«محمد عبده وفنان العرب».. برنامج عربي بامتياز

  • 11/27/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

في الكواليس تبدو الحياة مختلفة تماماً عما نراه على الشاشة، عشرات الفنيين، ومديرو الإنتاج والمعدون يلاحقون التفاصيل الدقيقة، لتظهر الصورة كاملة، مبهرة في تنظيمها حيث لا مكان للأخطاء، خاصة في برنامج حمل اسم فنان العرب محمد عبده الذي قرر أخيراً أن يمنح هذا الشرف لشبكة قنوات دبي دون غيرها، ويكون المشرف والعرّاب لبرنامج ينأى بنفسه عن أي صفة تجارية، فيرفض أن يتعلق مصير فنان العرب بتصويت المشاهدين، بل يبقيه خياراً مهنياً يحدده أهل الخبرة. في هذه الجولة في استوديو ذا بالاديوم الذي تم تحضيره خصيصاً لهذا البرنامج، في مدينة دبي للإعلام، نرصد كواليس البرنامج. لم يكن تفكير مجموعة قنوات دبي للإعلام في تقديم برنامج لاختيار المواهب الغنائية جديداً كما يعتقد البعض، حسب خليفة بوشهاب مدير قناة سما دبي، الذي وقف بنفسه يراقب أجواء التصوير ويتابع سير العمل، لكن ما أخّر ظهور البرنامج هو البحث عن فكرة متفردة، وبرنامج مختلف لا يشبه أياً من البرامج الأخرى، ويقول: هذا ما حققناه أولاً بوجود اسم كبير مثل الفنان محمد عبده الذي أضاف قيمة كبيرة بمنح اسمه للبرنامج، وقد استغرق التحضير للبرنامج أكثر من سنة، لنقدم مواهب حقيقية منتقاة بشكل مدروس وسليم، لم تظهر في أي برامج أخرى، والأهم أنها طربية أصيلة، وقد تم انتقاء المواهب على مدى أشهر من قبل لجنة التحكيم، وبمباركة الفنان الكبير محمد عبده، لتكون جديرة بحمل لقبه، والذي يعتبر أغلى من أي جوائز نقدية أو معنوية أخرى. يتابع بوشهاب: أجريت المقابلات مع المتسابقين في عدد من الدول العربية، للانتقال للتصوير في دبي، وتقوم الفكرة على تصفية المتسابقين الذين تم اختيارهم في الحلقة الأولى، ثم تصفية أربعة منهم ليبقى واحد منهم حتى الحلقة الأخيرة، وفي كل حلقة ينضم ضيف جديد إلى لجنة التحكيم المكونة من الفنانة أصالة، والفنان عبدالله الرويشد. وعن توافق عرض محمد عبده وفنان العرب مع برنامج ذا فويس، يؤكد بوشهاب أن إدارة قنوات دبي لا علاقة لها بمواعيد عرض البرامج والقنوات الأخرى، كما أن البرنامج يعرض مساء كل أحد، بعيداً عن أي موعد لعرض أي برنامج منافس آخر، مذكراً ببرنامج نجم الخليج الذي كان يعرض يوم الأحد أيضاً للتأكيد على أن هذا اليوم هو اليوم المختار من قبل شبكة قنوات دبي لهذا النوع من البرامج. بكامل أناقتها وقفت المذيعة رؤى الصبان تأخذ بعض الصور خلف الكواليس، وتسجل بعض الفقرات قبل بدء الحلقة، وعن هذه التجربة الجديدة في عملها، تقول: كل الفكرة جديدة بالنسبة لي، ولا شك هي تجربة رائعة وممتعة، بالإضافة إلى أنها تضيف كثيراً إلى خبراتي في العمل الإعلامي، ونحن نجري البروفات للحلقة كاملة قبل تقرير الشكل النهائي لها، وهذا يتطلب جهداً إضافياً، لكن يجعل العمل أكثر حرفية، بالإضافة إلى أنها تقربنا من المتسابقين أكثر كوننا نحضر البروفات سوياً، ونشعر بالمسؤولية تجاههم. تقديمه لبرنامج فنان العرب يعتبر شيئاً مختلفاً في حياته كإعلامي، هكذا يصف أحمد عبد الله تجربته الأولى في تقديم البرامج الفنية، ويقول: أشعر بأن الفكرة جميلة جداً بوجود عمالقة الفن والغناء والطرب الأصيل، والفنان الكبير محمد عبده، وأراه عملاً مميزاً جداً، وشاق، فيه الكثير من البروفات، والحلقات أيضاً مختلفة، والمشتركون على مستوى عالٍ جداً، فلا يصل أحدهم إلى المسرح إلا إذا كان كفؤاً ليغني أمام عمالقة الطرب. وعن تواصله مع المشتركين وعلاقته بهم، يؤكد عبد الله أنه لا يحب أن يتصرف كمقدم برنامج، بل يتعامل معهم كأخ، ويرى أنهم مميزون خاصة أنهم وصلوا إلى هذا المكان، معتبراً أن أسلوبه المرح في التعاطي مع المتسابقين يكسر حدة القلق الكفيل بإسقاط أكبر المواهب في العالم، لهذا من واجب المحيطين بالمتسابقين أن يساهموا في مساعدتهم على التخلص من التوتر. ويؤكد المذيع أن المتسابقين هم نجوم البرنامج، وينفي حزنه لخروج أي متسابق، لأن الحياة فوز وخسارة، والمشترك إذا لم يحصل على اللقب قد يحصل على الفرصة من خلال ظهوره في البرنامج. في سيارة البث الكبيرة خارج الاستوديو المخرج باسم كريستو منهمك في عمله، والتأكد من جاهزية كل أدوات العمل قبل البدء بالحلقة. كريستو يخبرنا عن التفاصيل الإخراجية للعمل، منطلقاً بالحديث عن خصوصيته معتبراً أنه أول برنامج فني ضخم يتم تصويره في دبي، وليس في استوديوهات بيروت، أما عن مضمون البرنامج، فيقول: هذا البرنامج مختلف وفريد من نوعه بالنسبة لي، فهو يحوي مستوى عالياً من الرقي سواء بالنسبة للصورة، أو للمضمون الذي يقدمه، وهو برنامج ثقيل من الناحية الفنية، والأهم أنه عربي خالص، وهذا أهم ما يميزه. أما من الناحية الإخراجية فيؤكد كريستو أنه استخدم معدات متطورة جداً، مثل الروبوت كام، والكايبل كام المعروفة بلقطاتها المأخوذة من أعلى، وكأنها صورت عبر استخدام طائرة هليكوبتر، وهذا جديد، وأيضاً الجرافكس على الشاشة يعتبر حديثاً ومتطوراً، كما استعنا بمدير الإضاءة من إيطاليا. ويرى المخرج أن البرنامج مكتمل بكل عناصره، سواء بالمضمون أو الصورة، أو اللجنة أو الضيوف.. وعن الصعوبة في منافسة برامج المواهب الأخرى، والتي تم تصويرها في استوديوهات لبنان المجهزة لهذا النوع، يجيب: التصوير للمرة الأولى لا يخلو من الصعوبة وهذا طبيعي، فالعمل مع فريق محترف ومعتاد على هذا النوع يعتبر أسهل بكثير، لكننا استعنا ببعض العناصر المدربة هناك، وبما أن وقت التحضير كان كافياً استطعنا تخطي الكثير من العقبات، أما عن التفاصيل الخاصة باختيار المسرح المناسب، يذكر أن شركة (إيماجيك) المنتجة لهذا البرنامج استطاعت أن تجد المكان المناسب، ورغم أنه لم يكن معداً كاستوديو تلفزيوني، إلا أننا عملنا على تحويله لاستوديو لأن مواصفاته كانت مطابقة لما هو مطلوب، من حيث الحجم والارتفاع، وعزل الصوت. في غرفة الماكياج الفنانة نوال الزغبي (ضيفة الحلقة) تستعد للظهور، ونتوقف معها لتخبرنا عن سعادتها بهذه المشاركة، وتشرح لنا كيفية استعدادها للانضمام إلى لجنة التحكيم على الرغم من عدم اطلاعها على الحلقات السابقة، أو على آلية تصوير البرنامج وإعداده، حيث شرح لها القائمون على البرنامج آلية سير العمل. وعن صعوبة مشاركتها كعضو في لجنة التحكيم دون أن تكون قد شاهدت البرنامج، تؤكد الزغبي أن كثرة هذه البرامج جعلت الأمر سهلاً، خاصة بالنسبة لفنانة مثلها تمتلك الخبرة، ومشوارها الفني الطويل، فأصبح الاختيار والتمييز ما بين الصوت الجيد والصوت الأفضل أسهل بكثير. وعما يميز هذا البرنامج عن غيره تشير الزغبي إلى أن تركيبته الجديدة والمختلفة تشكل فارقاً مهماً، بالإضافة إلى ترؤس العملاق محمد عبده لجنة التحكيم، وإعطائه اسمه للبرنامج. في الغرفة المجاورة جلس الفنان عبدالله الرويشد يتابع استعداده للظهور في الحلقة برفقة الفنان عصام كمال، ليجيبنا عن مشاركته في لجنة التحكيم قائلاً ليست الأولى بالنسبة له، بعد مشاركته في برنامج نجم الخليج لثلاث سنوات متتالية، لكنها تجربة مختلفة مع وجود موضوع جديد عن الفنان محمد عبده، وهذا يعطي دفعاً كبيراً للبرنامج، ورونقاً مختلفاً، ويتابع: أنا سعيد بوجودي في هذا الحدث، والالتقاء بزملائي الفنانين، وخاصة أختي الفنانة أصالة، وهذا بحد ذاته شيء كبير أحترمه جداً، وأرى تلفزيون دبي سباقاً في هذا الطرح، والتجربة لم تكن سهلة أبداً، بل أعتبر أنها جريئة جداً بالنسبة إلي، خاصة عندما يكون معي أسماء كبيرة مثل محمد عبده وأصالة نصري. وعن آراء بعض الناس عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول تساهل اللجنة مع المتنافسين يوضح الرويشد: الاختبارات الأولى كانت عبارة عن اختبارات للصوت بدون موسيقى، وبالتأكيد التجربة مع الموسيقى تكون مختلفة جداً بالنسبة للمشتركين، وهنا يمكن تحكيم الرأي الصحيح، حول مدى جدارة هذه الموهبة بالتجاوب مع فرقة موسيقية، والوقوف على المسرح، وأسلوبه في الكلام، وأدائه، إن كان خائفاً أم لا، كل هذه التفاصيل تحدد علامة المتسابق، علماً أن الفنان محمد عبده والفنان عصام كمال لا يقصران أبداً في متابعة المواهب وتوجيه الملاحظات للوصول إلى مستوى أفضل، حتى أن الفنان محمد عبده يحضر البروفات بنفسه ليشرف على تدريبات المتسابقين، والأستاذ عصام يساعدهم في اختيار الأغاني. وعن خفة دمه ومزاحه مع المتسابقين يوضح الرويشد أنه يحاول أن يسليهم ليساعدهم على التخلص من التوتر والقلق، مشيراً إلى أنهم جمهوره الذي يحب قبل أن يكونوا متسابقين في هذا البرنامج الذي يقدم أصواتاً لا يستهان بها أبداً، والحلقات المقبلة سوف تبين مدى صعوبة المنافسة. في معظم برامج المواهب نرى عصام كمال حاضراً يتابع المتسابقين باهتمام كبير، دون أن يكون عضواً في لجنة التحكيم، لكن في هذا البرنامج نراه إلى جانب اللجنة، وإلى جانب المتسابقين أيضاً، عن هذه النقلة يشرح كمال موضحاً أنه يلعب دورين، في الجزء الأول القائم على اختيار الأصوات يشارك كل من الفنانين أصالة نصري، وعبدالله الرويشد في اختيار الأصوات وتقييمها وفرزها، أما في المرحلة الثانية فينتقل دوره إلى مرافقة المتسابقين لتحديد شكل الحلقة، من خلال اختيار الأغاني والطبقات، بالإضافة إلى تنويع المواهب المشاركة حسب المستويات. وعن تقييمه للمواهب المشاركة في البرنامج، يقول كمال: بعد فرز واحد وخمسين صوتاً، تم اختيار اثنين وثلاثين واحداً فقط، يعتبرون برأيي من قمة الأصوات، وأرى أن هذا البرنامج يعتبر نخبوياً لعدة معطيات، أولها أنه لا يعتمد على التصويت، بل يعتمد على النقاط التي تضعها اللجنة لكل متسابق ليتأهل، وهذا يعطي واقعية أكثر للبرنامج، علماً أن نسبة المواهب الخليجية المشاركة كانت ضئيلة للأسف، فليس هناك متسابقون من الكويت، وقطر، والإمارات، بينما يسعى البرنامج إلى احتواء المواهب من جميع أنحاء الوطن العربي، والفنان محمد عبده سعيد بالمشتركين، أما أنا فأكون قلقاً طوال الحلقة أكثر من المتسابقين أنفسهم، لأنني قريب منهم، وأدربهم، وأريدهم أن يكونوا في أفضل حالاتهم، لأن نجاحهم من نجاحي. أما عن مرحلة ما بعد انتهاء البرنامج، فيذكر عصام كمال أن الفوز بلقب محمد عبده ليس بالأمر السهل، فهذا تكريم كبير لأي موهبة فنية، وتوفير هذه المساحة على تلفزيون دبي يخلق الفرصة أمام أي موهبة، فشركات الإنتاج تتابع، وكذلك كل العاملين في المجال الفني، ولن يترددوا في التواصل مع الموهبة التي تعجبهم. تصف الفنانة أصالة نصري تجربتها بأن تكون عضوة في لجنة التحكيم بأنها رائعة ولم تكن قادرة على تخيلها من قبل، مؤكدة أنها في السابق كانت تتساءل بينها وبين نفسها عن الطريقة التي سوف تتعامل فيها مع المواهب الشابة إذا كانت في هذا الموقع، وتضيف: المشاركة في برنامج يحمل اسم الفنان الكبير محمد عبده وإلى جانبه، شرف كبير أفخر به، فهو إنسان محب ومعطاء، وأنا أكن له كل التقدير، وأيضاً زملائي أعضاء لجنة التحكيم الذين أشعر بالمتعة وأنا أشاركهم هذه التجربة، أما المواهب المشاركة فأنا سعيدة باكتشافي عدداً من الأصوات الرائعة في هذا البرنامج، ومستمتعة بهذه الأجواء الاحتفالية التي تشهد ولادة فناني المستقبل، وفنان العرب حصراً. محمد عبده: عدم تدخلي أفضل فنياً الفنان محمد عبده يقول عن سبب جلوسه بعيداً عن اللجنة ليشاهد المواهب والتسجيلات في الحلقات الأولى، وعدم تدخله في إعطاء العلامات للمواهب المشاركة أثناء التصفيات، إن فكرة البرنامج تقوم أساساً على أن يكون بمثابة المشرف أو العرّاب لهذا البرنامج، ويعتقد أن عدم تدخله وإبداء رأيه في المواهب وما تقدمه مباشرة أفضل من الناحية الفنية، لأن هذا يعطي مساحة أكبر من التنوع، فبعد أن يطلع على كل ما يجري ويسمع آراء الجميع يعطي رأيه الذي قد يكون مختلفاً تماماً عما قالوه. وعن سر قبوله المشاركة في هذا البرنامج الذي حمل اسمه، وما وجده مميزاً ومختلفاً فيه يجيب: وجدت أن اسم فنان العرب يصلح لبرنامج دوري، أو نسخة أصلية غير مقلدة لبرنامج عربي مختص باختيار المواهب، دون أن يكون مأخوذاً عن أي برنامج أجنبي، وقد يأتي يوم نرى فيه الفنان عبدالله الرويشد وفنان العرب، وما أقصده أن هذا البرنامج عربي بامتياز، وهذه ميزته برأيي، والحلقات المقبلة سوف تكون متصاعدة في حماستها وقوتها.

مشاركة :