تواصل- فريق التحرير: يحاول كل من يعيش في مدينة “خاركيف” الأوكرانية، الخروج منها عبر القطارات، أو الحافلات التي تعد وسيلة انتقال غير آمنة مع اشتداد القصف، متوجهين إلى مدينة لفيف التي تقع غربي أوكرانيا، وتعد نقطة التقاء النازحين نحو الدول الحدودية. ونقلت “سكاي نيوز عربية”، شهادات عن شباب عرب حول العنصرية التي واجهوها أثناء محاولة الهروب من القصف والحرب إلى دول الجوار، حيث روى طالب جزائري – فضل حجب اسمه – معاناته تحت وطأة القصف، إذ يقول إنه منذ اليوم الأول للغزو الروسي وهو يحاول الفرار من المدينة، لكن ثمة معوقات تحول دون خروجه حتى الآن. وخلال اليام الماضية تم تداول فيديوهات توثق عنصرية الأمن الأوكراني في التعامل مع العرب والأفارقة، ومنعهم من الصعود إلى القطارات، وهو ما دفع أحد الطلاب المغاربة إلى إشهار “سكينًا” في وجههم حتى يصعد للقطار ويفتح الطريق للعرب والأفارقة. ويقول الشاب صاحب الـ 22 عام، والذي يقطن شارع سيربنيا وسط المدينة، إن المشكلة الأولى تتلخص في صعوبة حركة الانتقال داخل المدينة، وهو ما حال بينه وبين الانتقال إلى محطة القطارات التي تبعد عن محل سكنه نحو 7 كيلومترات. ويتابع الشاب الذي يدرس هندسة الكمبيوتر في جامعة خاركيف الوطنية التقنية: “مسألة العثور على سيارة أجرة أصبحت مستعصية، كما أن أسعار الانتقال باتت باهظة جداً، ففي الظروف العادية – قبل الحرب – كانت تكلفة الانتقال لمحطة القطارات بـ”التاكسي” حوالي دولارين، اليوم وصلت إلى 100 دولارا أمريكياً”. ويكمل: “بعدما عثرت على سيارة أجرة بصعوبة بالغة يوم الأربعاء، بدأت معاناة جديدة داخل محطة القطارات، فأمام الباب الذي يتيح لنا الوصول إلى رصيف القطارات، وقف حارسان أوكرانيان، اشترطا دخول الأطفال والنساء أولاً، ثم بعد ذلك فوجئنا بدخول رجال أوكرانيين بعد حديث جانبي مع الحراس، وعندما حاول بعض الهنود المرور بنفس الطريقة تم منعهم والاعتداء عليهم”. ويقول الشاب الجزائري إن بعض الرجال الأوكرانيين كان يقفزون من أعلى السياج دون اعتراض من الشرطة، لكن عندما يحاول أي أجنبي العبور بنفس الطريقة يتم منعه وأحيانا الاعتداء عليه، وبعد معاناة واعتداءات استطعنا كأجانب الوصول إلى الرصيف. ويردف: “في محطة القطارات تعرفت إلى شاب أردني، وبدأنا ننتقل سوياً من رصيف إلى آخر، ونقفز عبر السياجات في ظل طقس شديد البرودة، وكلما يأتي قطار يمنع العمال والشرطة صعود أي شخص غير النساء والأطفال، وبعد ذلك الرجال الأوكران، أما العرب والهنود والأفارقة وغيرهم فلا يسمح لهم بصعود القطارات”. يقول بنبرة حزينة: “المضحك المبكي أننا كنا نشاهد الكلاب والقطط يسمح لها بصعود القطارات بصحبة الأوكرانيين، بينما مُنعنا نحن”. وفي ختام حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية” يقول الطالب الجزائري: “في نهاية الأمر فقدنا الأمل في اللحاق بأي قطار وعدنا أدراجنا إلى المنزل، ننتظر الفرج تحت القصف، وما نطلبه الآن هو التدخل من أي جهة مسؤولة لإنقاذنا”.
مشاركة :