حكيمة ، ننعم ولله الحمد برغد العيش وتوحد الصف ، سائلاً الله أن يديم علينا أمنه وأمانه واستقرار هذا الوطن الكريم وأوضح المشرف العام على الفرع الدكتور عبدالله بن سليمان الناصر ، في كلمته التي ألقاها نيابة عن سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، أن شأن الفتوى عظيم في ضبط المجتمعات وحفظ الأمن ، وربطها في القرآن بمواضع كثيرة ، وسنة النبي محمد صلّ الله عليه وسلم ، التي تؤكد على أخذ الفتوى من المصدر الصحيح والمعلوم ، لتُقيم المجتمع وترسي دعائمه لبناء مجتمع آمن مسالم ، لأن مسؤولية الفتوى عظيمة ، محذراً من القول على الله بغير علم والتصدي للفتوى التي بغير علم ، حيث جعلها الله سبحانه من أكبر الكبائر وقرنها بالشرك به ، سائلاً الله أن يديم على هذه الأمة نعمة الأمن والإيمان وأن يبسط عليها الخير والسلامة ، وأن يعين علمائها على المهمة الجسيمة الموكلة إليهم ، وأن يقينيا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه جواد كريم. إثر ذلك اطلع الجميع على فلم تعريفي عن حملة أثر الفتوى في حفظ الأمن ، بدأ بالتعريف بتاريخ نشأة الرئاسة العامة للإفتاء التي كانت في عام 1374 هـ ، وعدد الفتاوى التي قدمها فرع منطقة القصيم التي بلغت قرابة 52 ألف فتوى ، ثم التعريف بضوابط الفتوى التي تعتمد على الأدلة الشرعية ، وسلامتها من الغموض ، والإخلاص والتجرد من الهوى في المفتي والمستفتي ، والعمل على تصحيح مسار الفرد والمجتمع ، وتوثيق صلة الأمة بعلمائها وأبدى سمو الأمير فيصل بن مشعل سعادته بتدشين وإطلاق هذه الحملة التي تهدف إلى حب الوطن وإظهار الحق لما فيه خير وصلاح للأمة ، مستذكراً أهمية استشعار الفتوى ومن تعود له من أهلها المختصين بذلك ، وأثر التقنية الحديثة التي نشرت بعض الفتاوى المشبوهة والمخالفة لديننا الحنيف ، إذ أننا كنا قبلها لا نأخذ الفتوى إلا من سماحة مفتي عام للمملكة وجميع منهم مؤهلين للإفتاء من العلماء الربانيين ، وفتاويهم التي يهتم بها ويبحث عنها كل المسلمين في جميع أصقاع العالم ، لأنهم يثقون كل الثقة بالمفتين في المملكة التي هي بلاد التوحيد ، ويعلمون بعمق العلم لدى أبناء هذا الوطن من علمائها ومن مشايخها وأكد أن ليس كل إمام مسجد أو داعية أو قاضي مفتي ، لأن الفتوى عِلمٌ غزير وفقه عميق ، لأن الله يقول فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون والذكر هو العلم أو الفقه ، فلا يجب أن تؤخذ الفتوى إلا من أهلها ، ولا يمكن أن تستقيم أمور الفتوى إلا حينما نعود لأهلها ومن هم يفتون بما أنزل الله سبحانه وبفقه الفتوى الذي نعلمه ، مشيراً إلى انه لم تفتتح مثل هذا الفروع في جميع مناطق المملكة إلا لقطع الطريق على كل متربص ، شاكراً من قام بالعمل على هذه الحملة التي هي في غاية الأهمية ، سائلاً الله أن يدلنا على ما فيه خير وأن يبعدنا عن ما فيه شبهة أو لا يتوافق مع منهجنا وكرم سموه في ختام الحفل الخطابي الجهات التي تعاونت مع فرع الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء بمنطقة القصيم لإنجاح حملة أثر الفتوى في حفظ الأمن ، كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من سماحة مفتي عام المملكة ، سلمها بالنيابة المشرف العام على الفرع الدكتور عبدالله الناصر. حضر حفل التدشين وكيل إمارة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان، وعدد من مدراء الجهات الحكومية في المنطقة المشاركة بالحملة.
مشاركة :