اتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، روسيا باستهداف مبانٍ سكنية وبنى تحتية حيوية خلال عملياتها العسكرية المستمرة في جارتها أوكرانيا. وفي 24 فبراير/ شباط الجاري، شرعت روسيا في شن هجوم على أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية. وخلال اجتماع استثنائي للجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) حول أوكرانيا، منعقد حاليا في نيويورك، قال غوتيريش: "رغم التقارير التي تفيد بأن الضربات الروسية تستهدف المنشآت العسكرية الأوكرانية، لدينا روايات موثوقة عن المباني السكنية والبنية التحتية المدنية الحيوية وغيرها من الأهداف غير العسكرية التي تعرضت لأضرار جسيمة". ومرارا، زعمت موسكو أنها لا تستهدف المدنيين ولا البنى التحتية في أوكرانيا. وأضاف أن "هذا العنف المتصاعد، الذي أدى لسقوط قتلى من المدنيين بينهم أطفال، غير مقبول على الإطلاق". وتابع: "طفح الكيل.. على الجنود (الروس) العودة إلى ثكناتهم، ولابد من حماية المدنيين والتمسك بالقانون الإنساني الدولي واحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليًا". وأردف: "يجب أن يتوقف القتال في أوكرانيا الآن، فالقصف الصاروخي والجوي الروسي يضرب المدن الأوكرانية ليلا ونهارا، والعاصمة كييف مطوقة وتتعرض للهجوم من جميع الجهات.. ومئات الآلاف من الأوكرانيين فروا عبر حدود البلاد". وحذر من تداعيات إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، "وضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى". واعتبر أن "هذا تطور تقشعر له الأبدان.. مجرد فكرة وقوع صراع نووي أمر لا يمكن تصوره. لا شيء يمكن أن يبرر استخدام الأسلحة النووية". ومضى قائلا: "نواجه ما يمكن أن يصبح أسوأ أزمة إنسانية وأزمة لاجئين في أوروبا منذ عقود". وأعرب عن امتنانه إزاء "رحمة وكرم وتضامن جيران أوكرانيا الذين يستقبلون أولئك الذين يبحثون عن الأمان". وشدد على ضرورة "أن يمتد هذا التضامن إلى كل اللاجئين دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون". وأفاد بأن الأمم المتحدة "تعمل الآن على مدار الساعة لتوسيع نطاق تقديم الدعم المنقذ للحياة لعدد أكبر من الأشخاص، وملتزمون تمامًا بالبقاء في أوكرانيا وتقديم المساعدة لجميع المتضررين". وكشف غوتيريش أن "الأمم المتحدة ستطلق غدا الثلاثاء نداءين طارئين لأوكرانيا والمنطقة، أحدهما يعالج الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة داخل البلاد، بما فيها النزوح الداخلي المتزايد، والآخر يستجيب لاحتياجات الأشخاص الذين يعبرون الحدود الدولية للبحث عن ملاذ في البلدان المجاورة". ودعا "جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بالسماح بحرية حركة العاملين الإنسانيين وتيسير المرور الآمن والسريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية". وشدد على أن "الحل الحقيقي الوحيد هو إحلال السلام (...) بعض العواقب المحتملة لتفاقم الصراع مرعبة للتفكير". وأعرب عن أمله أن "تؤدي المحادثات المباشرة الجارية الآن بين الوفدين الأوكراني والروس، ليس فقط إلى وقف فوري للقتال، ولكن أيضا إلى مسار نحو حل دبلوماسي". ومن المقرر أن يصوت أعضاء الجمعية العامة، الإثنين، على مشروع قرار "يدين بأشد العبارات الاعتداء الروسي العسكري على أوكرانيا"، بحسب مسودة المشروع الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية، برعاية عدد كبير من ممثلي الدول الأعضاء، وحصلت الأناضول على نسخة منه. وتقول روسيا إنها "تمارس حقها في حماية أمنها القومي وأمن المواطنين الروس، وبينهم المقيمون في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك (شرقي أوكرانيا)". وفي 21 فبراير الجاري، أعلن بوتين اعتراف بلاده رسميا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، وهو ما رفضته كييف والعواصم الغربية والأمم المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :