الغموض يلف مستقبل تشيلسي بعد سنوات من التتويج مع أبراموفيتش

  • 3/2/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بات من الصعب التكهن بمصير نادي تشيلسي الإنجليزي الذي فرض نفسه بطلا على أوروبا والعالم في السنوات القليلة الماضية وأنفق الكثير من الأموال لجلب لاعبين مؤثرين وضعوه في القمة، إضافة إلى عدم تأثره بالأزمة الصحية العالمية التي مست جميع الأندية الأوروبية دون استثناء. كلّ هذا يرجعه مراقبون ومحللون رياضيون إلى التعديلات التي أدخلها مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش منذ 2013. “مساهمتك وشغفك جعلا هذا الأمر ممكنا” بهذه العبارة توجّه المدرب الألماني توخيل إلى أبراموفيتش إثر تتويج النادي اللندني بكأس العالم للأندية في أبوظبي الشهر الماضي، رافعا عدد الألقاب في عهد رجل الأعمال الثري إلى 19 لقبا منذ أن اشتراه عام 2003. لكن بعد أسابيع قليلة من هذا التتويج، بات مستقبل أبراموفيتش وتشيلسي على المحك بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وقُرب الأخير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان أبراموفيتش سلّم “إدارة ورعاية” النادي إلى مؤسسة أمناء النادي الخيرية، وفق ما جاء في بيان نشره أبطال أوروبا قبل ثلاثة أيام. وجاء في بيان على الموقع الرسمي للفريق اللندني على لسان أبراموفيتش “خلال قرابة 20 عاما من ملكية نادي تشيلسي، كنت دائما أنظر إلى دوري بصفتي حارسا للنادي، الذي تتمثل مهمته في ضمان نجاحنا كما نحن اليوم، بالإضافة إلى البناء للمستقبل ولعب دور إيجابي في مجتمعاتنا”. وتابع “لطالما اتخذتُ القرارات مع مراعاة مصلحة النادي قبل كل شيء. مازلت ملتزما بهذه القيم. لهذا السبب أعطي اليوم لأمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية إدارة ورعاية نادي تشيلسي”. وختم “أعتقد أنهم حاليا في أفضل وضع لرعاية مصالح النادي واللاعبين والجهاز والمشجعين”. وتقدر ثروة أبراموفيتش (55 عاما) بـ13.6 مليار دولار، بحسب آخر أرقام مجلة “فوربس” المتخصصة. وأكد توخيل إثر خسارة فريقه نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام ليفربول بركلات الترجيح الأحد الماضي أن إدارة النادي اليومية لن تتأثر بوجود المديرة مارينا غرانوفسكايا والمدير الفني والمستشار التشيكي بتر تشيك حارس مرمى الفريق سابقا. حيرة بادية حيرة بادية وكشفت صحيفة “ذي تيليغراف” وشبكة “بي.بي.سي” عن وجود بعض القلق بين أمناء مؤسسة تشيلسي بشأن الآثار القانونية والأضرار التي قد تلحق بسمعتهم في حال توليهم هذا الدور. ولم يكن أبراموفيتش من بين أسماء طالتها العقوبات البريطانية لأفراد ومؤسسات روسية مقربين من الرئيس الروسي، لكن النائبة البريطانية من الحزب الليبرالي الديمقراطي ليلى موران استخدمت الامتياز البرلماني الأسبوع الماضي لتسمية أبراموفيتش كواحد من 35 “شخصية داعمة” لبوتين الذي يجب أن تتم معاقبته شخصيا من قبل بريطانيا. وفي حال تمت معاقبة أبراموفيتش، سيصبح مستقبل تشيلسي غير واضح. ولفت المحامي الرياضي ستيفن تايلور هيث “في السياق القانوني، لا تعني الوكالة أكثر من وظيفة الإشراف أو العناية بشيء ما، أي بمعنى القيام بوظيفة ‘القائم بالأعمال"”. بات من الصعب التكهن بمصير نادي تشيلسي الإنجليزي الذي فرض نفسه بطلا على أوروبا والعالم في السنوات القليلة الماضية وأضاف “إذا أمرت الحكومة بعدم إدارة ورعاية أبراموفيتش للنادي، فسيتعين على الدوري الإنجليزي على الفور تحليل ما إذا كانت ملكية النادي قد تم نقلها بالفعل إلى أمناء النادي”. وأظهرت أحدث الحسابات من شركة فوردستام المحدودة أن القروض الميسرة من أبراموفيتش للنادي قد تجاوزت حاليا 1.5 مليار جنيه إسترليني (2 مليار دولار). نتيجة لذلك، استفاد تشيلسي من عقدين من النجاح غير المسبوق. وكان الفريق الذي يطلق عليه لقب “البلوز” توج بطلا للدوري الإنجليزي مرة واحدة (1955) قبل قيام أبراموفيتش بشرائه وبدء موجة الاستثمار الأجنبي الكبير في كرة القدم الإنجليزية وساعد في ارتفاع بدل انتقالات ورواتب اللاعبين بشكل خيالي. وخلال موسمين بعد شرائه، توج تشيلسي بطلا للدوري الإنجليزي قبل أن يرفع عدد ألقابه إلى خمسة حتى الآن في عهده. وخلال سنوات المجد الأولى بقيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، كان رجل الأعمال الروسي يتواجد بشكل دائم في ملعب “ستامفورد بريدج”، لكن البرتغالي دفع ثمن براغماتية أبراموفيتش مرتين من خلال إقالته من منصبه. ولا يتردد أبراموفيتش في إقالة المدربين وقد استعان ناديه بـ13 مدربا خلال 19 عاما من عهده. بيد أن أبراموفيتش غاب كليا في السنوات الأخيرة عن متابعة مباريات فريقه وطرحت أسئلة حول ما إذا كان سيتم الحفاظ على اهتمامه بعد التأخير في تجديد تأشيرة العمل في بريطانيا، مما جعله يسحب طلبه في عام 2018. وما لبث أن تم تجميد خطط إعادة تطوير ملعب “ستامفورد بريدج” بعد ذلك بوقت قصير. لكن في المقابل، تخطى تشيلسي تداعيات جائحة فايروس كورونا وتأثيرها على الاحتياطيات النقدية للعديد من الأندية الأخرى في جميع أنحاء أوروبا، من خلال إنفاق مبلغ قدره 220 مليون جنيه إسترليني في نافذة الانتقالات الصيفية لعام 2020. عهد مثالي جني ثمار الاستثمار وقد أتى هذا الاستثمار بثماره بالفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية العام الماضي. وحضر أبراموفيتش المباراة النهائية ضد مانشستر سيتي في بورتو واحتفل بالتتويج مع اللاعبين على أرض الملعب. وتكرّر المشهد في الثاني عشر من فبراير في أبوظبي، عندما فاز تشيلسي بكأس العالم للأندية للمرة الأولى ليكمل مجموعة من التتويجات بكل كأس كانت متاحة في عصر أبراموفيتش. وغرّد النادي على حسابه على تويتر إلى جانب صورة للمالك وهو يحمل الكأس عاليا “صورة مثالية”. ولم يكن أبراموفيتش سيحضر للاحتفال لو نجح تشيلسي في إحراز كأس الرابطة ضد ليفربول على ملعب ويمبلي الأحد (خسرها بركلات الترجيح) حيث اجتمع اللاعبون والجماهير لإظهار التضامن مع أوكرانيا. وأثار بيان تشيلسي الصادر صباح الأحد بعنوان “الصلاة من أجل السلام” دون ذكر روسيا ولو مرة واحدة انتقادات للنادي. وبعد سنوات من استفادته من أموال أبراموفيتش، من المحتمل أن يواجه تشيلسي الآن تكلفة محاولة إبعاد نفسه عن الرجل الذي وضعه بين أندية النخبة في أوروبا.

مشاركة :