إيران لا تزال تنتظر قرارات سياسية غربية لإنجاز المباحثات النووية

  • 3/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت إيران الاثنين إن جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ربما تنجح إذا اتخذت الولايات المتحدة قرارا سياسيا لتلبية مطالب طهران، وذلك مع دخول المفاوضات منذ أشهر في ما وصفها أحد الدبلوماسيين الإيرانيين بالمرحلة الحاسمة. والمخاطر كبيرة، لأن فشل المحادثات المستمرة منذ عشرة أشهر من شأنه أن يحمل مخاطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة وفرض عقوبات صارمة إضافية على إيران من قبل الغرب. وحدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة القضايا العالقة المتبقية قائلا إنها تتعلق بمدى إلغاء العقوبات، وتقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى، وحل المسائل المتعلقة بآثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في العديد من المواقع القديمة ولكن غير المعلنة في إيران. سعيد خطيب زادة: التوصل إلى اتفاق جيد بشكل فوري أمر ممكن وتقول كل الأطراف المشاركة في المحادثات إنه جرى إحراز تقدم نحو إعادة الاتفاق الذي يحد من أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018. غير أن طهران وواشنطن أشارتا إلى استمرار وجود بعض الخلافات الكبرى التي يتعين حلها. وقال خطيب زادة في إفادة صحافية أسبوعية إن “التوصل إلى اتفاق جيد أمر ممكن (…) لا تزال هناك ثلاث قضايا رئيسية يتعين حلها. لم تتخذ واشنطن والقوى الأوروبية قرارات سياسية بشأن هذه القضايا الرئيسية”. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين إن هناك حاجة ملحة للانتهاء من المحادثات هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يجتمع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني، الذي توجه إلى طهران الأسبوع الماضي لإجراء مشاورات حول المسودة النهائية للاتفاق، الاثنين مع إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران الذي ينسق المحادثات في فيينا. وأكد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان السبت بعد اتصال أجراه مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن طهران “تُراجِع بشكل جدّي مسودة الاتفاق”، مضيفًا “تم توضيح خطوطنا الحمر للأطراف الغربيين (…) نحن مستعدون لإنجاز اتفاق جيد بشكل فوري، في حال أظهروا (الغربيون) إرادة فعلية”. وقال مصدران مقربان من المحادثات في فيينا إن إيران قدمت مطالب جديدة، مع الاستمرار في الإصرار على المطالب الحالية، ومنها إلغاء إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وقال أحد المصدرين “موقف إيران بعد زيارة باقري إلى طهران صار أكثر تشددا (…) إنهم يصرون الآن على رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني ويريدون فتح قضايا تم الاتفاق عليها بالفعل”. كما تصر طهران على أن تتخلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مزاعمها بشأن أنشطة طهران النووية، رافضة تأكيد الوكالة العام الماضي أن طهران أخفقت في التفسير الكامل لوجود آثار يورانيوم عُثر عليها في عدة مواقع غير معلنة. وقال دبلوماسيون إن المفاوضات دخلت مرحلة حاسمة بالنظر إلى سياسة إيران المتشددة في المحادثات ومشاركة الأطراف الأخرى في أزمة أوكرانيا. Thumbnail وقال مسؤول إيراني في طهران “لقد أجبنا على أسئلة الوكالة. لكن بدلا من إغلاق القضية ذات الدوافع السياسية، فإنهم يستخدمونها لكسب نفوذ خلال المحادثات”. وتأتي المراحل الفاصلة للمباحثات النووية في وقت تشهد الساحة الدبلوماسية العالمية توترا حادا ومتصاعدا على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وتسبّب هذا الهجوم الذي بدأ الخميس في أزمة حادة بين عواصم لها أدوار أساسية في مباحثات فيينا مثل موسكو وواشنطن وباريس ولندن وبرلين، ما أثار مخاوف من تأثير هذه الأزمة الدبلوماسية على سير المفاوضات. وكان ميخائيل أوليانوف ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الأممية في فيينا ألمح إلى أن المفاوضات الجارية بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني تقترب من نهايتها.

مشاركة :