وجاءت محاولة المهاجرين الخميس غداة قيام نحو 2500 مهاجر بالأمر نفسه، نجح 500 منهم في دخول الجيب. وقالت الإدارة المحلية للمنطقة إنها "أكبر محاولة دخول تسجل حتى الآن". وأكد مسؤولون إن المحاولتين اتسمتا بمستوى غير عادي من العنف. وتم استدعاء تعزيزات أمنية لنشرها على طول الحدود. وأعلن متحدث باسم الإدارة "بعدما تجاوزوا قوات الأمن المغربية بدأوا حوالى الساعة 07,25 ( ت غ) تسلق السياج (...) ورشقوا قوات الأمن بالحجارة واستخدموا خطافات وعصيا ضد قوات الأمن". وقالت مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية سابرينا عبد القادر للصحافيين "تمكن 380 مهاجرا من دخول المدينة"، بعدما أُعلن عن 350 في وقت سابق. وأضافت أن محاولتي العبور اتسمتا بمستويات أعلى من العنف مقارنة بمحاولات سابقة. وأوضحت أن "مستوى العنف الذي شاهدناه في محاولتي أمس واليوم ... لم يُشاهد من قبل". وأضافت في بيان أن 20 شرطيا أصيبوا بجروح أو تعرضوا لإصابات طفيفة. خلال محاولة عبور الحدود الأربعاء ثبت بعض المهاجرين مسامير في أحذيتهم لتساعدهم في تسلق السياج ما "يعني مخاطر كبيرة" على الشرطة وقوات الأمن. في المجموع أصيب 27 شرطيا و20 مهاجرا بجروح طفيفة، وفق الإدارة، فيما في الجانب المغربي من الحدود أصيب قرابة 30 مهاجرا جروح ثلاثة أو أربعة منهم خطيرة وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وقالت جمعية حقوق الإنسان إن قوات الأمن المغربية اعتقلت 250 شخصا ووضعتهم في مركز احتجاز موقت قبل أن تطردهم من بلدة الناضور الحدودية، على بعد 10 كلم جنوب مليلية. ومع دخول 871 مهاجرا إلى مليلية في أقل من 24 ساعة، يقترب العدد من حصيلة عام 2021 عندما دخل 1092 مهاجرا الجيب، وفق ارقام وزارة الداخلية. تعزيزات من 100 شرطي حدودي قالت عبد القادر إن مزيدا من المهاجرين حاولوا العبور ظهر الخميس. ولم يتضح بعد عددهم أو ما إذا نجحوا في محاولتهم، علما بأن صحيفة إل فارو الصادرة في مليلية قالت إن المحاولة أحبطت. وأكدت أن قرابة 100 شرطة سيصلون إلى مليلية "في الساعات القليلة القادمة" لتعزيز القوات على الحدود. وستزور قائدة شرطة الحماية المدنية الإسبانية ماريا غاميز الجيب للاطلاع على الوضع. وكتب رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز في تغريدة إنه تحدث إلى مسؤول الإدارة في مليلية إدواردو دو كاسترو مؤكدا له "دعم وتضامن" الحكومة وتمنياته لعناصر الشرطة المصابين بالشفاء. ويشكل الجيبان الإسبانيان سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة لأوروبا مع إفريقيا، ويتدفق عليهما عدد كبير من المهاجرين. يحيط بالمدينتين سياج من ثلاثة مستويات بأسلاك شائكة، يصل ارتفاعه في بعض المواقع الى عشرة أمتار، ويمتد على مسافة 12 كيلومترا بالنسبة لمليلية، فضلا عن كاميرات مراقبة. تأتي هذه العملية بعد أقل من عام على أزمة تدفق استثنائي لنحو عشرة آلاف مهاجر معظمهم مغاربة، على مدينة سبتة بينهم الكثير من القاصرين، مستغلين تراخيا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي. وجاء تدفق المهاجرين في سياق أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين بسبب استضافة اسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية إبراهيم غالي للعلاج. وبررت مدريد هذه الاستضافة "بأسباب إنسانية"، في حين تؤكد الرباط أن غالي دخل إسبانيا آتيا من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة" وتطالب "بتحقيق شفاف". ولم تعد سفيرة المغرب باسبانيا حتى الآن إلى مدريد، منذ أن تم استدعاؤها للتشاور في خضم هذه الأزمة. شهدت علاقات البلدين خلافا جديدا أواخر العام الماضي عندما اختارت المملكة إعادة رعاياها العالقين في أوروبا، بسبب إغلاق الحدود آنذاك، انطلاقا من البرتغال بدل اسبانيا. وقبل شهر من ذلك، كانت مدريد قدمت احتجاجا لدى الرباط بسبب إقامة مزرعة مغربية لتربية الأسماك في ساحل الجزر الجعفرية، شمال المغرب، التي تعتبرها الرباط كما مليلية وسبتة مناطق مغربية محتلة. تمارس اسبانيا سيادتها على سبتة منذ العام 1580 وعلى مليلية منذ 1496، وتضم الأخيرة قرابة 87 ألف نسمة. وخلال العام 2021، تمكن 1092 مهاجرا من دخول مليلية، بانخفاض 23 في المئة مقارنة بالعام 2020، بحسب أرقام وزارة الداخلية الإسبانية.
مشاركة :