الغزو الروسي لأوكرانيا يقرّب فنلندا والسويد من حلف الأطلسي

  • 3/2/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دفع الغزو الروسي لأوكرانيا خلال أيام قليلة بفنلندا والسويد إلى الانتقال من سياسة عدم الانحياز إلى حقبة جديدة مع إرسال شحنات "غير مسبوقة" من الأسلحة وانتشار تأييد قوي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في صفوف الرأي العام. واستبعدت ستوكهولم وهلسنكي حتى الآن فرضية طلب الانضمام بصورة عاجلة إلى حلف شمال الأطلسي، لكن لم تكن الدولتان يوما قريبتين كما هما الآن من اتّخاذ هذه الخطوة. ويرى زيبولون كارلاندر، المحلل من منظمة "فولك أوك فورسفار" (المجتمع والدفاع)، أن "كل شيء ممكن في الوقت الحالي، وثمة إشارة من دول حلف شمال الأطلسي إلى أن درس انضمام فنلندا والسويد يمكن أن يحصل سريعا، لذا أعتقد أن ذلك رهن بقرار سياسي من ستوكهولم وهلسنكي". سيرجي لافروف: انضمام ستوكهولم وهلسنكي إلى الناتو ستكون له تداعيات خطرة والسويد وفنلندا هما من دول عدم الانحياز رسميا، إلا أنهما شريكتان لحلف شمال الأطلسي منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، بعدما طوتا صفحة حيادهما في نهاية الحرب الباردة. ويناقش البرلمان الفنلندي عريضة تدعو إلى إجراء استفتاء على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وجمعت العريضة في أقل من أسبوع 50 ألف توقيع لازم لموافقة البرلمان الفنلندي. وأظهر استطلاع نُشر الاثنين للمرة الأولى أن 53 في المئة من الفنلنديين يؤيدون الانضمام إلى التحالف العسكري. وتضاعفت نسبة المؤيدين للانضمام في غضون أسابيع قليلة فقط، فكانت نسبتهم في يناير 28 في المئة فقط. ومع أن رئيسة مجلس الوزراء الديمقراطية الاجتماعية سانا مارين التي بادرت إلى هذا النقاش البرلماني العاجل، تشدد على أن الأمر لا يتعلق بنقاش عام حول انضمام فنلندا إلى الناتو أو عدم الانضمام، إلا أن الظروف السياسية تغيّرت فجأة. ويقول الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية شارلي سالونيوس - باستيرناك إن نتيجة الاستطلاع "تاريخية واستثنائية"، متوقعا أن تبقى نسبة التأييد عالية بشكل مستدام. وفي السويد أيضا، لم يصل أبدا مستوى تأييد الرأي العام لانضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي إلى المستوى العالي الذي بلغه الآن. فوصلت نسبة التأييد بين السويديين إلى 41 في المئة مقابل معارضة 35 في المئة، فيما لم يتخذ 24 في المئة موقفا، بحسب استطلاع أجراه معهد "نوفوس" وبث نتائجه الجمعة التلفزيون الوطني "سفيريجيس تيليفيزون" "أس.في.تي". وكسّرت كلّ من فنلندا والسويد أحد المحرّمات الرئيسية في سياستهما الأمنية، وهو عدم تصدير أسلحة أو معدات عسكرية إلى دول في حالة حرب. وأرسلت السويد، بالإضافة إلى المعدّات الوقائية (خوذ وسترات واقية من الرصاص وحصص غذائية) نحو خمسة آلاف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، للمرة الأولى منذ حرب الشتاء في العام 1939، حسبما أفادت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون، عندما قدمت ستوكهولم المساعدة لجارتها الفنلندية التي غزاها الاتحاد السوفياتي. وقال كارلاندر "أظن أن هذا ليس إلّا بداية إعادة تقييم السياسة الأمنية السويدية. وثمة نقاش قائم أيضا حول الإجراءات التي يجب اتّخاذها لتعزيز الجيش السويدي". فنلندا والسويد كسرتا أحد المحرّمات الرئيسية في سياستهما الأمنية وهو عدم تصدير أسلحة أو معدات عسكرية إلى دول في حالة حرب وفي "قرار تاريخي" آخر، بحسب عبارة سانا مارين، قررت فنلندا الاثنين إرسال أسلحة فتّاكة إلى أوكرانيا، بينها 2500 بندقية هجومية و1500 قاذفة صواريخ وذخائر. ومن المتوقّع أن يثير انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي غضب موسكو، في إطار أزمة متفجّرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والغرب. وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة أن انضمام ستوكهولم وهلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي "ستكون له تداعيات عسكرية وسياسية خطرة". وتشير هلسنكي إلى أن هذا التحذير تكرّر في السنوات الأخيرة، رافضة أن ترى في الأمر تهديدا بالغزو مثلما حصل في أوكرانيا. وجعلت موسكو من السعي لتوسيع حلف شمال الأطلسي شرقا سببا للحرب، في قضية تدعي فيها روسيا أنها تعرضت للخيانة منذ سقوط جدار برلين. وحرصت ستوكهولم وهلسنكي في الأسابيع الأخيرة على ترك باب دخولهما إلى حلف شمال الأطلسي مفتوحا أمامهما، مع استبعادهما التقدم بطلب انضمام. وقالت رئيسة الحكومة السويدية ماغدالينا أندرسون الجمعة "أريد أن أكون واضحة جدا. إن السويد وحدها، وبطريقة مستقلّة، هي من تختار نهجها في ما يخصّ الأمن".

مشاركة :