باحثة دكتوراه تبتكر جهاز تحليل ميداني لتحديد محتوى المبيدات الحشرية في العينات الغذائية

  • 3/2/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط- الرؤية نجحت باحثة الدكتوراه إيمان بنت يحيى اليحيائية، في ابتكار جهاز تحليل ميداني غير مكلف، وصديق للبيئة، ويعتمد على الورق باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك ضمن فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس بقيادة الباحث الرئيس البروفيسور حيدر اللواتي، وقد فازت اليحائية بالجائزة الوطنية للبحث العلمي في نسختها الثامنة لعام 2021، لفئة الباحثين الناشئين لقطاع الثقافة والعلوم الاجتماعية والأساسية. وتقول اليحيائية إن هذا الجهاز مدمج مع نظام تضوء كيميائي قوي؛ لتحديد محتوى المبيدات الحشرية في العينات الغذائية؛ حيث يتم تحفيز تفاعلات التضوء الكيميائي داخل قصاصة صغيرة من ورق الكروماتوغرافيا، كما تم تحضير مادة نقاط الجرافين الكمومية، وإنتاج ضوء عند تفاعلها مع معاملات التضوء المؤكسِدَة، مثل "برمنجنات البوتاسيوم" المستخدمة في هذه الدراسة، مع ملاحظة تأثير مادة متعدد الفوسفات على شدة الضوء الناتج من تفاعل نقاط الجرافين الكمومية مع برمنجنات البوتاسيوم، بحيث ينتج التفاعل الكيميائي من هذه المواد ضوء عند طولين موجيين مختلفين. وتضيف الباحثة أن هذا النوع من التفاعلات يمتاز بانتقائيته العالية، وقد تم الاستفادة من هذه الانتقائية لحساب كمية المبيدات الحشرية في عصير ثمار التفاح التجاري. وأشارت إلى هدف المشروع البحثي، قائلة: "يجب إيلاء اهتمام خاص بمختلف المنتجات الغذائية المحلية والمستوردة في السوق لضمان جودة هذه المنتجات وقيمتها الغذائية؛ حيث تم طرح بعض من هذه المنتجات في السوق تحت مسمى الأغذية العضوية لأهداف ترويجية وبيعها بأسعار مرتفعة للغاية". وأكدت الباحثة أن الحكومات والمواطنين خاصة المزارعين، قد يواجهون العديد من التحديات في تحليل عينات الأغذية المختلفة، إما لغرض الرقابة أو الحصول على التصاريح المطلوبة. وأوضحت أن اشتراط وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إرفاق شهادة تثبت نسبة المبيدات الحشرية المسموح بها في الأغذية المحلية والمستوردة، أدى إلى زيادة العبء على المستوردين بسبب التكلفة العالية وطول المدة اللازمة لإجراء التحاليل المطلوبة. وأضافت أن حاجة المزارعين إلى نقل منتجاتهم لمسافات طويلة إلى المعامل المختصة، يمكن أن تؤدي إلى تلف الأغذية في كثير من الحالات، مما يقلل من أرباحهم. وذكرت أن محاولة مراقبة جودة الغذاء، وتغطية جميع منتجات الفواكه والخضراوات في المزارع العمانية، يتسبب في زيادة العبء على الحكومة؛ مما يعني إنفاق الكثير من المال في توفير الأجهزة المطلوبة والفنيين المختصّين، وزيادة تكلفة التحاليل، إضافة إلى الوقت اللازم لإجرائها. وتم تقديم هذه الدراسة لتخفيف العبء على المواطن وكذلك الحكومة من خلال إنشاء جهاز تحليلي محمول كطريقة بديلة لتحليل المبيدات في العينات الغذائية والبيئية. وتعود أهمية هذه الدراسة إلى إمكانية إجراء التحاليل في الموقع على الحدود البرية، والموانئ البحرية، في مدة زمنية قصيرة، وبكلفة زهيدة للغاية؛ وذلك نتيجة لاستخدام كميات صغيرة من الكواشف والمواد الرخيصة ودون استخدام أية أجهزة معقدة ومكلفة، مما يؤدي إلى تقليل الكلفة الكلية. وسلطت الباحثة إيمان اليحيائية الضوء على أبرز النتائج والتوصيات التي خرج بها هذا المشروع فقالت: لقد أثبتت نتائج هذه الدراسة خلو جميع العينات المدروسة من المبيدات الحشرية، الأمر الذي قد يزيد من ثقة العملاء بجودة المنتجات المطروحة في الأسواق المحلية. كما يمكن اعتبار الجهاز المطور كنظام كشف تحليلي جديد لأغراض الفحص في الموقع؛ لتشمل تحليلات مهمة أخرى. وعن إمكانية تطبيق هذا الابتكار على أرض الواقع، قالت الباحثة: "يمتاز هذا الجهاز بالبساطة في التصميم والتكلفة المنخفضة للمواد المكونة لهذا الجهاز، وبعدم الحاجة لفنيين مختصين، الأمر الذي يضاعف من إمكانية تطبيق هذه الدراسة على أرض الواقع". ونجحت اليحيائية في نشر الورقة البحثية تحت عنوان "تطوير نظام تضوء كيميائي انتقائي متعدد الانبعاث لتقدير محتوى المبيدات الحشرية في العينات الغذائية"، في أحد أبرز المجلات العلمية المحكمة في مجال الحساسات الكيميائية. وقالت: "نطمح من خلال هذا المشروع إلى دمج الجهاز الورقي المطور بأجهزة كشف مختلفة، وذلك لتمكين التحليل النوعي والكمي في الوقت نفسه، كما نسعى لتطوير أنظمة كشف بحيث لا يقتصر البحث على تحديد المبيدات الحشرية بل ويمتد أيضا للكشف عن مركبات كيميائية أخرى لا تقل أهمية عن المبيدات الحشرية: مثل مضادات الأكسدة، والمضادات الحيوية". وتقدمت اليحيائية بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في هذه الدراسة، وخصت بالشكر والتقدير البروفيسور حيدر اللواتي المشرف الرئيسي على هذا العمل، وقالت إن البروفيسور حيدر اللواتي "كان له الفضل بعد الله عز وجل في إنارة طريق البحث لي من خلال توجيهاته وإرشاداته، وبث روح الحماس في النفس عند كل ثغرة وشعور باليأس". وتوجهت الباحثة بالشكر كذلك إلى الدكتور جواد حسن زاده والذي بدوره سهل إنجاز هذا العمل وإخراجه بالصورة المشرِّفة. وتقدمت اليحائية بالشكر إلى الأستاذ عبد الرحمن النبهاني من كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة، على التعاون المثمر والذي أدى لتنفيذ هذه الدراسة البحثية بهذا المستوى.

مشاركة :