يسعى العلماء لإحداث ثورة في عالم التوظيف ومراسلة الأفراد للشركات وإرسال السيرة الذاتية عبر إيجاد برامج كمبيوترية متطورة، تعنى بالبحث عن كلمات دالة تتناسب والمهارات المطلوبة في ميدان عمل بعينه. وذكرت مجلة نيو ساينتست العلمية المتخصصة.. في تقرير حديث لها، أنه خلال الفترة القليلة الماضية كانت الشركات الكبيرة تعتمد على برامج الذكاء الاصطناعي لاختيار الموظفين وتعيينهم في الوظائف الملائمة لمؤهلاتهم وتبسيط عملية الاختيار، وهي البرامج التي أبدت المشروعات الصغيرة اهتماما بها أيضا. ومن الناحية النظرية، فإن هذه البرامج يجب أن تجعل من عملية اختيار السير الذاتية عملية أكثر عدالة، وبعيدة عن الانحياز. إلا أنها من ناحية أخرى تضيق الخيارات، وبالتالي تصعب من عملية الحصول على الوظيفة. برامج التوظيف والآن تريد كثير من الشركات تغيير هذه البرامج وتطوير أخرى من أجل توسيع طبيعة البحث والاختيار. نظم تتبع الطلبات الحالية عادة ما تقرأ طلبات السير الذاتية بتمعن وتبحث عن كلمات رئيسية مطلوبة في العمل. وعادة ما تحدد هذه البرامج أولوياتها في اختيار السير الذاتية من خلال هذه الكلمات. ولذلك فإن أي سيرة ذاتية لا تحتوي على هذه الكلمات ترفض، وتلك التي يتم اختيارها تخزن، وتمرر إلى أفراد من أجل تقييمها. وترى المدربة المسؤولة عن التوظيف باميلا سكيلنغز أن المتقدمين للطلبات يجب أن يفترضوا أن طلباتهم ستفحص عبر خوارزميات معينة، وأنها قد ترفض قبل أن تمرر إلى لجنة التحكيم البشرية. إلا أن مثل هذه النظم لا تأخذ بعين الاعتبار كل مؤهلات الفرد، عدا عن أن هذه البرامج تقرأ كلمات دالة فقط، وبالتالي إذا كان الموظف قد عبر عن المفهوم ذاته بكلمات أخرى، فإن البرامج لن تقرأ هذه السير الذاتية، وهو ما يقلص فرص الكثير من المتقدمين للوظائف. ويشير الخبراء إلى أن أكبر شركات التوظيف الإلكترونية هي شركة لينكدن التي تتخذ من وادي السليكون مقرا لها، وعرضت الشركة تطبيقها المطور ريكروتر، أخيرا، في مؤتمر أقيم في لوس أنجليس. وتظهر التطبيقات الخاصة بالبرنامج كيف أن المرشحين المحتملين لوظائف معينة قد دخلوا على موقع الشركة، وتفاعلوا مع الوظيفة المذكورة والنظر في ما إذا كان الموظف يبحث عن وظائف جديدة. وتستخدم شركة غوغل برامج مشابهة، تحوي على خوارزميات تنقي الطلبات. وقال جون جيرسن، المسؤول فيها، إنه في حال أورد المستخدمون الكلمات المفتاحية التي تطلبها الشركة أكثر من مرة في سيرهم الذاتية، فذلك يعني أنهم على دراية بطريقة عمل الشركة واختيارها للسير الذاتية. وأضاف إن من الممكن النظر إلى تفاصيل أكثر، مثل عدد الأصدقاء لدى شخص معين، فضلاً عن إمكانية تجميع البيانات الموجودة في برنامج غيت هوب. وتدرس الشركة على سبيل المثال الإجابات التي طبعها الفرد بشأن مواضيع معينة.. وهو ما يدل على معرفته بتفاصيل محددة. وتدرس ست شركات دنماركية نظم التعيين، في الوقت الذي تشير إلى تزايد عدد السير الذاتية التي يقدمها الباحثون عن العمل على امتداد العالم، فضلاً عن تزايد عدد القوانين التي تعنى بطرق التوظيف. ويمكن لهذه البرامج التنبؤ بطبيعة اهتمامات الفرد من خلال معرفة عدد الوظائف المدرجة على سيرته الذاتية. وقال نك كوركاديلوس، المسؤول عن اختيار الوظائف والذي لا يبدي حماسا لبرامج الذكاء الاصطناعي في مجال التوظيف: سبب اهتمام الشركات بمثل هذه التقنية هو عدد السير الذاتية الكثيرة التي تصلها.. وأضاف: إن على الموظفين التحول من التقديم الإلكتروني، لأن الكثير من الذين يتقدمون لمهنة معينة قد لا يحصلون عليها بسبب محدودية النظم الإلكترونية هذه. ويمكن تطوير طرق التعيين الإلكتروني في حال فصلت الشركات بشكل أكبر في الخيارات التي تطلبها في الموظف. والنتيجة النهائية قد تكون توظيفا أكثر مثالية.
مشاركة :