أكّدت الولايات المتحدة، أمس، أنها لم ترصد أي تغيير ملموس في الوضع النووي الروسي منذ أن وضع الرئيس فلاديمير بوتين قوته الرادعة في حالة تأهّب. وقال مسؤول كبير في «البنتاجون» غداة إعلان بوتين: «لا نزال نراقب ونرصد الوضع من كثب»، وتابع «لا أعتقد أننا رأينا نتيجة ملموسة لقراره، ليس بعد، في أيّ حال». واعترف المسؤول بأن من «الصعب معرفة ما يقف وراء أمر بوتين، لكن مجرّد تطرّقه إلى مسألة استخدام القوات النووية أو التهديد بها هو أمر لا طائل منه ويُشكّل تصعيداً مهماً»، مؤكداً أن روسيا لم تُهدّد أبداً من قبل حلف شمال الأطلسي. ونظّمت بيلاروسيا أمس الأول، استفتاءً لصالح إجراء تعديلات اقترحها الرئيس ألكسندر لوكاشنكو على الدستور، أتى في النسخة المعدّلة منه أن ليس هناك ما ينص على التزام بيلاروسيا بالبقاء منطقة خالية من الأسلحة النووية. وندد الغربيون بهذا التغيير، ويعتقدون أنه قد يسمح لموسكو بنقل أسلحة نووية إلى بيلاروس. وقال المسؤول في «البنتاجون»، إن لم تتمّ ملاحظة تحركات في هذا الاتجاه بعد، وأكّد أنه لا يبدو أن الجنود البيلاروسيين دخلوا إلى أوكرانيا لدعم القوات الروسية في هذه المرحلة. وقال: «لم نرَ أي دليل على تلقي الجنود البيلاروسيين أمراً بخوض معركة لدخول أوكرانيا، وبالتأكيد لا مؤشر إلى أنهم دخلوا بالفعل أو أنهم في صدد الدخول إلى أوكرانيا». بدوره، قال البيت الأبيض، أمس، إن الولايات المتحدة لا ترى داعياً لتغيير مستويات التأهب النووي في الوقت الحالي. وفي إطار منفصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: «لم نغير مستويات تأهبنا، ولم نغير تقييمنا في ذلك الصدد، لكن ينبغي أيضاً ألا تساورنا أوهام إزاء استخدامه للتهديدات». بدوره، أعلن الجيش الروسي، أمس، أن قوات الردع النووي باتت في حالة تأهب قصوى، تماشياً مع تعليمات الرئيس فلاديمير بوتين. وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو الرئيس، بأنه عزز المراكز القيادية لجميع القوات النووية الروسية بأفراد إضافيين. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن حالة التأهب القصوى تنطبق على جميع مكونات القوات النووية الروسية التي تشرف على الصواريخ البالستية الروسية الأرضية العابرة للقارات، والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادي، اللذين يطلقان صواريخ بالستية عابرة للقارات من غواصات، وقوات الطيران بعيد المدى التي تمتلك أسطولاً من القاذفات الاستراتيجية ذات القدرات النووية. وفي السياق، استبعد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسلحة النووية. وقال والاس في تصريح للصحفيين، إن «الإعلان الروسي وضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى هو محاولة لصرف انتباه الناس عما يحدث في أوكرانيا»، بيد أنه شدد على أن الجاهزية البريطانية النووية في أعلى مستوياتها. وأوضح أن «الجميع يشعر بالقلق من تصرفات الرئيس الروسي؛ نظراً لما قام به من اجتياح لدولة مستقلة أو استخدام غاز الأعصاب لاغتيال معارض روسي في مدينة سالزبوري البريطانية». وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس حذرت أمس الأول، من أن الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا قد يستمر سنوات، مؤكدةً أن بلادها مستعدة لمواصلة دعمها لأوكرانيا وتزويدها بأسلحة دفاعية. كما قالت وزيرة الدفاع السويسرية فيولا أمهيرد أمس، إن تقييما لمسؤولين سويسريين خلص إلى استبعاد استخدام روسيا أسلحتها النووية ضد الغرب. وقالت في مؤتمر صحفي في بيرن: «بالطبع نحن ندرس جميع السيناريوهات، لكن تحقيقاتنا تشير إلى أن احتمال استخدام الأسلحة النووية ضعيف». وانتقدت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك تهديد الرئيس الروسي حول الأسلحة النووية. وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، في برلين، أمس: «أطالب روسيا بالتخلي عن هذه التصريحات التصعيدية مستقبلا»، وأكدت أن حلف شمال الأطلسي لا يمثل تهديداً لروسيا، وقالت، إنه «يجب أخذ تهديد بوتين على محمل الجد». ووصف رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، تصريحات بوتين حول النووي بـ«الترهيب أو الإرهاب الجيوسياسي الذي يهدف إلى خلق رعب دولي». وأضاف في مقابلة مع تلفزيون «بي أف أم الفرنسي»، نشرها على حسابه على تويتر أمس، أن التهديدات الروسية أتت ضمن سلسلة من الاستفزازات السابقة، الهادفة إلى خلق جو من الإرهاب الجيوسياسي، على وقع تصاعد الأزمة بين موسكو وكييف.وفي السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن «فكرة حدوث صراع نووي لا يمكن تصورها على الإطلاق».
مشاركة :