تكثُّف الضغوط على واشنطن لفتح تحقيق مستقل في قصف مستشفى أفغاني

  • 11/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كابول أ ف ب تكثَّفت الضغوط أمس لفتح تحقيق دولي بشأن الغارة الأمريكية التي أصابت مستشفى في أفغانستان في مطلع أكتوبر الفائت، بعد حديث واشنطن مؤخراً عن «أخطاء مأساوية كان يمكن تفاديها». واتهمت منظمة «أطباء بلا حدود»، التي تدير المستشفى، الجيش الأمريكي بـ «الإهمال الفاضح» فور إعلان أحد قادته في أفغانستان خلاصات تحقيق وزارة الدفاع في بلاده «البنتاغون» بشأن الواقعة. ومفاد التحقيق أن سبب الغارة التي وقعت في مدينة قندوز خطأ بشري. وأوقعت الضربة 30 قتيلاً، وأجبرت المنظمة على إغلاق المستشفى الذي يُعدُّ المركز الوحيد لعلاج الصدمات في منطقته، ما أثار موجة عارمة من الإدانات. وأعلن الجنرال الأمريكي، جون كامبل، من مقر الحلف الأطلسي في كابول الأربعاء أن «الحادث المأساوي الذي كان يمكن تفاديه سببه قبل كل شيء خطأ بشري». وعزا الخطأ إلى «إنهاك قواتنا التي كانت تواجه هجوماً لطالبان منذ 5 أيام» ما أدَّى إلى «خلل في الإجراءات والمعدات». وتحدَّث كامبل، وهو قائد لـ 13 ألف جندي تابعين لحلف شمال الأطلسي، عن «خلط الجنود بين المستشفى وهدفٍ آخر، إذ اعتقدوا أنهم بصدد قصف مبنى يبعُد بضع مئات من الأمتار عن المكان بعد إبلاغهم بوجود مقاتلين هناك». وتلحَظُ خلاصة التحقيق الذي أجرته «البنتاغون» أن «الجنود الذين أمروا بالغارة ونفذوها من الجو لم يتخذوا الإجراءات المناسبة للتثبت من أن هذا المكان كان هدفاً مشروعاً». وأعلن الجنرال كامبل تعليق مهام الأفراد المعنيين «في انتظار مجرى القضاء العسكري المعتاد» دون مزيدٍ من التفاصيل. وردَّت «أطباء بلا حدود» بقولها «إن سلسلة الأخطاء المخيفة التي تم الكشف عنها تبرهن عن الإهمال الفاضح للجيش الأمريكي ولانتهاكه قواعد الحرب»، وفق المدير العام للمنظمة، كريستوفر ستوكس. وطالبت المنظمة بتحقيق دولي مستقل حول الوقائع، مؤكدةً وجود «تساؤلات جدية» حول «ما إذا كان المهاجمون أطلقوا النار على مستشفى عن دراية أو نتيجة استهتار». ورأت أن «هذا يتطلب تحقيقاً جنائيّاً بخصوص احتمال ارتكاب جرائم حرب، لكن البنتاغون لم يوضح إن كانت التوصيات الصادرة إلى كبار القادة العسكريين تشمل إمكانية توجيه تهم جنائية»، معربةً عن مخاوف من «بقاء أي قرارٍ حول احتمال توجيه اتهاماتٍ جنائيةٍ من مسؤولية قيادة العمليات العسكرية في أفغانستان». في المقابل؛ رفض المتحدث باسم كامبل، ويلسون شوفنر، القول إن كان سيجري تحقيق دولي مستقل بعد تحقيق «البنتاغون». وأوضح «نعتقد أن التحقيق الذي جرى كان كاملاً وغير منحازٍ، وندعم خلاصاته وتوصياته، ونؤيد الآلية التي جرى بموجبها». وكانت «أطباء بلا حدود» دعت لجنة تقصي الحقائق الدولية الإنسانية، وهي هيئة مستقلة أُنشِئَت بموجب القانون الدولي ولم يتم تفعيلها من قبل، إلى التحقيق في الهجوم. لكن بدء التحقيقات يحتاج إلى إذن من واشنطن وكابول اللتين لم توافقا حتى الآن. ووقعت الغارة محل الجدل في صباح الـ 3 من أكتوبر الفائت. وذكر الجنرال كامبل أن القوات الأفغانية طلبت دعماً جويّاً وثيقاً من الأمريكيين «لإجراء عملية تنظيف في تلك الليلة تشمل مبنى سابقاً للاستخبارات قالت إن طالبان سيطرت عليه». واعترف «ابتداءً من تلك اللحظة؛ ارتُكِبَ عددٌ من الأخطاء»، حيث غادر طاقم الطائرة «إيه سي-130» المقاتلة باكراً، ولم يكن لديه الوقت للاستماع إلى موجز عن المهمة أو تلقي بيانات «من بينها إشارات عدم الاستهداف». في الوقت نفسه؛ أشار الجنرال إلى خلل طرأ على الأنظمة الإلكترونية على متن الطائرة «ما عرقل تشغيل قدرات القيادة والسيطرة الضرورية، وعطَّل القدرة على نقل تسجيلات فيديو وإرسال وتلقي البريد الإلكتروني والرسائل الإلكترونية». لاحقاً؛ اعتقد الطاقم، بحسب كامبل، أنه «مُستهدَف بصاروخ» ما أجبر الطائرة على تبديل خط سيرها و«حدَّ ذلك من دقة بعضٍ من أنظمة تحديد الأهداف فيها». ووفقاً له؛ منحت القيادةُ على الأرضِ الطاقمَ الإحداثيات الصحيحة للهدف المطلوب، أي مبنى الاستخبارات الأفغانية السابق، لكن عندما أدخلوها إلى الأنظمة التي أصيبت بخلل؛ أشارت إلى سهلٍ واسع على بعد 300 متر من الهدف. بالتالي؛ وجد الضابط المحقِّق أن الطائرة حدَّدت بصريّاً المبنى الكبير الأقرب من السهل. ولم يكن هذا الهدف سوى مركز الصدمات التابع لـ «أطباء بلا حدود». وأعطى الإذن بالهجوم قائدٌ «لا يملك الصلاحية»، وكان «عاجزاً عن التمييز السليم بين المستشفى والهدف المطلوب». وبدأت الغارة في الساعة الـ 02:08 فجراً، واستغرق مقر القيادة في قاعدة «بغرام» وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية حتى الساعة 02:37 لإدراك الخطأ المميت. و«هذا مثال على أخطاء آلية وبشرية»، كما قال كامبل.

مشاركة :