بوتين مصمم على مواصلة هجومه رغم الضغوط والعقوبات

  • 3/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بوتين مصمم على مواصلة هجومه رغم الضغوط والعقوبات   لليوم السابع على التوالي تواصل آلة الحرب الروسية قصفها المكثف للمدن الأوكرانية، لكن تقدمها باتجاه العاصمة كييف كان أبطأ مما هو متوقع، ما يعقد حسابات الحرب الخاطفة التي خططت لها موسكو لتجنب خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. ومع تزايد الضغوط والعقوبات على روسيا لا يبدي الرئيس فلاديمير بوتين أي مؤشّر على التراجع عن الهجوم. خاركيف (أوكرانيا) - واصلت القوات الروسية هجومها الأربعاء على المدن الأوكرانية خصوصا خاركيف، مع إرسال قوات مجوقلة وشن عمليات قصف، فيما أظهر الجيش الأوكراني قدرة هائلة على إبطاء تقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة كييف ما أربك حسابات موسكو. وفي اليوم السابع من الهجوم الذي أطلقه الرئيس فلاديمير بوتين تم إنزال قوات مجوقلة روسية في خاركيف، ثاني مدن البلاد، حسب ما أعلنه الجيش الأوكراني فجر الأربعاء، دون تقديم تفاصيل عن عددهم. وبعد عدة عمليات قصف طالت وسط المدينة الثلاثاء وأوقعت 21 قتيلا على الأقل بحسب الحاكم المحلي، استهدفت ضربات صباح الأربعاء مقار محلية لقوات الأمن والشرطة وكذلك جامعة هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كلم عن الحدود الروسية، وفق أجهزة الطوارئ التي أشارت إلى سقوط أربعة قتلى على الأقل وتسعة جرحى. وقال أنتون غيراشتشنكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية “لم تعد هناك أي منطقة في خاركيف لم تسقط فيها قذيفة بعد”. وفي العاصمة كييف، على بعد حوالي 500 كلم إلى الغرب حيث يستعد السكان الذين ظلوا فيها منذ أيام لهجوم، ساد هدوء نسبي الأربعاء بعد ضربات الثلاثاء التي استهدفت برج التلفزيون موقعة خمسة قتلى. جو بايدن: فلاديمير بوتين سيدفع باهظا ثمن غزوه لأوكرانيا ويطل البرج على حي متنزه بابي يار التذكاري حيث قتل عام 1941 في ظل الاحتلال النازي أكثر من 33 ألف يهودي. ورغم عدم تعرض نصب الضحايا لأضرار اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أول رئيس يهودي لأوكرانيا، موسكو بالسعي إلى “محو” أوكرانيا وتاريخها داعيا اليهود إلى “عدم لزوم الصمت”. وقال في مقطع مصور “لا يعرفون شيئا عن عاصمتنا. لا يعرفون شيئا عن تاريخنا. لكن لديهم أوامر بمحو تاريخنا ومحو بلدنا ومحونا جميعا”، وحض بلدان العالم على عدم الوقوف على الحياد. وأضاف “أنا أخاطب الآن جميع يهود العالم. ألا ترون ما يحدث؟ لهذا السبب من المهم جدا ألا يلزم الملايين من اليهود في العالم الصمت الآن”، وتابع “النازية ولدت في صمت. لذلك ارفعوا الصوت حيال قتل المدنيين. ارفعوا الصوت حيال قتل الأوكرانيين”. وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء رتلا عسكريا روسيا يمتد على عشرات الكيلومترات ويتقدم ببطء باتجاه كييف. لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال “لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي نحو كييف توقف في هذه المرحلة”. وأوضح “نعتقد أن ذلك مرتبط جزئيا بإمداداته وبمخاوف لوجستية” وأنه “بصورة أشمل، يقوم الروس حاليا بإعادة تقييم” استراتيجيتهم. ومن جانب آخر قالت وزارة الدفاع الأوكرانية ليلا إنها تخشى هجوما من بيلاروسيا في الشمال. وأشار رئيس بلدية كييف الملاكم السابق فيتالي كليتشكو إلى وجود معارك في ضاحية المدينة ودعا “كل سكان كييف إلى إبداء مقاومة” قائلا “كييف صامدة وستصمد”. وفي جنوب البلاد على بحر أزوف أعلن الجيش الروسي أنه “سيطر بالكامل” على مدينة خيرسون. وكان رئيس بلديتها إيغور كوليخاييف أكد في وقت سابق أن المدينة لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا. وفي ميناء ماريوبول أصيب أكثر من مئة شخص بجروح. وتعتبر السيطرة على هذا الميناء أساسية للجيش الروسي بهدف تأمين رابط استراتيجي بين القوات التي قدمت من القرم وتلك التي قدمت من الأراضي الانفصالية في دونباس. وتدل الضربات التي استهدفت خاركيف وكييف على كثافة الهجوم الروسي الذي أثار تنديدا في الغرب لكنه أعاد إحياء التهديد النووي. واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء في أول خطاب له عن حالة الاتّحاد، أن فلاديمير بوتين “معزول الآن أكثر من أي وقت مضى عن بقية العالم”. وقال إن ما يقوم به “دكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كلّ أنحاء العالم”، مشدّدا على أنّ “بوتين كان مخطئا. نحن مستعدّون، نحن أقوياء”. وتابع أنّ الرئيس الروسي “كان يظنّ أن الغرب وحلف شمال الأطلسي لن يردّا الفعل” لكن “في المعركة بين الأنظمة الديمقراطية وتلك الاستبدادية، أثبتت الديمقراطيات أنّها على قدر التحدّي، ومن الواضح أنّ العالم يختار جانب السلام والأمن”. غير أن بوتين يبدو مصمما على مواصلة هجومه رغم الضغوط الدولية المتزايدة والعقوبات الاقتصادية غير المسبوقة. ومن بين الإجراءات غير المسبوقة استبعدت “بعض المصارف الروسية” من نظام “سويفت” للتحويلات المالية الدولية. ونتيجة لذلك أعلن مصرف سبيربنك الروسي الرئيسي الأربعاء انسحابه من الأسواق الأوروبية بعدما طالته عقوبات مالية واسعة. وأعلنت المجموعات الأميركية لإصدار بطاقات الدفع فيزا وماستركارد وأميريكن إكسبرس الثلاثاء أنها اتخذت إجراءات لمنع المصارف الروسية من استخدام شبكاتها. وكذلك أعلنت الكثير من المجموعات الأميركية العملاقة من إكسون موبيل وأبل مرورا ببوينغ وفورد الثلاثاء أنها ستبقى بمنأى عن التعامل مع روسيا. ومن جانب آخر أعلن بايدن حظر المجال الجوي للولايات المتحدة أمام الطائرات الروسية، في إجراء سبق أن أعلنه الاتحاد الأوروبي وكندا. وعلق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قائلا إن “الاقتصاد الروسي تضرر بقوة لكن هناك قدرة على المقاومة، لدينا خطط”. وإضافة إلى العقوبات الاقتصادية تُستثنى روسيا من الكثير من الأحداث الثقافية والرياضية بما فيها كأس العالم لكرة القدم 2022 المنظمة في قطر ومنافسات كأسي ديفيس وبيلي جين كينغ لكرة المضرب ومهرجان كان السينمائي. وفي مختلف أنحاء العالم تكثفت التظاهرات دعما لأوكرانيا. وفي روسيا دعا المعارض المسجون أليكسي نافالني الروس إلى التظاهر “يوميا” احتجاجا على الحرب في أوكرانيا. وكتب في رسالة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي “نتحول إلى أمة تضم مواطنين خائفين لا صوت لهم يتظاهرون بعد رؤية حرب وحشية تشن على أوكرانيا من قبل قيصرنا الصغير المجنون كليا”، في إشارة إلى الرئيس بوتين. وبعد أسبوع من النزاع يستمر نزوح الأوكرانيين خصوصا إلى الدول المجاورة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك إلى مولدافيا. وارتفع عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة مجددا، وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأربعاء عن 874.026 لاجئ، أي بزيادة 196.783 لاجئ عن اليوم السابق. ويفر معظم اللاجئين عبر الغرب، ولاسيما عبر لفيف، نحو بولندا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا وكلها دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي. وتدفق الآلاف من الأشخاص أيضا -أتوا من مرفأ أوديسا على البحر الأسود- إلى الحدود المولدافية حسب ما أفاد به مراسل وكالة فرانس برس. وأعلن البنك الدولي عن مساعدة طارئة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لأوكرانيا. ويمكن أن يتم الإفراج عن 350 مليون دولار على الأقل هذا الأسبوع.

مشاركة :