الغرب يشن حربا شعواء على الاقتصاد الروسي

  • 3/1/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وارسو - يسعى الغرب إلى تصعيد ضغوطه على الاقتصاد الروسي وذلك لإرغام القوات الروسية على الانسحاب من اوكرانيا. وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جوسنون خلال زيارة إلى بولندا الثلاثاء أن الغرب سيواصل الضغط على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أجل غير مسمى. وقال للصحافيين "لم يحسن فلاديمير بوتين تقدير وحدة وعزم الغرب وباقي العالم". وأضاف "سنواصل الضغط الاقتصادي.. إنه بكل وضوح يؤثر بشكل كبير للغاية. نحن على استعداد لتكثيفه ومواصلته طالما دعت الحاجة". وأعلن وزير المالية الفرنسي برونو لومير، الثلاثاء، عزم الدول الأوروبية "شن حرب اقتصادية ضد روسيا" على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو ضد أوكرانيا. وقال لومير في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنفو" "سندفع الاقتصاد الروسي إلى الانهيار". وأضاف أن ميزان القوى الاقتصادي والمالي "يميل كليا لصالح الاتحاد الأوروبي الذي يكتشف الآن قوته الاقتصادية". وكان الاتحاد الأوروبي فرض حزمة من العقوبات ضد موسكو، بينها حظر تحليق رحلات الطيران التابعة للشركات الروسية في الأجواء الأوروبية وتأييد إخراج روسيا من نظام التحويلات البنكية العالمي "سويفت". كما أقر الاتحاد عقوبات علي شخصيات روسية ذات صلة ببوتين، شملت حظ السفر وتجميد الأصول وحظر التعامل المالي معهم. وأطلقت روسيا، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو. والثلاثاء قررت وزارة الخزانة البريطانية إدراج "سبيربنك"، أكبر مصرف تسليف روسي، على قائمتها للكيانات الروسية الخاضعة لعقوبات على خلفية غزو أوكرانيا، وحذّرت من أن تكاليف غزو أوكرانيا سترتفع بالنسبة للكرملين. وحدّثت الوزارة قائمتها للجهات الخاضعة لعقوبات لتشمل إدراج "سبيربنك" الذي يرزح فرعه الأوروبي تحت وطأة عقوبات الاتحاد الأوروبي. وتأتي الخطوة بعدما أعلنت الحكومة الاثنين أنها ستجمّد أصول جميع المصارف الروسية في المملكة المتحدة وأمرت الموانئ البريطانية بعدم السماح للسفن الروسية بالرسو. وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب إن العقوبات الغربية، التي تشمل تجميد أصول المصرف المركزي الروسي، ستدفع أفراد النخبة الروسية الثرية والنافذة في روسيا (الأوليغارش) للضغط على الرئيس فلاديمير بوتين. وقال لهيئة "بي بي سي" "سننهك آلة بوتين الحربية وسنضغط على الكثير من الأوليغارش لتكثيف الضغط على بوتين". لكنه شدد على أن العقوبات لا تستهدف الشعب الروسي "لكن إنه أمر لا يمكن تجنبه إذ ستكون مغامرات روسيا وبوتين وقراره الكارثي، كارثية بالنسبة للشعب الروسي". وأضاف "سيظهر لهم ذلك الكلفة الاقتصادية للانجرار إلى هذه الحرب غير المبررة". وقد تراجع سعر صرف الروبل الروسي أمام الدولار لمستويات قياسية، على وقع تصاعد التوتر. وبلغ سعر صرف الروبل في تعاملات الاثنين 115 لكل دولار واحد، مقابل 74 - 76 روبل قبيل انطلاق العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا.وتأتي أسعار الصرف المتراجعة، بعد ساعات قليلة من إعلان البنك المركزي الروسي عن رفع أسعار الفائدة إلى الضعف، من 9.5 بالمئة إلى 20 بالمئة، لوقف نزيف أسعار الصرف.  وقالت كندا إنها ستحظر واردات النفط الخام الروسي وقال السناتور الجمهوري الأميركي ليندسي جراهام إنه لا بد وأن تستهدف إدارة الرئيس جو بايدن قطاع الطاقة الروسي بفرض عقوبات. ويمثل النفط والغاز أكبر مصدرين لدخل روسيا من الصادرات. وقال جراهام للصحفيين "إننا لا نستخدم قطاع الطاقة كسلاح. نتقاعس عن إصابة بوتين في أكثر القطاعات إيلاما له". ومن المتوقع زيادة عدد الشركات المنسحبة من روسيا اليوم الثلاثاء وتوجيه ضربات أخرى لاقتصاد البلاد. وقالت شركات شل وبي بي وإكوينور النرويجية إنها ستخرج من مواقعها في روسيا. وقامت البنوك البارزة وشركات الطيران وشركات صناعة السيارات بوقف الشحنات وإنهاء الشراكات ووصفت تصرفات روسيا بأنها غير مقبولة مع تفكير المزيد من الشركات في اتخاذ إجراءات مماثلة. وقالت ماستركارد إنها حظرت العديد من المؤسسات المالية من شبكة الدفع الخاصة بها نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا وقالت فيزا إنها ستتخذ إجراء أيضا. وأعلنت شركة "توتال إنرجي" الفرنسية العملاقة للطاقة الثلاثاء أنها "ستتوقف عن تخصيص رؤوس أموال لمشاريع جديدة في روسيا"، على خلفية غزو أوكرانيا، لكن من دون سحب المشاريع القائمة أساسا. وأفادت المجموعة أنها "توافق على حجم وقوة العقوبات التي فرضتها أوروبا وستطبقها بغض النظر عن عواقبها (التي ما زالت قيد التقييم) على إدارة أصولها في روسيا". كذلك "دانت العدوان العسكري" الروسي وأشارت إلى أنها "تتحرّك لإيصال الوقود إلى السلطات الأوكرانية ولمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا". وامتدت إجراءات عزل روسيا إلى الثقافة والرياضة أيضا. وقالت ثلاث استوديوهات رئيسية هي سوني وديزني ووارنر براذرز إنها ستوقف عرض الأفلام القادمة في روسيا مؤقتا بينما تحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واللجنة الأولمبية الدولية لمنع الفرق والرياضيين الروس من المنافسة. وأعلن الاتحاد الدولي للتايكوندو تجريد بوتين من الحزام الأسود الشرفي في اللعبة بسبب غزو بلاده لأوكرانيا.

مشاركة :