أحمد السعداوي (أبوظبي) رحلة مثيرة يقوم بها جمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي في نسخته السادسة بين المشاهد الحية المتنوعة للموروث الإماراتي عبر جناح «واحة التراث»، الذي أقامته هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة تحت شعار «روح مدينة العين» باعتبارها المدينة الأهم في التاريخ الإماراتي، كونها شهدت مولد ونشأة القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما شهدته هذه الفترة من مراحل مهمة ومحطات فاصلة في تاريخ الشعب الإماراتي، حيث يقوم الزائر بمطالعة «البيت العربي» بكل محتوياته التقليدية، والحرف التراثية التي كانت سائدة قديماً، وكذا اهتماماتهم ووسائل عيشهم ممثلة في ركن الصقارة، والفنون الشعبية، والحرف النسائية التي كانت أساساً في تيسير أمور الحياة في الزمن السابق، فكانت جميعاً عناصر مهمة ضمن محتويات الحدث التراثي الضخم الذي تستضيفه منطقة الوثبة في أبوظبي، وتستمر فعالياته حتى الثاني عشر من ديسمبر المقبل. أفلاج العين يقول سيف عبيد الكعبي المشرف على ركن البيت العربي، إن البيت العربي من أبرز مكونات جناح واحة التراث، عبر الطراز الأصيل الذي تتميز به كل مكوناته، حيث يطالع الزائر على يمين البيت نموذج مدهش لأحد الأفلاج، تنساب منه المياه العذبة بتدفق، ويستعملها الجمهور بأريحية في أغراض متعددة فرحين بالأجواء التراثية المميزة التي عكسها وجود الفلج بشكله الطبيعي بين فعاليات المهرجان، فكان فرصة للعديدين منهم للتعرف لأول مرة وبشكل مباشر على واحد من أهم مصادر المياه العذبة التي اعتمد عليها أهل الإمارات قديماً، خاصة في الزراعة في مدينة العين والمناطق المحيطة بها، فكانت الأفلاج أهم وسيلة استخدمها الأقدمون لرفع المياه الموجودة في أعماق الأرض إلى سطحها لاستخدامها في ري المزروعات المختلفة وأهمها النخل، كما كان يتم توزيع استخدامها بين أصحاب البساتين حتى يستفيد الجميع بشكل عادل منها. ويشرح، أن باقي مكونات البيت العربي، تشمل طوي «بئر ماء»، والمدبسة «غرفة صناعة الدبس من التمر»، وغرفة نوم العروس، وركن النخلة ويعرض صناعات مرتبطة بالنخيل، والمجلس التراثي المزين بأشكال تراثية أصيلة، والمنامة المصنوعة من الخشب وتبنى على ارتفاع حوالي متر عن سطح الأرض، لاستخدامها في أوقات اعتدال المناخ بعيداً عن أجواء الصيف الحارة، أما المجلس فهو واجهة البيت وله استخدامات متعددة، وفيه يتم إكرام الضيف ويلتقي الأهل والأصدقاء للمناقشة والسمر وحل المشكلات إن وجدت، ويتم عمل القهوة العربية بكل مراحلها باستخدام معدات عمل القهوة والدلال الثلاث التقليدية وهي الدلة واللقمة والمزلة، ويتوافر في المجلس مستلزمات الفوالة، والسماط «الذي يفرش تحت الطعام»، وهناك عدة نوافذ تزين جدرانه لجلب نسمة الهواء للموجودين فيه، وخارج المجلس يوجد «دكة» عادية «حق» الجلوس في الهواء الطلق حين تسمح ظروف الجو بذلك خاصة في فترات المساء. «المندوس والسحّارة» ... المزيد
مشاركة :