كعادة آرائه التي تحرك الساكن، وتثير العديد من الحوارات التي تصل حدّ الجدل في كثير من الأحايين، يلفت الناقد السعودي والأكاديمي عبدالله الغذامي نظر المتابع والمهتم ليس السعودي فقط، ولكن العربي أيضاً إلى آرائه التي يُسلّم بها بعض متابعيه دون تدقيق، ويتعارض معها آخرون، لتدخل دائرة الفحص والتدقيق.هذه المرة، أثار الرأي الذي نسبه الشاعر العراقي زكي العلي للناقد والأكاديمي السعودي عبدالله الغذامي الجدل في «تويتر» بين عدد من الأدباء العرب، والمهتمين، إذ اعتبر الناقد الغذامي (بحسب العلي) أنّ من أهم أسباب نشوء حركة الشعر الحر في العراق وجود قامة شعرية لا يمكن تجاوزها اسمها محمد مهدي الجواهري؛ لذلك عمد شعراء العراق إلى ابتكار منطقة للإبداع الشعري خارج أسوار مملكة الجواهري الشعرية التي شيدتها الكلمات والقوافي.العلي أكد أنّ رأي الغذامي هذا لافت وغريب وجدلي في آن!الشاعر السعودي محمد جبر الحربي رأى ابتداءً أنّ هذا افتراض غير صحيح ؛لأنّ مقدمات الشعر الحديث بدأت في العراق قبل الأربعينات بكثير، وتساءل الحربي: لو طبّق هذا على بقية الدول العربية هل سيثبت؟!وأضاف، كتب محمد حسن عواد الشعر الحديث في السعودية في الثلاثينات. ثم ماذا عن لبنان وسورية ومصر واليمن والبردوني؟!هذا تضييق أمر واسع وعدم معرفة بالعراق، أما من ناحية الجواهري ففي العراق ألف جواهري وألف شاعر بحجمه لكن لا يوجد إلاّ سيّاب عربي واحد في تجديده وسبقهِ وفرادته، وعدّ الحربي أنّ هذه وجهة نظر شخصية وذائقة خاصة مؤكداً تقديره للغذامي!فيما رأى متابع آخر أنّ الحركة الشعرية الحديثة في العراق سبقت الجواهري بكثير، إلاّ أن مواكبته للأحداث التي مرّ بها العراق والعالم العربي والعالم، ومخاطبته الجمهور مباشرة بأسلوب منبري لافت، وملكته الشعرية الهائلة وعاطفته الجياشة ساهمت في مد عمر القصيدة العمودية.إبراهيم الدعجاني رأى أنّ هذا الرأي اختزال مبتذل للحركة الشعرية المتميزة في العراق، وريادتها للحركات الشعرية العربية وما تحمله من جذور عميقة في تاريخ الشعر العربي، الدعجاني أكد أنّ الجواهري كان إحدى ثمرات الحراك وليس منشأه، وهذا لا يقلل من شاعرية الجواهري بل يزيده فضلاً على فضل.فيما رأى حسين السياب أنّ هذا قد يكون أحد الأسباب، لكن ليس هو السبب الرئيسي حسب ما يعتقد. وأضاف: ثورة الشعر في العراق ارتبطت بالسياب العظيم ونازك الشاعرة المميزة والبعض من جيلهم الفذ. ومع ذلك رأي الأستاذ عبدالله الغذامي لافت وغريب وجدلي!فيما اتفق الشاعر دخيل الخليفة مع رأي الشاعر محمد جبر الحربي، وأضاف: هناك شعراء عمود كبار في العراق قبل وبعد الجواهري، وحركة الشعر الحديث كانت من إفرازات مرحلة ثورية شاملة بدأت بدخول التيارات الفكرية ونشوء حراك اجتماعي وثقافي عربي، وتأثر بالأدب الغربي الذي سبقنا في تجاوز الشكل.< Previous PageNext Page >
مشاركة :