مؤتمر الفنون الرقمية بالسعودية يكشف آفاق ثقافة فنية مستقبلية

  • 3/1/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختُتمت في السعودية مساء الأحد جلسات مؤتمر الفنون الرقمية الذي نظمته هيئة الفنون البصرية بالشراكة مع دار سوذبيز للمزادات، وأقيم على هامش “بينالي” الدرعية للفن المعاصر في حي جاكس بالرياض، وذلك بحضور فنانين وهواة جمع الأعمال الفنية. وخصصت جلسات اليوم الأخير للحديث عن مستقبل الـNFT في العالم وتأثيرات العملات الرقمية، حيث استهل الجلسة أحد مؤسسي شركة Aorist الديب بابلو رودريجيز فرايل بتقديم الشكر لوزارة الثقافة ممثلة بهيئة الفنون البصرية على المشاركة في تنظيم هذا المؤتمر المميز. التقليدي والرقمي الأعمال الفنية التقليدية أصبحت بشكل أو بآخر تشكل توأمة مع الفنون الرقمية، ويتوقع اندماجهما بشكل كامل قريبا كشف فرايل أن نشأته في عائلة مهتمة بالفنون والثقافة جعلت الشغف بهذه المجالات يتحول إلى احتراف في مجال عمله، مؤكداً دعمه المستمر للفنانين الداخلين إلى العالم الرقمي. وأضاف “لم أندم على دخولي إلى مجال NFT، بل إنني ومن خلال شراكاتي المستمرة حققت الأرباح مع من أعمل معهم، كما تمكنا من اقتناء العديد من الأعمال الفنية المميزة”. والـ NFT هي اختصار لـ non-fungible tokens أو رموز غير قابلة للاستبدال، وتعني باختصار أنها فريدة ولا يمكن استبدالها بشيء آخر؛ على سبيل المثال العملات الرقمية مثل عملة بيتكوين قابلة للاستبدال، حيث يمكن استبدال عملة واحدة بأخرى مثلها لها نفس القيمة، لكن بالنسبة إلى NFT فإنها أصول رقمية كل منها له قيمة مختلفة لا يمكن استبدالها بأصول أخرى، وهو ما يمنح مجال أمان واسعا لتداول الأعمال الفنية الرقمية. وشدد فرايل على اهتمام المتاحف التقليدية الشهيرة بالـNFT من خلال عرض أعمالها وتسويقها، ما سيزيد من تفاعل الكثير من الناس معها، مشيراً إلى أن الأعمال الفنية التقليدية أصبحت بشكل أو بآخر تشكل توأمة مع الفنون الرقمية، ويتوقع اندماجهما بشكل كامل قريباً. وضرب فايل مثالاً على اقتران العالم الفني التقليدي بالرقمي بقوله “في إحدى زياراتي السابقة وجدنا فناناً قام برسم تصميم لساعته وعرضها في إحدى المنصات الرقمية، قبل أن يقوم بتصنيعها في المعرض، فتمكن من بيع التصميم والساعة في آن واحد. علينا أن نعي حقيقة أن NFT أصبحت وسيلة لإثبات حقيقة الأعمال المصنعة”. وأوضحت فنانة الوسائط الرقمية المتعددة آن سبالتر أن الفنان يستطيع وضع أعماله في مزاد على منصات الأسواق الرقمية، ويحدد بعد ذلك من يستطيع شراءها منه بكل سهولة، كما يمكن له أن يرفض بيعها وتكون للعرض فقط. وتابعت “هناك امتياز يحصل عليه الفنان حينما يبيع أحد أعماله الرقمية حيث يحصل على نسبة تبلغ 10 في المئة من قيمة تكرار بيع عمله في الأسواق والمنصات الرقمية من شخص إلى آخر بعد بيعها أول مرة من قبله شخصياً، ولا ننسى أن هناك من يرفض بيع أعماله بل يتيحها للعرض فقط، حيث يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من شؤون حياته الخاصة التي يرفض أن يشاركه فيها أحد”. عالم المستقبل عالم الفن الرقمي يتمتع بنسب عالية من الأمان حيث يمكّن الفنان من الإشراف المباشر على تعاملاته الرقمية عالم الفن الرقمي يتمتع بنسب عالية من الأمان حيث يمكّن الفنان من الإشراف المباشر على تعاملاته الرقمية بيّن المدير الإداري لشركة سوذبيز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا سيباستيان فاهي أن الـNFT ليست بالأمر الجديد بل إنها نشأت في عام 2014، إلا أن العامين الأخيرين قد شهدا نمواً هائلاً في عالمها، من خلال ارتفاع أعداد الفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية الرقمية، مشيرًا إلى أن مقتني أعمال الفن الرقمي يعيشون في مرحلة عمرية أصغر بـ10 سنوات من محبي الفن التقليدي بحسب ما شاهده خلال تجربته الحالية. وتابع فاهي “في عالم الفن الرقمي نستطيع التأكيد على وجود نسب عالية من الأمان حيث يمكّن الفنان من الإشراف المباشر على تعاملاته الرقمية من بيع أو جمع أعمال فنية، وحتى شرائها، على عكس ما يحدث في الفن التقليدي الذي يتواجد فيه السماسرة بكثرة”. ويرى أن إقامة مثل هذه الفعاليات والمؤتمرات تعد وسيلة لتعلم الـNFT، مبيناً أن هناك طرقا أخرى للتعلم منها التعليم الذاتي من خلال حضور الشخص ورش العمل التقليدية أو الافتراضية. من جانبه شارك مؤسس ومدير مركز التسامي سابقاً والمشرف على مركز المدينة للفنون في هذه الجلسة الفنان راشد الشعشعي بقوله “أعتقد أن القيمة المعنوية التي يحققها الفنان في العالم الرقمي تفوق أهدافه لتحقيق مكاسب مالية، وأنا متفائل بشكل كبير بأن هناك جيلا قادما قادرا على إثراء هذا العالم بأفكار إبداعية مميزة تغطي على ما نشاهده في الفنون التقليدية المعاصرة”. وأضاف “نعيش في عصر زاهر بالمملكة من خلال التفاعل مع التطورات العلمية في العالم أجمع، حيث أن تنظيم هيئة الفنون البصرية لهذا المؤتمر المميز يعد دليلاً على أن الأوضاع تغيرت بشكل متسارع للأفضل، وسيصبح نور عالم الفنون الرقمية مشعا على الجميع في المستقبل القريب”. الجدير ذكره أن المؤتمر قد شهد طيلة مدة إقامته التي استمرت ثلاثة أيام متواصلة حضوراً كبيراً من المهتمين بأعمال الفنون الرقمية من الهواة والمتخصصين، فضلاً عن أصحاب المؤسسات والشركات، حيث يعد هذا الحدث الأول من نوعه الذي تستضيفه المملكة بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والذي يعكس حجم الاهتمام المتزايد بهذا المجال التقني والفني الحديث.

مشاركة :