أعلن الجيش الروسي سيطرته على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، وإنزال قوات روسية في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا، في حين كثفت موسكو قصفها لمراكز سكنية رئيسة فشلت قواتها حتى الآن في السيطرة عليها، في اليوم السابع من الهجوم الروسي على أوكرانيا. ومع فشل روسيا في تحقيق هدفها بالإطاحة بالحكومة الأوكرانية بعد نحو أسبوع من بدء الهجوم، يساور القلق البلدان الغربية من تحول موسكو الآن إلى تكتيكات جديدة أكثر عنفاً لشق طريقها إلى داخل المدن التي كانت تتوقع السيطرة عليها بسهولة. وعلى الجبهتين الرئيستين الأخريين في الشرق والشمال لم تحرز روسيا تقدماً يذكر مع استمرار صمود كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا، في مواجهة القصف. وفي كييف، العاصمة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة حيث يحتمي السكان ليلاً بمحطات مترو الأنفاق، فجرت روسيا برج الإرسال التلفزيوني الرئيس قرب نصب تذكاري للمحرقة أمس الأول، ما أسفر عن مقتل بعض المارة. واستهدف القصف الأعنف خاركيف، وهي مدينة يقطنها 1.5 مليون شخص في شرق البلاد تحول وسطها إلى أنقاض ومبانٍ مهدمة. وانهار سقف مركز للشرطة في وسط المدينة شبت فيه النيران. وقالت السلطات: إن 21 شخصاً قتلوا في القصف والضربات الجوية على المدينة في الساعات الأربع والعشرين الماضية فيما قُتل أربعة صباح أمس. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، في تصريحات تلفزيونية أمس: «إن الوحدات الروسية في القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على خيرسون». وقبل دقائق من ذلك، كان رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف، أعلن أن المنطقة لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية. وكتب على «فيسبوك»: «ما زلنا أوكرانيا.. ما زلنا نقاوم». وأضاف: «سأحاول اليوم إيجاد حلول لجمع الجثث، وإعادة الكهرباء والغاز والمياه والتدفئة في الأماكن التي قطعت عنها، لكنني أحذر: النجاح في القيام بذلك اليوم سيكون معجزة». وتعرضت المدينة ومحيطها لقصف مكثف خلال الساعات الماضية، وتتعرض منطقة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم، للهجوم منذ بداية الهجوم الروسي فجر 24 فبراير. وكان الجيش الروسي سيطر على مدينة ساحلية رئيسة أخرى في أوكرانيا هي بيرديانسك، ويهاجم في الوقت الراهن ماريوبول. وأعلن الجيش الأوكراني، في بيان على تليغرام ليل «الثلاثاء - الأربعاء»، أن «قوات روسية محمولة جواً أنزلت في خاركيف، وهاجمت مستشفى محلياً». وجرى الإبلاغ عن معارك في هذه المدينة الواقعة قرب الحدود مع روسيا، والتي استهدفت بضربات عدة خلفت ما لا يقل عن عشرة قتلى وأكثر من 20 جريحاً، بحسب السلطات المحلية. وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشتشنكو: «عملياً، لم تعد هناك منطقة في خاركيف لم تسقط فيها قذيفة مدفعية بعد». ويثير الهجوم المتوقع على كييف مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، وتتمتع بتراث تاريخي ثري. وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء رتلاً عسكرياً روسياً يمتد على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: «لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي نحو كييف توقف في هذه المرحلة». وأوضح: «نعتقد أن ذلك مرتبط جزئياً بإمداداته، وبمخاوف لوجستية»، وأنه «بصورة أشمل، يقوم الروس حالياً بإعادة تقييم» استراتيجيتهم. وفي المقابل، يبدو أن القوات الروسية أحرزت تقدماً في جنوب أوكرانيا المطل على بحر أزوف. وأعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن خشيتها من هجوم من بيلاروسيا. وقالت الوزارة، في بيان على فيسبوك: «وضعت القوات البيلاروسية في حالة تأهّب قصوى، وهي في مناطق التركيز الأقرب من الحدود مع أوكرانيا». وأضافت: إنّ الاستخبارات الأوكرانية رصدت «نشاطاً كبيراً» للطائرات في المنطقة الحدودية، كما شوهدت أرتال مركبات، وهي تنقل مواد غذائية وذخيرة إلى هذه المنطقة. من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها التي تقدمت عبر الساحل من شبه جزيرة القرم انضمت إلى القوات الموجودة في منطقة دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا، ما يوفر رابطاً استراتيجياً للقوات الروسية. ولم يتسنّ التحقق من المعلومات على الفور. وفي وقت سابق، أكد الجيش الأوكراني أنه أحبط هذه المحاولة.
مشاركة :