يتطلع المنتخب المغربي إلى البناء على سجله المثالي في المشاركات المونديالية، وذلك عندما يخوض مباراة مصيرية أمام منافسه منتخب الكونغو الديمقراطية في شهر مارس الجاري ذهابا وإيابا. ويواجه المنتخب المغربي الملقب بـ”أسود الأطلس” منتخب الكونغو الديمقراطية في الدور النهائي من التصفيات الأفريقية الَمؤهلة لمونديال 2022 بقطر. ويلتقي المنتخبان ذهابا في كينشاسا في الرابع والعشرين من مارس وإيابا في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء في التاسع والعشرين من نفس الشهر. ويبحث المنتخب المغربي عن التأهل السادس إلى السباق المونديالي، والثاني على التوالي بعد الحضور المشرف الذي قدمه في مونديال روسيا في 2018. ويدرك زملاء أشرف حكيمي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل الظفر ببطاقة التأهل إلى مونديال قطر، بالنظر إلى المستوى الذي ظهروا به في البطولتين الأخيريين. ويعلم المدير الفني وحيد خليلوزيتش جيدا أن بقاءه مدرّبا للمنتخب المغربي يرتبط بمدى حصول الأخير على بطاقة التأهل للمونديال، وخصوصا بعد الجدل الذي أثاره البوسني بعد الخروج المبكر من بطولة أمم أفريقيا الأخيرة. روح مختلفة تعديل الأوتار مطلوب تعديل الأوتار مطلوب أظهر أسود الأطلس روحا كبيرة في كأس العرب التي أقيمت بقطر، لكنهم غادروا السباق مجبرين أمام المنتخب الجزائري، وكذلك في بطولة أمم أفريقيا في الكاميرون، لكنهم انهزموا في الثمن النهائي بنتيجة 1 – 2 أمام المنتخب المصري الوصيف. وسيواجه المغرب منتخبا منظما وعنيدا ظهر بشكل مختلف في البطولة الأفريقية الأخيرة وقدم مستويات لافتة، لكن الأكيد أن المسؤولية سوف لن تكون كلها على عاتق اللاعبين، وإنما ستكون للجانب الفني كلمته أيضا. وبالعودة إلى تاريخ مشاركات المنتخب المغربي في المونديال، يلاحظ محللون رياضيون ومراقبون ما يتميّز به منتخب أسود الأطلس من حسن انتظام وحضور في المحفل العالمي. وانتظر المنتخب المغربي حتى نسخة 1970 ليوقّع على أول مشاركة له في المونديال، بجيل يقوده النجمان أحمد فراس وإدريس باموس والحارس علال بنقصو. خليلوزيتش سيكون مطالبا بترتيب أوراقه قبل مواجهة الكونغو الديمقراطية وتصحيح الأخطاء التي ارتكبها في كأس أمم أفريقيا وخرج المنتخب المغربي من الدور الأول بعد خسارة أمام ألمانيا بصعوبة 2 – 1 وأمام بيرو 3 – 0 وتعادل مع بلغاريا 1 – 1. وانتظر المنتخب المغربي مرور ثلاث نسخ ليتصالح مع المونديال، حيث وقع على مشاركته الثانية في نسخة المكسيك 1986، التي كانت ناجحة بكل المقاييس وعرفت تأهل الأسود للدور الثاني كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز. وتعادل في الدور الأول مع بولندا وإنجلترا 0 – 0 وفاز في المباراة الثالثة على البرتغال 3 – 1، قبل أن ينهزم في الدور الثاني أمام ألمانيا 0 – 1. ولم يكتب لمنتخب الأسود التأهل في نسخة إيطاليا 1990، لكنه عاد ليشارك في نسخة 1994 بالولايات المتحدة، وخرج من الدور الأول بثلاث هزائم أمام بلجيكا 0 – 1 والسعودية وهولندا 2 – 1. وحقق المنتخب المغربي لأول مرة في تاريخه التأهل للمرة الثانية على التوالي، حين نجح في حجز مكان له في مونديال فرنسا 1998. ولم يقف الحظ بجانب الأسود للتأهل للدور الثاني، بعد التعادل أمام النرويج 2 – 2 والخسارة على يد البرازيل 0 – 3، وانتصاره على أسكتلندا 3 – 0. وغاب منتخب الأسود طويلا عن المونديال في نسخ 2002 و2006 و2010 و2014، قبل أن يعود في روسيا 2018، وخرج مجددا من الدور الأول بخسارتين أمام إيران والبرتغال 1 – 0، وتعادل مع إسبانيا 2 – 2. وستكون مباراة الكونغو الديمقراطية فاصلة لتحديد ما إذا كان المنتخب المغربي سينجح في التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي، بعد أن فعلها في نسختي 1994 و1998. ويبحث الأسود عن المشاركة السادسة في المونديال، بعد حضورهم نسخ 1974 و1986 و1994 و1998 و2018. معضلة خليلوزيتش أسلوبه مستفز أسلوبه مستفز تعرض البوسني خليلوزيتش إلى انتقادات عديدة بعد المشاركة في كأس أمم أفريقيا في الكاميرون، حيث ودّع البطولة من ربع النهائي على يد منتخب مصر 1 – 2. ولم يكن البوسني موفقا في اختياراته البشرية خلال المنافسة الأفريقية، وراهن على لاعبين لم يقدموا الإضافة المطلوبة، وأصر على الاعتماد عليهم على غرار منير الحدادي وسفيان شاكلا. واعترف بعد نهاية كأس الأمم بالخطأ في بعض اختياراته البشرية، مؤكدا أن “بعض اللاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب”. وسيكون خليلوزيتش مطالبا بترتيب أوراقه قبل مواجهة الكونغو الديمقراطية، ومعالجة الأخطاء التي ارتكبها في كأس أمم أفريقيا. ويتطلع وحيد إلى معالجة الأزمة الدفاعية التي تجلت عندما واجه منتخبات قوية مثل الغابون ومصر، رغم أنه يعتمد على لاعبين مجربين. ويصر البوسني على التشبث باختياراته وأفكاره التقنية والتكتيكية، وقد تأكد ذلك في تعامله مع وضعية كل من النجمين حكيم زياش ونصير مزراوي اللذين استبعدهما رغم حاجته إليهما، قياسا بخبرتهما ومستواهما الجيد مع تشيلسي وأياكس أمستردام. وخاض وحيد صراعات كثيرة مع العديد من اللاعبين في رحلته مع المنتخب. ويبقى خليلوزيتش مطالبا بخلق أجواء مثالية قبل مواجهة الكونغو وتفادي الاصطدامات والتصريحات المستفزة ضد لاعبيه، خاصة أن المواجهة الحاسمة تتطلب التعامل معها بتركيز واستعداد جيد على جميع المستويات.
مشاركة :