يستعد القمر لمواجهة اصطدام نفايات فضائية به يقدر حجمها بنحو 3 أطنان، ما قد يسفر عن فوهة بعرض 66 قدما على سطح قمرنا يوم الجمعة. ومن المنتظر أن يصطدم المتبقى من الصاروخ بالجانب البعيد من القمر بسرعة 9300 كيلومتر في الساعة (5800 ميل في الساعة) يوم الجمعة 4 مارس، بعيدا عن أعين التلسكوبات المتطفلة. وقد يستغرق تأكيد التأثير من خلال صور الأقمار الصناعية أسابيع، وربما أشهر. ويشار إلى أن مرحلة الصاروخ في طريقها للاصطدام بحفرة هيرتزبرونغ على الجانب البعيد من القمر يوم الجمعة الساعة 7:25 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1225 بتوقيت غرينتش). ويقول الخبراء إنها المرة الأولى التي ستصطدم فيها قطعة من النفايات الفضائية عن طريق الخطأ بسطح القمر. (وذلك دون حساب المركبة الفضائية التي تحطمت أثناء محاولتها الهبوط على القمر، أو الأجسام الصاروخية التي تم توجيهها عمدا نحو أقرب جار للأرض). ووقع تحديد خردة الفضاء هذه في الأصل على أنها المرحلة الثانية المعززة من صاروخ "سبيس إكس"، التي أطلقت إلى الفضاء في عام 2015، لكن الخبراء يعتقدون الآن أنها صاروخ صيني انطلق إلى المدار قبل ثماني سنوات. ومنذ ذلك الحين، شككت الصين في هذه النظرية من خلال إنكار أن الصاروخ الخارج عن السيطرة كان عبارة عن حطام من مهمة Change 5-T1 التي أطلقت إلى الفضاء في عام 2014. وبغض النظر عن هويته، يتوقع العلماء أن الجسم سيحفر فوهة بعرض 10 إلى 20 مترا (33 قدما إلى 66 قدما)، وإرسال غبار القمر ليتطاير إلى مئات الكيلومترات عبر السطح القاحل المليء بالنتوءات. ومن السهل نسبيا تتبع خردة فضائية منخفضة المدار، ولكن نظرا لأنه من غير المرجح أن تصطدم الأجسام التي تنطلق في عمق الفضاء بأي شيء، فعادة ما ينساها الجميع، باستثناء عدد قليل من المراقبين الذين يستمتعون بلعب دور المحقق السماوي. وحدد عالم الفلك، الذي يُنسب إليه اكتشاف المسار التصادمي في يناير، بيل غراي، خردة الفضاء هذه في البداية، على أنها المرحلة الثانية من صاروخ "فالكون 9" التابع لـ"سبيس إكس"، الذي ساعد في إطلاق القمر الصناعي لمرصد المناخ في الفضاء السحيق التابع لوكالة ناسا في عام 2015. لكنه صحح تقديراته بعد شهر، قائلا إن الجسم "الغامض" لم يكن المرحلة العليا من صاروخ فالكون، وقال غراي إن الجسم من المحتمل أن يكون المرحلة الثالثة من صاروخ صيني هو الذي أرسل كبسولة عينة اختبار إلى القمر والعودة في عام 2014، لكن مسؤولين صينيين قالوا إن المرحلة العليا دخلت الغلاف الجوي للأرض واحترقت. ومع ذلك، كانت هناك مهمتان صينيتان لهما تسميات مماثلة - الرحلة التجريبية ومهمة العودة إلى القمر لعام 2020 - ويعتقد المراقبون الأمريكيون أن الاثنين مرتبطان. وأكدت قيادة الفضاء الأمريكية، التي تتعقب النفايات الفضائية المنخفضة، يوم الثلاثاء أن المرحلة العليا الصينية من المهمة القمرية لعام 2014 لم يتم إخراجها من مدارها أبدا، كما هو موضح سابقا في قاعدة البيانات الخاصة بها. لكنها لم تستطع تأكيد بلد المنشأ للجسم الذي على وشك أن يضرب القمر. وقال متحدث باسم الشركة في بيان "نحن نركز على الأجسام الأقرب إلى الأرض". وأشار غراي، عالم الرياضيات والفيزيائي، إلى أنه واثق الآن من أنه صاروخ صيني. موضحا: "لقد أصبحت أكثر حذرا قليلا في مثل هذه الأمور. لكنني حقا لا أرى كيف يمكن أن يكون أي شيء آخر". ويدعم جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية تقييم غراي المنقح، لكنه يلاحظ: "التأثير سيكون هو نفسه. سيترك فوهة صغيرة أخرى على القمر". ويحمل القمر بالفعل حفرا لا حصر لها، تصل إلى 2500 كيلومتر (1600 ميل). ومع وجود القليل من الغلاف الجوي الحقيقي أو انعدامه، يعد القمر "أعزل" ضد وابل مستمر من النيازك والكويكبات، والمركبات الفضائية القادمة من حين لآخر، بما في ذلك عدد قليل منها تحطمت عمدا من أجل العلم. مع عدم وجود طقس، لا يوجد تآكل وبالتالي فإن الحفر الصدمية تدوم إلى الأبد. ولدى الصين مركبة هبوط على سطح القمر على الجانب البعيد من القمر، لكنها ستكون بعيدة جدا عن اكتشاف تأثير يوم الجمعة شمال خط الاستواء. كما ستكون المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية التابعة لناسا خارج النطاق. ومن غير المحتمل أن تمر المركبة الهندية التي تدور حول القمر Chandrayaan-2 في ذلك الوقت أيضا. المصدر: ديلي ميل تابعوا RT على
مشاركة :