قد تقلب دراسة حديثة الموازين فيما يتعلق بالطريقة والعلاج لوقف مرض ألزهايمر الذي حير العلماء على مدى عقود، والذي كان يعتقد أن الداء الوحيد له يرتبط فقط بالدماغ. فقد كشفت مجموعة من التجارب العلمية أجراها باحثون بريطانيون أن الأمعاء تمثل هدفاً بديلاً قد يكون من الأسهل التأثير عليه بالعقاقير أو تغيير النظام الغذائي لوقف الخرف. وشهد مؤتمر أُقيم بمدينة برايتون البريطانية أمس الأربعاء، عرض سلسلة من التجارب التي تربط القناة الهضمية بتطور مرض ألزهايمر، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ميكروبات الأمعاء إلى ذلك، كشفت إحدى التجارب التي عُرضت خلال المؤتمر كيف أن الميكروبيومات الموجودة في الأمعاء تختلف لدى المرضى الذين يعانون من ألزهايمر بدرجة كبيرة عن أولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب. وتوصلت تجربة أخرى إلى أن القوارض التي أُجريت لها عمليات زرع "براز" مباشرةً من مرضى ألزهايمر كان أداؤها أسوأ في اختبارات الذاكرة. مستويات الالتهاب في موازاة ذلك، توصلت تجربة ثالثة أن الخلايا الجذعية الدماغية التي عولجت بدم من مرضى الاضطراب كانت أقل قدرة على بناء خلايا عصبية جديدة. وتؤثر بكتيريا الأمعاء لدى المرضى على مستويات الالتهاب في الجسم، والتي تؤثر بعد ذلك على الدماغ عن طريق إمداد الدم. كما، يعد الالتهاب عاملاً رئيسياً في تطور مرض ألزهايمر. من جانبها، قالت الدكتورة إيدينا سيلاجيتش، عالمة الأعصاب من "كينغز كوليدج لندن"، والتي شاركت في تحليل عينات من مرضى ألزهايمر إن غالبية الناس تفاجئ من أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن يكون لها أي تأثير على صحة أدمغتهم. وأضافت أن الأدلة تتزايد على ذلك، مشيرة إلى أن العلماء يبنون فهمهم لكيفية حدوث ذلك. اكتشاف ألزهايمر يذكر أن ألزهايمر اكتشف من قبل الدكتور أليوس ألزهايمر في عام 1906، الذي لاحظ تغيرات في أنسجة المخ لامرأة ماتت بسبب مرض عقلي غير عادي. وعادة ما يشخص الأطباء مرض الزهايمر عندما يجدون مزيجا من لويحات الأميلويد والتشابك الليفي العصبي، إلى جانب الأبعاد. ومن المعروف أن التراكم غير الطبيعي يسبب مرض ألزهايمر، والذي يتضمن نوعين من البروتينات: أحدهما يسمى أميلويد، والذي تشكل رواسبه لويحات حول خلايا الدماغ، والآخر يسمى تاو، والتي تشكل التشابك داخل خلايا الدماغ.
مشاركة :