أبناء شهداء: دماء آبائنا أعطت الوطن قوة بمواجهة الإرهاب

  • 11/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشهادة في سبيل الوطن هي الارتقاء إلى الخلود، وشهداء الإمارات الذين لبوا النداء وارتوى بدمائهم تراب الوطن و اليمن الشقيق، ستبقى تضحياتهم قبساً من نور لتضيء دروب الأجيال، إذ إن أسمى مراتب البذل والعطاء في حياة الإنسان هي التضحية بالنفس من أجل الوطن الذي لا شيء يعلو عليه. والشهداء سيبقى ذكرهم لا في صفحات التاريخ وذاكرة الوطن فحسب، بل بما خلفوه وراءهم من أبناء ليحملوا عنهم الأمانة، وليسيروا على خطاهم في حماية الوطن من أي مكروه مهما بلغت التضحيات. الخليج التقت أبناء الشهداء في أبوظبي والمنطقة الغربية، والذين أشاروا إلى أن دماء آبائهم الطاهرة أعطت للوطن قوة ومنعة في وجه الإرهاب، وأزهرت مزيداً من الإرادة والعزيمة والإصرار، إذ استعذبوا الموت وجادت نفوسهم العزيزة بعظيم التضحيات لتنعم الأجيال القادمة بحياة كريمة وآمنة، مؤكدين أنهم ماضون على دروب آبائهم في تلبية نداء الواجب، والتضحية من أجل الوطن، لأن دماء الشهداء هي التي تحفظ أمن الوطن. الشهيد المامدي تعهد أبناء الشهيد محمد خالد محمد المامدي، بالسير على خطى والدهم لخدمة الوطن الغالي، معبرين عن اعتزازهم باستشهاده في سبيل الدفاع عن الإمارات والأمة العربية نصرة للحق ووقوفاً مع المظلوم، مشيدين بالجهود التي تقوم بها القيادة الرشيدة لصون كرامة الدولة وحمايتها من أي عدوان. وقال خالد الابن الأكبر للشهيد محمد المامدي 17 عاماً: استشهاد والدي وسام فخر على جبيني وجبين أشقائي، لأنه استشهد وهو يدافع عن الوطن والعروبة، مشيراً إلى عجزه عن وصف شعوره، لا سيما عند مشاهدته توافد المعزين من مختلف أنحاء الدولة الأمر الذي عكس حجم التلاحم والتعاضد بين أبناء الإمارات. وأشار خالد إلى صفات والده الذي كان ملتزماً بالصلاة وحبه لعائلته وأبنائه وقيادته، واعداً بأن يكون وفياً له بعد استشهاده وذلك بالدفاع عن الوطن، شاكراً شيوخ الدولة على ما قدموه من دعم ووقوفهم إلى جانبهم في السراء والضراء. أما حمدان الذي يصغر خالد بسنتين، فهو أول شخص في العائلة سمع بخبر استشهاد والده البطل، ويقول متحدثاً بكل فخر: بالرغم من صعوبة الخبر في البداية إلا أنني حمدت الله أن والدي نال الشهادة بشرف وكبرياء دفاعاً عن أرضنا وشعبنا وهذا فخر لي أمام كل الناس. بينما جمال 13عاماً وصف استشهاد والده بأنه قضاء وقدر من الله، معبراً عن فخره بانضمام والده إلى جنود الإمارات البواسل الذين استشهدوا على أرض اليمن، متعهداً الالتحاق بالقوات المسلحة عندما يكبر وفاء لوالده الذي قدم روحه دفاعاً على الوطن الغالي. وللشهيد طفلة واحدة اسمها عائشة في التاسعة من عمرها، تحب والدها حباً شديداً وتتحدث ببراءة عن أبرز الذكريات معه، إلا أنها تدرك جيداً أن الله اختاره ليكون شهيداً، بينما أصبحت تتفاخر به وتتحدث عنه في كل مجلس، الأمر الذي عزز في نفسها حب الوطن، لأنها تربت على المعاني الوطنية التي غرسها والدها في نفسها. الشهيد الحمادي أكد أبناء الشهيد أحمد خميس مال الله الحمادي، فخرهم واعتزازهم بانضمام والدهم إلى كوكبة جنود الإمارات البواسل الذين سطروا بدمائهم التاريخ بأحرف من نور في معركة الكرامة والحق على أرض اليمن الشقيق، مشيدين بالتلاحم بين شعب الإمارات وقيادته الرشيدة التي تبذل أقصى جهدها ليعيش المواطن الإماراتي بكرامة ورفاهية. وعبر أبناء الشهيد، وهم هند طالبة سنة أولى في التقنية، وحصة ثانوي، وفرح سادس ابتدائي، وودّرابع ابتدائي، وأصغرهم خميس 4 سنوات، عن بالغ فخرهم بوالدهم واعتزازهم بما قدمه لوطنه داعين الله عز وجل بأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. تقول هند الابنة الكبرى للشهيد بمشاعر ممزوجة بالفخر: أحمد الله أن والدي استشهد في حمى الوطن وأنه سيشفع لي ولعائلتي يوم القيامة، لأن الشهيد يشفع لسبعين من أهله، واصفة أباها بأنه حنون بار بوالدته وعائلته، مشيرة إلى أنه كان حريصاً على توفير كافة احتياجاتها واحتياجات أشقائها، مستذكرة آخر محادثة هاتفية جرت بينهما ليلاً، بينما جاء خبر ارتقائه شهيداً في ظهيرة اليوم التالي. ودعت الله أن يجمعها بوالدها في جنات الخلد يوم القيامة، موصية الأبناء ببر آبائهم وأمهاتهم وإكرامهم في الدنيا، لأن لا أحد يعرف لحظة موته، شاكرةً شيوخ الإمارات على الدعم الذي قدموه لهم ووقوفهم الدائم إلى جانبهم وأن يحفظهم ذخراً لشعب الإمارات وللوطن. بينما تروي حصة اللحظات الأولى عند سماعها خبر استشهاد والدها الذي تعتبره أعز إنسان على قلبها، وتقول: لم أصدق الخبر في البداية، فبالرغم من حزني على استشهاد والدي إلا أنني أفتخر بهذه الكرامة التي أكرمنا الله بها بأن يزف والدي شهيداً فداء للوطن، والحمد لله ولا اعتراض على قضاء الله. وتستذكر وهي الثانية في الترتيب من حيث العمر بين شقيقاتها الثلاثة وشقيقها الصغير خميس، صفات والدها وحنانه وعطفه تجاهها وتجاه أشقائها، لافتة إلى أنه كان يومياً ينتظرهم لحظة انتهاء دوامهم المدرسي ليصطحبهم إلى البيت ويمرح معهم ويلاعبهم، فبينما كان يحب الجلسات العائلية سواء على مأدبة الطعام أو عند مشاهدة برامج التلفاز، كان يحفز أبناءه على طلب العلم والجد بالمدرسة، ولم يكن يخلد إلى النوم إلا عندما يتفقدهم ويطمئن عليهم في غرفهم من شدة حرصه على راحتهم. وأدى استشهاد أحمد الحمادي إلى غرس العزيمة والفخر والكبرياء في قلب طفلتيه فرح وود، اللتين أصبحتا تعرفان اليوم معنى الشهيد وماذا يعني الوطن، حتى إنهما ترفضان البكاء بل تطالبان عائلتهما بمزيد من الفخر والاعتزاز بوالدهما الشهيد، في حين كان تقبل الواقع ربما أسهل بالنسبة لخميس، رغم كثرة تكراره للأسئلة البريئة عن اشتياقه لرؤية والده، دون أن يدرك أن والده وهب الوطن روحه ودمه، وفخراً ومجداً تحتفي به الأجيال المتعاقبة. وللشهيد أحمد 7 من الأشقاء 3 بنات و4 من الذكور، وترتيبه هو الثالث من حيث العمر بين إخوته، وهو يتيم الأب منذ أن كان في الصف الثامن، وتولى من بعده رعاية أشقائه وهم علي وعيسى ومال الله وخميس مال الله، وأربع إناث.

مشاركة :