تواصلت فعاليات ملتقى قراءة النص في دورته الـ(18)، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالشراكة مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، حيث شهدت الجلسة الرابعة، التي أدارتها الدكتور فاطمة إلياس، مشاركة الدكتور حمد الدُّخَيِّل، بورقة عنوانها “حضور التراث الشعري في المجلات السعودية – مجلة (العرب نموذجًا)”، أشار فيها إلى أن “مجلة العرب” انفردت بنشر المجاميع الشعرية وصناعة الدواوين لعدد وافرٍ من الشعراء القدامى الذين فقدت دواوينهم القديمة، أو لم يصنعْ لهم الرواةُ والأدباء القدامى دواوين لسبب من الأسباب، كما وفرت المجلة سهولة الرجوع إلى شعر مجموعة من الشعراء دون بذل الوقت الطويل والجهد الكبير في التنقيب عنها في شتيت المصادر القديمة، مرتئيًا أن المجلة بهذا الاحتفاء بالشعر القديم نافست مجلة المورد العراقية، ومجلة المجمع العلمي العراقي، ومجلة معهد المخطوطات العربية في صناعة الدواوين والمجاميع الشعرية، وتوثيقها وضبطها، وهي سائرة على هذا النهج حتى الوقت الحاضر. الدكتور أحمد بن سعيد العدواني بحث في ورقته “القصة القصيرة في المجلة العربية: شاهد من أهلها”، حيث تقوم فكرة الورقة على مبدأ التقييم الذاتي الذي يضطلع به أحد كتاب القصة القصيرة البارزين في المشهد الأدبي السعودي خلال العقود الأخيرة، وهو في الوقت نفسه من المنتسبين إلى المجلة (عبدالعزيز الصقعبي)، وذلك باختيار نماذج قصصية مما نشر في المجلة خلال أربعين عامًا، بهدف الوقوف على طبيعة خارطة المشهد القصصي في المملكة، وتحولات المجلة في علاقتها بالقصة القصيرة، وأبرز الكتاب الذين نشرت لهم المجلة في كل مرحلة، سواء من داخل المملكة أو خارجها، وطبيعة النصوص المختارة. في دراسة وببليوجرافيا يناقش الدكتور مصطفى الضبع (نقد السرد في مجلة “الراوي”)، أشار فيها إلى أن المجلة تمثل تنويعًا ثريًا للمجلات المتخصصة، على مدار أعدادها المتوالية ( 33 عددًا) شكلت كيانًا سرديًا على مستويي الإبداع السردي والنقدي (نقد السرد خاصة)، وبلغ عدد المواد التي نشرتها المجلة 931 مادة ، خالصًا إلى القول بأن المجلة بما قدمته من مادة سردية متنوعة ومواكبة لمستحدثات الكتابة السردية ، وبما قدمته من دراسات سردية فإنها تمثل كيانا جديرًا بالبحث وقوفًا على منجز نقدي متميز على المستوى العلمي والمعرفي ، بحث يتوقف عند المنجز محيطا بتفاصيله على أسس منهجية واضحة تستجلي مساحته المحددة ، وترصد جوانب تميزها بصورة موضوعية تحدد موقع المجلة محليًا وعربيًا. وجاءت ورقة الدكتورة سارة مرزوق الأزوري، تحت عنوان “أدب الأطفال في الصحف والمجلات “ملحقي الجزيرة والمدينة أنموذجا”، ناقشت في ثناياها نشأة أدب الأطفال عند العرب وأشهر من كتب للأطفال، وأدب الأطفال في السعودية وأبرز من اهتم بالكتابة في هذا المجال، وواقع أدب الأطفال في السعودية، والسمات الفنية لأدب الأطفال ومقارنتها بأدب الكبار، مع ملخص ما كتب للطفل من أدب في صحيفتي الجزيرة والمدينة وملاحقهم، ونماذج تحليلية لنصوص من أدب الأطفال في (القصة والشعر). ويرصد الدكتور فهد المغلوث في ورقته البحثية “الجهود اللُّغويَّة لعبدالرَّزَّاق الصَّاعديّ في الصحف والمجلات السعوديَّة الثقافيَّة”، من خلال جهوده في المجامع، والمعاجم، والمسائل الصرفيَّة والثقافيَّة، موردًا شواهد لذلك مما كتبته في هذا الصدد، ومن ذلك ما كتبه في جريدة المدينة عن أنواع الزيادة، مشيرًا إلى أن الصاعدي أحالَ سببَ اضطرابِ منهجِ الكوفيينَ في الزوائدِ هو أنَّهم لم يفرقوا بين زيادةٍ تصريفيَّةٍ، وزيادةٍ لغويةٍ جذريةٍ قديمةٍ فخلطوا النوعين، مما حدث عنهم لبس ملحوظ. كما تناول المغلوث في ورقته بعض الجوانب الثقافيَّة الَّتي تناولها الصاعدي في بعض الصحف، والمجلات الثقافيَّة السعودية، كالصلة المتينة بين العلوم اللغويَّة والأدبيَّة والتاريخيَّة، وهذه العلوم لا تنفصل بعضها عن بعض.
مشاركة :