أرملة «داعشي» في شرق سوريا: لم أصدق أنني تخلصت منه

  • 3/4/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم أصدق أنني تخلّصت منه ومن ظلمه وبطشه»، بهذه الكلمات بدأت «ع.أ»، إحدى القاصرات من زوجات مقاتلي تنظيم «داعش» حديثها لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان». تقطن «ع.أ» في منطقة «رميلة» الحي الشعبي الأكبر في مركز مدينة الرقة، «عاصمة» التنظيم سابقاً، وهي الكبرى بين أخواتها الست، حيث غلب على نمط حياتهن الطابع العشائري ومسألة الزواج المبكر، وكان زواجها الأول من«م.أ»، أحد عناصر التنظيم في «جيش الخلافة». تقول عائشة في حديثها لـ«المرصد» إنه «خلال عام 2013، حيث كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، خطبني أحد أقاربي (م.أ). كان زواجي بحسب الأعراف، حيث جرت العادة أن تتزوج الأنثى فور بلوغها مبلغ النساء، وكان والدي يعمل في سوق الغنم وذا مردود مادي ضعيف. كان زوجي الأول كثير الغياب عن المنزل، بحكم أنه مقاتل في (جيش داعش) في جبهة تل أبيض، حيث استمر زواجنا لمدة ثلاث سنوات، وأنجبت خلالها ثلاثة أطفال، كانت معاملته فظة وكثير الغضب والضرب، ويعنفني دائماً أثناء إجازته». خلال عام 2016، وأثناء معارك تل أبيض، أبلغها «مكتب شؤون المجاهدين» بمقتل زوجها «أبو حسن»؛ فكان خبر مقتله بالنسبة لها، و«كأنني خرجت من السجن وتحررت من غياهب الجب». تومئ قليلاً بنظراتها، وتسترسل في حديثها بالقول: «فرحتي لم تكتمل. بعد خروجي من العدة خطبني أخو شقيق زوجي (أبو يوسف الأنصاري)، وهو عنصر بالتنظيم أيضاً، لكنني لم أوافق، وتحججتُ بحجج واهية أمام والدي، مثل أنني أعتبره أخي، ولا أستطيع بعد زوجي الزواج. لكن جميع محاولاتي الرفض باءت بالفشل، وأُجبرت على الزواج الثاني، وكان زوجي الجديد مقاتلاً في سرايا ما يُسمى بـ(جيش الولاية) بالتنظيم، وأنجبت منه ثلاثة أطفال أيضاً، خلال عامي 2016 و2017، أثناء معارك تحرير الرقة وبالتحديد في منطقة رميلة، أُصيب زوجي في قدمه، وبعد أَسْره تم نقله إلى مشفى تل أبيض وعلاجه، تم سجنه في سجن عايد بالطبقة وأفرج عنه في 2019». وتتابع «ع.أ» حياتها حالياً، وهي أم لستة أطفال، ثلاثة من زوجها الأول، وثلاثة من الثاني. وخضعت لعدة دورات وورشات إعادة تأهيل ودعم نفسي، حالها كحال العديد من قاصرات الرقة ممن كانوا ضحية، حسب «المرصد». وفي أوائل مارس (آذار) من عام 2013، سيطرت الفصائل المعارضة وتنظيم «جبهة النصرة» على مدينة الرقة التي كانت أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سيطرة قوات النظام آنذاك، لتندلع معارك عنيفة في بداية 2014 بين الفصائل المذكورة أعلاه وتنظيم «داعش»، انتهت بفرض التنظيم سيطرته الكاملة على المدينة، في منتصف يناير (كانون الثاني) في عام 2014، لتقوم بعدها قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على مدينة الرقة، مدعومة بقوات التحالف الدولي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017.

مشاركة :