أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، أنه يتعين ألا يقيم الغرب منشآت عسكرية في أي من دول الاتحاد السوفييتي السابق، مؤكداً أنه من غير المقبول بالنسبة لموسكو أن تستضيف بعض الدول الأوروبية أسلحة نووية أميركية، وأن روسيا تتخذ إجراءات لمنع أوكرانيا من حيازة مثل هذه الأسلحة. وقال لافروف: إن أوكرانيا تسعى لحيازة أسلحة نووية، واصفاً ذلك بأنه خطر حقيقي لا بد من منعه. وفي كلمة سابقة التسجيل، قال لافروف أمام مؤتمر نزع السلاح الذي مقره جنيف أمس: «ما زالت أوكرانيا تملك تكنولوجيا سوفييتية ووسائل صنع مثل هذه الأسلحة». وأضاف: «لا يمكن أن نتقاعس عن الرد على هذا الخطر الحقيقي». يأتي ذلك فيما أعلنت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين أنّ برلمان بلادها سيناقش عريضة قدّمها مواطنون يطالبون فيها بتنظيم استفتاء حول انضمام بلدهم لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، بعدما اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا. وقالت مارين في تغريدة على «تويتر»: إنّ النواب مدعوّون للتعبير عن مواقفهم من هذه العريضة، لكنّ الجلسة «لا تهدف لإجراء نقاش أوسع بشأن موقف فنلندا من الانضمام إلى تحالف عسكري أو لا». ويأتي هذا الإعلان بعدما أظهر استطلاع للرأي، للمرة الأولى في تاريخ فنلندا، وجود أغلبية واضحة تؤيد انضمام البلاد إلى التحالف العسكري الغربي. وحصل هذا التغيير الجذري في الرأي العام الفنلندي بعد الاجتياح الهجوم الروسي لأوكرانيا. وأوضحت رئيسة الوزراء أنّه بعد أن جمعت العريضة تواقيع 50 ألف فنلندي، وهو العدد اللازم لإحالتها إلى البرلمان، فإنّه «من المفيد الاستماع إلى وجهات نظر الأحزاب حول هذه المسألة. ومن هذا المنظور، سيكون السؤال على جدول أعمال الجلسة البرلمانية». والعريضة التي تطالب بإجراء استفتاء عام على عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي أطلقت، يوم الاثنين الماضي، وبلغ عدد الموقّعين عليها عتبة الـ50 ألفاً يوم الجمعة. وشدّدت مارين على أنّ هدف الجلسة هو استمزاج آراء النواب والأحزاب لا غير، وذلك بعيد تأكيد هلسنكي في الأيام الأخيرة أنّها لا تعتزم الانضمام إلى الأطلسي، رغم الهجوم الروسي على أوكرانيا. وكانت موسكو حذّرت، يوم الجمعة، من أنّ انضمام فنلندا، أو السويد المجاورة، إلى الأطلسي «ستكون له تداعيات عسكرية وسياسية خطيرة»، وهو تهديد تكرّر بانتظام في السنوات الأخيرة. ويأتي هذا النقاش البرلماني بعد أن حصل تغيّر مفاجئ في الرأي العام بسبب الحرب في أوكرانيا. وفنلندا الدولة غير المنحازة، لكن العضو في الاتّحاد الأوروبي، اتّخذت قراراً «تاريخياً» بتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة وذخائر وأعتدة هي 2500 بندقية رشاشة و150 ألف قطعة ذخيرة و1500 قاذفة صواريخ و70 ألف حصة غذائية ميدانية. وفي هذه الأثناء، يصوّت البرلمان في براتيسلافا قريباً على مشروع قانون يتيح نشر 1200 جندي من حلف «الناتو» في سلوفاكيا، الدولة العضو في التحالف والمجاورة لأوكرانيا، بحسب ما أفاد مسؤولون. وكان وزير الدفاع ياروسلاف ناد قال، يوم السبت الماضي: إن جنوداً من ألمانيا وهولندا سينتشرون في بلده إلى جانب منظومة باتريوت الصاروخية للدفاع الجوي. وأضاف: «إن سلوفاكيا تشعر بأنّها مهدّدة». لكنّ هذا الانتشار يجب أن توافق عليه أولاً الحكومة ثم البرلمان. ويُعتبر انتشار قوات أجنبية مسألة مثيرة للجدل في سلوفاكيا، الدولة البالغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة والعضو في كل من الاتحاد الأوروبي و«الناتو». وقال مسؤول في وزارة الدفاع السلوفاكية، أمس الأول، طالباً عدم الكشف عن هويته: إنّ موافقة الحكومة يتوقع أن تتمّ «قريباً جداً». من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مارتينا كوفال: إنّ جنود الأطلسي الذين سينتشرون في سلوفاكيا لا يقتصرون على ألمانيا وهولندا، إذ يمكن أن ترسل دول أخرى قوات إلى هذا البلد. وأوضحت أنّ «هناك مفاوضات جارية مع دول عدّة». واستقبلت سلوفاكيا أكثر من 30 ألف لاجئ من أوكرانيا منذ أن بدأت روسيا الهجوم. إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، أنه لا يمكن اعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاوراً مقبولاً بعد الآن، وذلك في معرض رده على سؤال عن إمكانية التوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء النزاع. وقال جونسون، مجيباً عن سؤال من أحد الصحفيين بعد كلمته في وارسو: «يجب على كل فرد في المجتمع الدولي إدراك أن النتائج ستكون أمراً لا بد وأن يريده ويرغب فيه الأوكرانيون أنفسهم.. الأمر متروك لهم لتقرير مستقبل بلادهم». والتقى جونسون في وارسو نظيره البولندي ماتوش مورافيتسكي الذي أعرب عن تضامنه مع أوكرانيا وشكر «جميع الجنود البريطانيين الذين يساعدوننا على الأراضي البولندية». ومن المقرر أن يزور جونسون بعد ذلك إستونيا للقاء نظيره الإستوني والرئيس ألار كاريس لمناقشة الأمن في أوروبا، وسيتفقد جنوداً إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. كييف تطلب تدخلاً دولياً لضمان سلامة المفاعلات النووية دعا رئيس مرفق الطاقة النووية في أوكرانيا المراقبين الدوليين، إلى التدخل لضمان سلامة المفاعلات النووية في البلاد، والبالغ عددها 15 مفاعلاً، حيث يقترب الهجوم الروسي من أكبر محطة نووية في أوروبا. وأفادت وكالة «بلومبرج» للأنباء، أمس، بأنه من المقرر أن تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية جلسة طارئة، اليوم، في فيينا لتقييم الوضع. وتحذر الوكالة منذ أيام من أن الحرب تهدد بالتسبب في مأساة أوسع نطاقاً، من خلال إلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة النووية. وعلى صعيد متصل، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، في بيان صدر في وقت متأخر مساء أمس الأول: «أتابع التطورات في أوكرانيا من كثب وبقلق بالغ، ولاسيما التأثير المحتمل للصراع على سلامة وأمن المنشآت النووية في البلاد». وأضاف: «من الضروري للغاية عدم تعريض محطات الطاقة النووية للخطر بأي شكل، فمن الممكن أن تكون هناك عواقب وخيمة على الصحة العامة والبيئة، تنتج عن أي حادث يتعلق بالمنشآت النووية في أوكرانيا».
مشاركة :