خصت الولايات المتحدة الكويت بالشكر على موقفها المؤيد لأوكرانيا وإدانتها للتجاوز الروسي الحاصل بحق سيادة هذا البلد. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني الأربعاء أن نائب وزير الخارجية ويندي شيرمان اتصلت بنظيرها الكويتي مجدي الظفيري معربة عن شكر بلادها للكويت "على تضامنها مع أوكرانيا وعلى انضمامها للولايات المتحدة والمجتمع الدولي في إدانة انتهاكات السيادة الأوكرانية، التي ارتكبتها روسيا من خلال حرب غير مبررة ومتعمدة". ويقول مراقبون إن حرص الولايات المتحدة على الإثناء على موقف الكويت هو في جانب منه رسالة موجهة لباقي الدول الخليجية التي اتسمت ردود أفعالها حيال الأزمة الأوكرانية – الروسية بالدبلوماسية رافضة إبداء أي مواقف منحازة لهذا الطرف أو ذاك. ويلفت المراقبون إلى أن واشنطن تتجرع اليوم مرارة كأس سبق وأن تجرعت منه الدول الخليجية حينما تعاطت الإدارة الأميركية بعدم جدية مع هواجس المنطقة حيال إيران، ولم تقم بأي خطوات عملية لردع الميليشيات الموالية لطهران في استهدافها للسعودية والإمارات، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز ثقة الخليجيين بواشنطن. ويشير المراقبون إلى أن الإدارة الأميركية تشعر بخيبة أمل من ردود فعل حلفائها الخليجيين ولاسيما السعودية والإمارات حيال ما يحدث في أوكرانيا، لاسيما رفضهما الاستجابة لمطالبها بزيادة إنتاج النفط لكسر حدة ارتفاع الأسعار، وبالتالي حرمان موسكو من عائدات مهمة في حربها في أوكرانيا. ويندي شيرمان: الكويت وجهت رسالة سريعة وقوية تدين العدوان على أوكرانيا ويرى هؤلاء أن هناك اليوم تحولا في التعاطي الخليجي مع الشأن الخارجي حيث لم يعودوا يقدمون “صكا على بياض” للولايات المتحدة مثلما جرى في السابق، وهم ينطلقون في تفاعلهم مع التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية من قاعدة "مصالحهم أولا". وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن “الكويت وجهت رسالة سريعة وقوية من خلال مشاركتها في رعاية قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدين العدوان على أوكرانيا". وقال البيان إن "نائب وزير الخارجية شيرمان ناقش ونائب وزير الخارجية الظفيري الحاجة المُلحة لأن يقف المجتمع الدولي معا ضد انتهاك روسيا للقانون الدولي". وجددت الكويت الثلاثاء رفضها لاستخدام القوة والتهديد، في انتقاد للتدخل الروسي في أوكرانيا، وهو موقف بدا مخالفا لمواقف باقي الدول الخليجية التي فضلت النأي بنفسها عن الصراع. وحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء، فإن “الكويت تتابع بقلق وأسف بالغَين تدهور الأوضاع وارتفاع حدة توترها في أوكرانيا”. وأكد البيان على أهمية الالتزام بالمبادئ الراسخة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي تحكم العلاقات بين الدول والقائمة على احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية ومبادئ حسن الجوار وحل المنازعات بالطرق السلمية. وأعلنت الكويت في السادس والعشرين من فبراير الماضي عن رفضها للهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. وقالت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة، في بيان "نرفض بشكل قاطع الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، كما نرفض استخدام القوة أو التهديد بها أو التلويح بها في العلاقات بين الدول". وشدد على ضرورة احترام استقلال أوكرانيا، ودعم الكويت الكامل لكافة الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة التصعيد وضبط النفس وتسوية الخلافات بالوسائل السلمية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين. وأطلقت روسيا الخميس الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، أثارت موجة غضب في الغرب وأدت إلى فرض عقوبات قاسية على موسكو يتوقع أن تشتد مع استمرار العملية.
مشاركة :