أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا تعتزم مواصلة القتال بلا هوادة ضد مقاتلي التشكيلات القومية خلال العملية الخاصة لحماية دونباس. وشدد بوتين في محادثة هاتفية مع ماكرون على أن "مهام العملية العسكرية الخاصة ستُنفذ على أي حال، وأن محاولات كسب الوقت من خلال إطالة أمد المفاوضات لن تؤدي إلا إلى مطالب إضافية في موقفنا التفاوضي". وأضاف أن "القوات المسلحة الروسية تبذل كل ما في وسعها خلال العملية الخاصة للحفاظ على حياة المدنيين". ووفقا لبيان الكرملين، فقد دعا بوتين الرئيس الفرنسي إلى الانضمام لجهود ضمان الإجلاء الآمن للمواطنين الأجانب من أراضي أوكرانيا. وأوضح البيان أن ماكرون تعهد خلال محادثة مع بوتين "بالعمل مع كييف بشأن الطلاب الهنود المحتجزين كرهائن في مدينة خاركوف". وكان قصر الإليزيه قال في بيان له، إن ماكرون أجرى مكالمة هاتفية مع بوتين استمرت 90 دقيقة، هي الثالثة بين الرئيسين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي. على صعيد متصل كشف رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي الجنرال ميخائيل ميزينتسيف النقاب عن توجه السلطات البريطانية بطلب إلى موسكو للمساعدة في إجلاء مواطنين بريطانيين من أوكرانيا. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ميزينتسيف قوله إن "بريطانيا طلبت من وزارة الدفاع الروسية المساعدة في إجلاء 10 مواطنين من رعاياها من العاصمة كييف ومدينة ماريوبيل (جنوبي شرق أوكرانيا)". وأعرب ميزينتسيف عن استعداد الجانب الروسي لفتح "ممرات إنسانية" لمساعدة الراغبين في الانتقال إلى مناطق آمنة متهما من وصفهم "بالقوميين المتعصبين" بإعاقة إجلاء حوالي ستة آلاف شخص من الهند وفيتنام والصين من مدينة (خاركيف) شرقي أوكرانيا. لافروف: مستعدون للحوار.. لمعالجة النزاع أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الخميس عن استعداد بلاده للحوار بهدف معالجة النزاع في أوكرانيا قائلا إن "جميع النزاعات تنتهي بالاتفاقيات ولكن الأمر لا يعتمد على روسيا وحدها". ودعا لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو إلى عدم النظر إلى التطورات في أوكرانيا بمعزل عن جدلية العلاقة مع الغرب خلال الأعوام ال 30 الماضية متهما في هذا السياق حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنه "يحاول أن يفرض هيمنته الأمنية على أوروبا" كما اتهم الولايات المتحدة بأنها "تريد أن تتحكم بأوروبا". وذكر أن بلاده "ستواصل" العملية العسكرية التي تنفذها في أوكرانيا "ولن تسمح بالحفاظ على القدرات العسكرية التي تهدد روسيا هناك" مضيفا أن واشنطن "قلقة للغاية على مصير المختبرات الحربية التي أقامتها في الأراضي الأوكرانية". كما وجه الوزير الروسي اتهامات للدول الغربية بأنها "تؤجج الحديث عن المواجهة النووية" مشيرا إلى أن موسكو "لم تهدد باللجوء إلى الأسلحة النووية". وبدأت روسيا فجر ال24 من فبراير الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا وسط إدانات واسعة النطاق من الدول الغربية والحلف الأطلسي استتبعها فرض سلسلة من العقوبات على روسيا ومؤسساتها.
مشاركة :