أ ف ب) – من خلفية فقيرة في الشمال الروسي المتجمد، صعد رومان أبراموفيتش ليصبح مليارديراً ومؤثراً في عالم كرة القدم، لكن أمبراطوريته تتأرجح بعد غزو أوكرانيا بسبب صلاته المزعومة بالكرملين. ألمح قراره السبت بتسليم إدارة تشلسي الإنكليزي لمؤسسة النادي الخيرية إلى خشية ابن الخامسة والخمسين من تجميد أصوله في بريطانيا، بعد فرض الحكومة عقوبات على "قائمة مستهدفين" من أصحاب الثروات عقب الغزو الروسي لأوكرانيا. كان أبراموفيتش أحد رجال الأعمال العاملين في الظل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينيات، واستولوا على الأصول المربحة للدولة السوفياتية بأسعار زهيدة. في حالة أبراموفيتش، أدى استحواذه عام 1996 على الحصة الكبرى من استثمار شركة سيبنيفت بمئة مليون دولار إلى صعوده الصاروخي. كان رجل الأعمال المولود في ساراتوف في جنوب البلاد ودرس الرياضيات في موسكو، قد كسب المال بادئ الأمر من شركة مصنّعة للألعاب المطاطية، بعد أن نشأ يتيماً في عائلة يهودية في الشمال القاسي. تبلغ ثروته راهناً 13.6 مليار دولار أميركي بحسب آخر أرقام مجلة فوربس الاختصاصية ويملك حصصاً في عملاقي الصلب "إيفراز" و"نوريلسك نيكل". حوّل نادي تشلسي إلى قوة أوروبية في كرة القدم، فأحرز نادي غرب لندن تحت قيادته لقب دوري أبطال أوروبا مرتين آخرهما الموسم الماضي. من البترول إلى الألومينيوم مروراً بالسيارات، ارتفع حجم ثروته سريعاً. موّل حملة بوريس يلتسين قبل دخوله الكرملين، حيث نسج رجال الأعمال علاقات وثيقة مع الدائرة القريبة من الرئيس. تشمل ممتلكاته قصراً من 15 غرفة نوم في منطقة كنزينغتون المترفة في لندن، ويملك أحد أكبر اليخوت في العالم "إكليبس" بطول 162 متراً. اليخت الأحدث في أسطوله الفاخر هو سولاريس الأقل حجماً. يتردد أن اليختين مزوّدان بنظام دفاعي مضاد للصوارايخ. في أيلول/سبتمبر 2005، حصل على دعم نقدي ضخم مع بيع سيبنيفت مقابل 13 مليار دولار لعملاق الغاز المملوك من الدولة غازبروم، ما سمح للرئيس فلاديمير بوتين استعادة السيطرة على الأصول الاستراتيجية. "شخصيات داعمة" خلافاً لأوليغارشيين حاولوا الوقوف في وجه الكرملين، على غرار شريكه التجاري السابق بوريس بيريزوفسكي، ابتعد أبراموفيتش عن الأضواء السياسية. كافأه بوتين على ولائه بمنحه حكم ولاية شوكوتوكا البعيدة في الشرق، بحسب محللين. بعد خلاف بيريزوفيكسي مع نظام بوتين، استولى أبراموفيتش على حصته في أكبر شبكة تلفزيون محلية في 2001. توفي بيريزوفسكي في ظروف غامضة بالقرب من لندن عام 2013. حصل أبراموفيتش الحريص على سمعته، العام الماضي على اعتذار بعد مقاضاة مؤلف وناشر بريطاني لكتاب عن صعود الدائرة المقربة من بوتين اتهم الأخير باستعمال مال غير نظيف لتوسيع رقعة نفوذه بلاده في الخارج. تضمّن كتاب "شعب بوتين" مزاعم من شريكه السابق سيرغي بزغاتشيف بأن أبراموفيتش اشترى تشلسي عام 2003 بأوامر من الرئيس، في محاولة لتعزيز النفوذ الروسي. هذا واستخدمت النائبة البريطانية من الحزب الليبرالي الديمقراطي ليلى موران امتيازها البرلماني الأسبوع الماضي لتسمية أبراموفيتش كواحد من 35 "شخصية داعمة" لبوتين يجب أن تتم معاقبتهم من بريطانيا. والد لسبعة أولاد، انفصل عام 2017 عن شريكته داريا جوكوفا مؤسسة معرض للفنون المعاصرة في موسكو. أبعدت ابنته صوفيا نفسها السبت عن الأحداث الروسية، وكتبت على انستغرام ان "أكبر وأنجح أكذوبة لدعاية الكرملين تصوير أن معظم الروس يقفون مع بوتين". شاركت جملة تقول "روسيا تريد الحرب مع أوكرانيا" مستبدلة اسم روسيا باسم بوتين. انتهت صلاحية تأشيرة عمل والدها لدخول بريطانيا في 2018، في أعقاب هجوم بالغاز في مدينة ساليزبوري نسب إلى عملاء روس. حصل على جواز سفر اسرائيلي يسمح له السفر بحرية إلى بريطانيا، برغم تراجع إيقاع زياراته إلى مباريات تشلسي في الأعوام الأخيرة. حصل أيضاً على جواز سفر برتغالي، لكن سلطات الأخيرة تحقق في ظروف تجنيسه. قد يجد أبراموفيتش نفسه منبوذاً دولياً، وفي مقابلة إعلامية نادرة مع صحيفة "أوبزرفر" في كانون الأول/ديسمبر 2006، اختلف مع فكرة ان المال قد يشتري السعادة، قائلاً انه بدلاً من ذلك قد يشتري "بعض الاستقلالية". أضاف "يقول مثل روسي: لا تقل أبداً انك لن تسجن ولن تكون فقيراً".
مشاركة :