يتحول الطقس تدريجيا إلى البرودة على الساحل الشرقي، وحتى دخول مربعانية الشتاء المتوقع بدايتها اعتبارا من الثلاثاء المقبل، تزامنا مع أكبر انخفاض في درجات الحرارة خاصة في الليل، حيث تكون نهاية نوء الوسم. ويختلف وقتها من حساب إلى آخر، بما ينسجم مع التغيرات الجوية التي تتفاوت بين عام وآخر، مرجحة هذا العام بإذن الله عند مشاهدة نجم النسر الواقع في الأول من ديسمبر، وترجع تسميتها بالمربعانية لما يوافق عدد أيامها 40 يوماً، وهي مصطلح يضم ثلاثة منازل قمرية، تبدأ بـ (الإكليل)، الذي يعد أول نجوم فصل الشتاء وفقاً لحساب الأنواء، وفيه يبدأ اشتداد البرد، ويتمثل في ثلاثة نجوم نيرة مصطفة رأسياً تقريباً، يليه دخول طالع (القلب)، وهو ثاني نجوم المربعانية، ثم طالع (الشولة) وهو ثالث نجوم المربعانية، في نجمين متقاربين يمثلان مئبر العقرب. وتستمر السماء غائمة جزئيا على الدمام اليوم، وتستمر الرطوبة مرتفعة، ما يؤدي إلى معاودة تشكل الضباب في ساعات الليل الأخيرة والصباح الباكر، وتكون الرياح شمالية ومتغيرة الاتجاه معتدلة وخفيفة السرعة غالبا. وفي الاستقراءات المناخية، فإن أيام طالع الشولة أبرد الطوالع الثمانية والعشرين، وعند نهاية المربعانية يُرى نجم النسر الطائر في اتجاه الشرق تماماً، ويستمر الليل في المربعانية يأخذ من حصة النهار حتى يبلغ غايته في الطول إلى أواخر ديسمبر. وفي المربعانية أيضاً يحدث الانقلاب الشتوي، عندما تتعامد الشمس فوق مدار الجدي (دائرة عرض 23.5 جنوب خط الاستواء)، وتكون المسافة بين الشمس والأرض عندها 147 مليون كيلومتر تقريباً، وفيه يكون أقصر نهار وأطول ليل في العام وذلك في نصف الكرة الشمالي، وتعامد الشمس فوق مدار الجدي هو إيذان ببدء فصل الشتاء وفقاً لحركة الشمس الظاهرية، ويبلغ طول الفصل البارد ثلاثة شهور. وعند التعامد يتوقف الليل عن أخذه من حصة النهار لأيام، ثم يبدأ النهار يأخذ من الليل بإذن الله، كما تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب، مما ينجم عنه توغل الكتلة السيبيرية الشمالية، والتي تؤثر على أجواء المملكة بالبرد الشديد. وفي سياق متصل، أشار مركز أبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز، إلى وجود مؤشرات أولية لحالة ممطرة متوقعة في ديسمبر المقبل، تشمل بعض المناطق إن شاء الله، في حين وصفت هطولات الموسم الحالي بالنادرة لتميزها قوة وكثافة. وبحسب مدير المركز فإن الظواهر الجوية المتطرفة التي حصلت أخيراً، قد يكون لها علاقة بالنينيو، وإشارته إلى ما يؤيد ذلك من الدراسات العلمية التي تابعت مدى تأثيرها في أحوال الطقس بالمملكة، حيث تبين أن الأمطار تزداد مع حدة ظاهرة النينيو وخاصة في الشمال الشرقي وجنوب المملكة، كما هو في غزارة أمطار (سابغة) خلال أربعة أيام الماضية، التي لم تشهد الشرقية والوسطى مثيلا لها منذ ربع قرن. ويتميز هذا العام 2015 بقوته، في تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، على أنظمة الطقس والمناخ في مناطق عديدة من العالم، في حين تفيد نتائج النماذج العددية إلى قوة ظاهرة النينو، بارتفاع ملحوظ عن المعدل الطبيعي في درجة حرارة البحار، الذي كان في شرق ووسط المحيط الهادي بمحاذاة خط الاستواء، ويتوقع أن يكون تأثير هذه الظاهرة مستمراً إلى شتاء 2016.
مشاركة :