شهر القراءة في الإمارات مبادرات تخدم الكتاب والكاتب والقارئ

  • 3/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي الإمارات في مارس من كل عام بشهر القراءة تحت شعار “الإمارات تقرأ” والذي يعتبر واحدا من أبرز الفعاليات التي أطلقتها الدولة بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف السامية التي تسعى في المقدمة لترسيخ ثقافة القراءة وإعداد جيل مثقف واع، الأمر الذي من شأنه الارتقاء بمكانة المجتمع الإماراتي وتحقيق التنمية المستدامة. ونرصد في ما يلي آراء عدد من المسؤولين الذين أكدوا على مكانة شهر القراءة من الناحية الثقافية والمعرفية والحضارية وأهميته الاجتماعية. فعاليات متنوعة عبدالله ماجد آل علي: الروابط الوثيقة بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والقراءة ليست وليدة اليوم وإنما هي موجودة منذ التأسيس يقول عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة “يأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بشهر القراءة في إطار الجهود التي تبذلها الإمارات من أجل تأصيل ثقافة القراءة بين فئات المجتمع وتحفيزهم لتحويلها إلى ممارسة يومية كونها الأساس في ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة على طريق بناء الإنسان الواعي القادر على استكمال مسيرة التطور والتقدم وبناء اقتصاد قائم على المعرفة ومجتمع يحرص على التنمية المستدامة”. ويشير إلى أن الروابط الوثيقة بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والقراءة ليست وليدة اليوم وإنما هي موجودة منذ التأسيس، حيث كانت ولادة مكتبة الإمارات مواكبة لنشأته ومنذ تأسيسه أخذ يصدر الكتب المتخصصة التي تحمل المعلومة التاريخية الموثقة عن الإمارات ومنطقة الخليج، وكما هو معروف فالكتاب أقدم وأقوى مصادر الثقافة، وهو الوعاء الثقافي الأكثر بقاء، والنافذة التي يكتسب منها أكبر عدد من القراء المعلومات والمعارف. ويحث آل علي على القراءة المجدية التي تكون سبيلا لتطوير الإمكانيات واكتساب المزيد من المهارات ولتكون القراءة حسب اختصاصات الإنسان واهتماماته لكي يحقق المتعة والفائدة معا، مؤكدا أن مؤسسة الأرشيف والمكتبة الوطنية تستقبل شهر القراءة ببرنامج ثري بالفعاليات الثقافية والنشاطات التي تهم جميع شرائح المجتمع، والتي سيتم تقديمها افتراضيا حرصاً على تطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتدابير الوقائية لمواجهة انتشار كوفيد – 19. وأطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية برنامجه خلال شهر القراءة والذي يتضمن عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية والتي توعي بأهمية القراءة في بناء الإنسان والمؤسسة والمجتمع وتغطي هذه الفعاليات معظم أيام شهر مارس. وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد صمم برنامجاً مكثفاً من المحاضرات والفعاليات الثقافية شبه اليومية وسيتيحها للجمهور الداخلي والخارجي وسيبدأ برنامج شهر القراءة بمحاضرة عنوانها “شهر القراءة مسؤولية مجتمعية ومبادرة وطنية” تعرف بمكتبة الإمارات وبالفعاليات التي سيشهدها هذا الشهر، ومحاضرة بعنوان “العلاج بالقراءة”. وتتوالى الفعاليات في باقي أيام الشهر ونذكر من بينها محاضرات “قراءة في كتاب المعتقدات الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة” و”مفهوم الضبط البيبليوغرافي العالمي وأدواته” و”القراءة في الإمارات أسلوب حياة” و”الكتب العربية النادرة على الخط المباشر وكيفية إتاحتها للباحثين” و”قراءة في كتاب ذاكرتهم تاريخنا” ومحاضرة حول “دور القراءة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع” و”أنواع القراءة” و”المعرفة مسؤولية مجتمعية” وغيرها. ◙ الفعاليات تتنوع خلال شهر القراءة بمشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة أو المؤسسات التعليمية والثقافية كما سينظم ورشات في “استخدام الفهرس الإلكتروني” و”أهمية الفهارس الموحدة وبوابات الذاكرة في بناء النظام الوطني للمعلومات”، وستخصص مكتبة الإمارات أياما مفتوحة للتعريف بمرافقها. وعلى صعيد آخر فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية وضمن مشروعه التعليمي “وطن يقرأ” سيقدم مجموعة من الفعاليات والأنشطة القرائية الوطنية التعليمية للطلبة كالورش القرائية والفنية الوطنية، والمحاضرات الوطنية، ولعبة المسيرة، وجولات افتراضية، ومن أهم المحاضرات نذكر “مشروع لجيل واعد” و”الانتماء والولاء والهوية قيم وطنية عليا” و”الأفرو – إماراتي”. وجدير بالذكر أن جميع محاضرات وفعاليات الأرشيف والمكتبة الوطنية في شهر القراءة سيقدمها خبراء ومختصون وباحثون وكتاب، وهذا يمثل إضافة مهمة لكل من يتابع هذه الفعاليات. من جهته يشير ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات إلى أن اللغة العربية هي من أقدم اللغات، وهي لغة القرآن وأحد أركان الهوية والثقافة لشعوب المنطقة العربية التي من خلالها تم نشر الثقافات والحضارة للأمم المختلفة، ولذلك نرى اليوم أهمية تلك اللغة وضرورة الاهتمام بها من خلال المبادرات الاستثنائية لدعمها والمحافظة عليها. ضرار بالهول الفلاسي: اللغة العربية هي أحد أركان الهوية والثقافة لشعوب المنطقة العربية وتقول مريم الغفلي مديرة مؤسسة بحر الثقافة إن شهر القراءة حدث سنوي ثقافي هام ترك أثرا جميلا طوال الأعوام الماضية على خارطة الثقافة الإماراتية، وبما أن دولة الإمارات هي الحاضنة لهذا الحدث أصبح خلال الأعوام مرسى جميلا تجتمع به مواكب المعرفة والثقافة وتنطلق من خلالها المبادرات التي تخدم الكتاب والكاتب والقارئ كي تنير العقول بأنوار المعارف، وها هو يعود هذا العام والعالم يتعافى من سبات كورونا ويعود إلى أوجه الحياة بهمة ونشاط. وتتابع الغفلي “ننطلق ونحتفي بشهر القراءة ببرامج مميزة ومبادرات حافلة ما بين ورش تفاعلية للكتابة والقراءة وندوات مميزة ولقاءات مع مثقفين وكتاب ومبدعين وغيرها من البرامج المخطط لها لكل فئات المجتمع”. وتلفت إلى أن “الحدث الأهم هو إطلاق ‘بيت السرد’ بالمؤسسة وهو بمثابة الحضن الدافئ للكتاب والمثقفين والموهوبين والهدف منه ترسيخ القراءة كجزء أصيل من شخصية وأسلوب حياة الإنسان، كما يهدف إلى احتواء المواهب والعبور بها نحو ما تستحق وتأمل. ونسعى لوضع يدنا بيد كل من هو مهتم بالفكر والمعرفة والتعاون لما فيه خير ورفاه هذا الوطن المعطاء في ظل قيادة أعطت وتعطي في سبيل رفعة وطننا الغالي”. أهمية القراءة تقول نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية “إن القراءة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجهود الإمارات لترسيخ الاقتصاد المعرفي أساسًا للدخول إلى المستقبل والحفاظ على تقدم الدولة ورفاهية مواطنيها، فمن دون القراءة لا يمكن أن ينشأ المواطن المثقف المبتكر الذي يستطيع تبني أسس الاقتصاد المعرفي وقيادة مسيرة التنمية المستدامة، وترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، وجعل المبادرات الهادفة إلى الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي أولوية رئيسة في الأجندة السنوية للجهات الحكومية والخاصة”. وتؤكد على أن شهر القراءة ليس مناسبة مرتبطة بفترة زمنية معينة، بل هي احتفاء دائم بعادة حياتية من أهم العادات التي يجب أن تقوم عليها المجتمعات، فأهمية القراءة لا تحدد فقط بقدرة الشخص على اكتساب مهارات لغوية، بل تتعداها إلى بناء مهارات وعادات اجتماعية وشخصية وعقليات قادرة على النظر في الأمور بشكل موسع وتعزيز عادة التحليل والنقد البناء، إضافة إلى أنها تساهم في قدرة الشخص على استيعاب المتغيرات المتسارعة في عصرنا الحالي، وتؤثر في خياراته والحفاظ على هويته. ومن أهم المستهدفات الوطنية لهذه المبادرة أن تصبح القراءة سلوكاً راسخاً لدى 50 في المئة من الإماراتيين البالغين بحلول عام 2026، ولدى 80 في المئة من طلبة المدارس وأن يقرأ الطالب 20 كتابا في المتوسط سنويا بصورة اختيارية. وتستهدف الاستراتيجية كذلك ألا تقل نسبة الآباء المواطنين الذين يقرأون لأطفالهم عن 50 في المئة. واختارت وزارة الثقافة والشباب شعار “الامارات تقرأ” لشهر القراءة للعام 2022 بهدف دعم وتعزيز دور الآباء في غرس حب القراءة لدى الأبناء وإبراز أهميتها ودورها الكبير في تنمية الطفولة المبكرة وترسيخها ثقافة وعادة مجتمعية دائمة بين أفراد المجتمع وتعزيز دورها كمحرك ومؤشر رئيسي للتماسك والترابط الأسري والتركيز عليها لغرض المتعة والاستكشاف والإلهام لدى الأطفال في مجتمع دولة الإمارات. وتتنوع الفعاليات خلال شهر القراءة 2022 بمشاركة المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة أو المؤسسات التعليمية والثقافية من خلال إطلاق مبادراتها القرائية لعام 2022 وبرامجها والتي تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة وقادر على قيادة مسيرة التنمية في الدولة وتشجيع عادات القراءة المبكرة الإيجابية. وتنتشر فعاليات شهر القراءة في مختلف أنحاء الإمارات، ومن بينها هذا العام عودة حملة “أبوظبي تقرأ” احتفاء بشهر القراءة، حيث تنظم مجموعة من الأنشطة والفعاليات الحية المتاحة مجانا على مدار شهر مارس. وتقول سارة عوض عيسى مسلم رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي “إن القراءة تشكل الممكّن الأساسي لبناء المعارف والمدارك، فهي بوابة لفهم العالم من حولنا، ونحرص في حملة ‘أبوظبي تقرأ’ على وضع الكتب بين أيدي أوسع شريحةٍ ممكنة من الطلبة ومجتمع أبوظبي، وتشجيعهم على تبني القراءة كأسلوب حياة بما يسهم في تحسين قدرتهم على التواصل والتعبير عن أنفسهم، حيث تنسجم أهداف الحملة مع الخطة الوطنية للقراءة”.

مشاركة :