بدأت المحادثات بين المسؤولين الروس والأوكرانيين على حدود روسيا البيضاء الاثنين، حيث سيطالب الوفد الأوكراني بـ"وقف فوري لإطلاق النار" وسحب القوات الروسية، بينما تتمسك موسكو باتفاق يصب في مصلحة الطرفين. وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المحادثات بدأت بهدف وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية، بعد بطء التقدم الروسي بشكل أكبر مما توقعه البعض. وكانت روسيا أكثر حذرا مع رفض الكرملين التعليق على هدف موسكو في المفاوضات. ولم يتضح ما إذا كان في الإمكان تحقيق تقدم بعد أن شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ووضع قوات الردع النووية الروسية في حالة تأهب قصوى الأحد في مواجهة وابل من الأعمال الانتقامية بقيادة الغرب. ووصل الوفد الأوكراني صباح الاثنين إلى المنطقة الحدودية الأوكرانية - البيلاروسية للمشاركة في المفاوضات من أجل بحث التهدئة بين البلدين. ويضم الوفد الأوكراني المفاوض كلا من وزير الدفاع الأوكراني ألكسي ريزنيكوف، ووزير الخارجية دميترو كوليبا، ومستشار مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، ونائب وزير الخارجية ميكولا توتشيتسكي. كما يضم أعضاء من البرلمان الأوكراني ينتمون إلى كتلة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وأكدت موسكو في اليوم الخامس من هجومها على أوكرانيا أنها مهتمة بالتوصل بسرعة إلى اتفاق مع كييف، ووضع حد لسقوط الضحايا على الأراضي الأوكرانية. وأوضح المفاوض الروسي ومستشار الكرملين فلاديمير مدينسكي للتلفزيون الروسي "كلما طال النزاع لساعة إضافية كلما قضى مواطنون وجنود أوكرانيون. اتفقنا على التوصل إلى اتفاق، لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين". ووافقت أوكرانيا الأحد على إطلاق مفاوضات مع روسيا، رغم استمرار المعارك في العديد من المدن الأوكرانية الرئيسية، وإصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بوضع "قوات الردع النووي" الروسية في أقصى درجات التأهب. ويفترض أن تجري المفاوضات في بيلاروسيا قرب الحدود مع أوكرانيا في منطقة غوميل، بالقرب من محطة تشرنوبيل النووية الواقعة في أراضي أوكرانيا. وستتم المفاوضات "من دون شروط مسبقة"، بحسب أوكرانيا التي أكدت أنها "لن تستسلم" في مواجهة موسكو. وتعهد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف بوتين، بأن المقاتلات والمروحيات والصواريخ (الروسية) التي تم نشرها في بلاده، ستبقى على الأرض خلال وصول الوفد الأوكراني ومغادرته وخلال إجراء المفاوضات، بحسب كييف. وتعمقت اليوم العزلة السياسية والاقتصادية لروسيا، إذ واجهت قواتها مقاومة شديدة في العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى، في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء الاثنين إن القوات الروسية سيطرت على مدينتين صغيرتين في جنوب شرق أوكرانيا والمنطقة المحيطة بمحطة للطاقة النووية، لكنها واجهت مقاومة قوية في مناطق أخرى مع تزايد عزلة موسكو الدبلوماسية والاقتصادية. وذكرت السلطات الأوكرانية أن دوي انفجارات سُمع قبل فجر الاثنين في العاصمة كييف وفي مدينة خاركيف بشرق البلاد. وأضافت أنه تم صد محاولات القوات البرية الروسية للاستيلاء على مراكز حضرية. ونقلت وكالة إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها سيطرت على بلدتي بيرديانسك وإنرهودار بجنوب شرق أوكرانيا، وكذلك المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية. وأضافت أن عمليات المحطة استمرت بشكل طبيعي. ونقلت الوكالة عن أوكرانيا نفيها سيطرة روسيا على المحطة النووية. وقال بافلو كيريلينكو، رئيس إدارة دونيتسك الإقليمية، في التلفزيون الاثنين إن معارك دارت حول مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية طوال الليل. ولم يذكر ما إذا كانت القوات الروسية قد كسبت أو خسرت أي أرض أو يقدم أي أرقام للضحايا. وأكد الجيش الروسي الاثنين أن بإمكان المدنيين مغادرة كييف عاصمة أوكرانيا "بحرية"، متهما في الوقت ذاته السلطات الأوكرانية باستخدامهم كدروع بشرية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في تصريح تلفزيوني، "كل المدنيين في المدينة يمكنهم مغادرة العاصمة الأوكرانية بحرية عبر الطريق السريع كييف - فاسيلكيف" جنوب غرب العاصمة الأوكرانية. واتهم سلطات كييف باستخدام المدنيين "دروعا بشرية" من خلال حثهم على ملازمة منازلهم. وأكد أن المدينة في قبضة "عصابة نهب وقوميين" قامت السلطات بتسليحهم. وأعلن الرئيس الأوكراني الاثنين أنه يعتزم الإفراج عن السجناء من ذوي الخبرة القتالية "للانضمام إلى الكفاح ضد الغزاة". ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي القول إنه سيتم أيضا رفع بعض العقوبات عن المشاركين في العمليات. وقال زيلينسكي "حريصون على تكريس كل دقيقة للكفاح من أجل بلادنا. ويتعين على كل من لديه القدرة على الانضمام إلى الكفاح ضد الغزاة أن يفعل ذلك". وأضاف "اتخاذ قرار ليس سهلا من وجهة النظر الأخلاقية، ولكنه مفيد في ما يتعلق بحمايتنا"، مشيرا إلى أنه "سيتم إطلاق سراح السجناء الأوكرانيين من ذوي الخبرة القتالية الحقيقية، وسيكونون قادرين على التكفير عن ذنوبهم. وسيتم رفع كافة العقوبات المفروضة على بعض الأفراد المشاركين في العمليات. الأمر المهم الآن هو الدفاع". كما طلب زيلينسكي من الاتحاد الأوروبي السماح لأوكرانيا بالحصول على العضوية على الفور بموجب إجراء خاص، فيما تدافع عن نفسها أمام القوات الروسية. وقال في تسجيل فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي "هدفنا هو أن نكون مع جميع الأوروبيين، والأهم من ذلك أن نكون متساوين. أنا متأكد من أن هذا هو العدل. أثق بأننا نستحق ذلك". وتابع "أثبتنا منذ فترة طويلة أننا جزء من الاتحاد الأوروبي، وحان الوقت لتطبيق ذلك فعليا بموجب إجراء خاص من قبل الاتحاد". وكانت كييف قد طالبت من قبلُ بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أيضا الأحد إلى انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد. وناشد الرئيس الأوكراني الجنود الروس في التسجيل قائلا "أنقذوا أرواحكم وارحلوا". وأشار زيلينسكي إلى مقتل 4500 جندي روسي في المعارك منذ الخميس الماضي وحتى يومها الخامس. وقال إن 16 طفلا أوكرانيا لقوا مصرعهم وأصيب 45 آخرون بجروح في الأيام الأربعة الماضية.
مشاركة :