سجلت قيمة القروض الشاملة غير المسددة التي قدمتها المؤسسات المصرفية إلى الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، أكثر من 19.1 تريليون يوان "بنحو 3.02 تريليون دولار" بنهاية العام الماضي، بزيادة 24.9 في المائة على أساس سنوي. وقالت لجنة تنظيم المصارف والتأمين الصينية "إن الحكومة قدمت مزيدا من القروض الشاملة الموجهة إلى الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر مع معدلات فائدة منخفضة". وأوضح قوه شو تشينج رئيس اللجنة، خلال مؤتمر، أنه على مدار الأعوام الأربعة السالفة تجاوز متوسط معدل نمو القروض الشاملة للشركات الصغيرة والمتناهية الصغر 25 في المائة، فيما تم على نحو تراكمي خفض معدلات الفائدة بواقع نقطتين مئويتين. وأضاف أنه "في 2021 شهد حجم القروض الشاملة التي قدمتها أكبر خمسة مصارف في البلاد إلى الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، ارتفاعا 41.4 في المائة". وأشار إلى أنه مع الاستغلال الأمثل للمزايا التكنولوجية، عززت المصارف الكبيرة والمتوسطة أيضا قدرتها على خدمة المناطق النائية، حيث تم تقديم ما إجماليه 4.7 تريليون يوان "741.9 مليار دولار" من صناديق الحماية من المخاطر إلى أكثر من 180 مليون أسرة ريفية. وأوضح قوه أنه مع التنمية المتسارعة للخدمات المالية الابتكارية مثل التأمين عبر الإنترنت والائتمان الرقمي، شهدت البلاد غطاء موسعا ومزيدا من القروض الشاملة الموجهة. وتبدأ الصين العمل على تحسين إطارها التنظيمي للسياسات النقدية والسياسات الاحترازية الكلية، كجزء من الجهود المبذولة لتكثيف التعديلات لمواجهة التقلبات الدورية والحد من انتشار المخاطر، وفقا للبنك المركزي. وقال بنك الشعب الصيني في مؤتمر بالفيديو عن عمله في 2022، "إنه ينبغي تعزيز المراقبة والتقييم والإنذارات المبكرة للمخاطر النظامية"، داعيا إلى إشراف إضافي على البنوك ذات الأهمية النظامية بطريقة منظمة. وقال "إنه يجب وضع إطار للتقييم والإشراف لشركات التأمين ذات الأهمية النظامية"، مضيفا أن "إدارة الوصول للشركات المالية القابضة يجب أن تكون متوافقة مع القوانين واللوائح". كما تعهد بنك الشعب الصيني بتحسين التنسيق بين سياسات العملة المحلية والأجنبية، فضلا عن تحسين التجارة وتسهيل الاستثمار. وفي سياق الشأن الصيني، سجلت وتيرة نمو نشاط قطاع الخدمات في الصين تباطؤا ملحوظا خلال شباط (فبراير) الماضي، حيث تراجع مؤشر مديري مشتريات القطاع إلى 50.2 نقطة، مقابل 51.4 نقطة خلال كانون الثاني (يناير) الماضي. وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط للقطاع، وفقا لـ"الألمانية". وبحسب أعضاء لجنة مسح القطاع في مؤسسة كايشين للبيانات والإعلام، فإن استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد وإجراءات الحد من انتشار الفيروس عرقلت النشاط الاقتصادي. كما أثرت إجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك القيود على السفر، أيضا في طلب العملاء الذي سجل تراجعا لأول مرة منذ ستة أشهر. ورغم أن التراجع كان بسيطا، فإنه كان الأسرع في إجمالي الأعمال الجديدة منذ نيسان (أبريل) 2020. كما أظهر التقرير استقرار المؤشر المجمع لمديري مشتريات قطاعي التصنيع والخدمات عند مستوى 50.1 نقطة خلال شباط (فبراير) الماضي. إلى ذلك، تراجعت أسعار الفائدة على القروض بين البنوك "إنتربنك" في الصين إلى أقل مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع مع تراجع معدلات الإقراض بين البنوك في ظل وفرة السيولة في النظام المصرفي، كما يتضح في إجراءات بنك الشعب "المركزي" الصيني لامتصاص السيولة من السوق. وارتفع سعر اليوان الصيني في الداخل، مع تأكيدات "بلومبيرج" تراجع سعر الفائدة على قروض الإنتربنك "ريبو" لليلة الواحدة بمقدار 13 نقطة أساس إلى 1.73 في المائة أمس، وهو أقل مستوى له منذ العاشر من شباط (فبراير) الماضي. وتراجعت الفائدة على قروض "سبعة الأيام" بمقدار أربع نقاط أساس إلى 1.97 في المائة، وبحسب تقديرات وكالة "بلومبيرج"، فإن البنك المركزي الياباني سحب من النظام المصرفي نحو 190 مليار يوان. وسيحتاج البنك المركزي إلى ترحيل أكثر من 1.2 تريليون يوان من أدوات ضخ السيولة التي تستحق السداد خلال الشهر الحالي، إذا كان يريد الحفاظ على أداء النظام المصرفي. في السياق، حث رئيس أكبر شركة مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، الحكومة الصينية على تعزيز سلسلة توريد الليثيوم، بالوضع في الحسبان خطر نقص المكون الرئيس جراء تسارع الطلب في ظل زيادة تبني السيارات الكهربائية. وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن زينج يوكون، رئيس شركة كونتمبوراري أمبريكس تكنولوجي، قدم أربعة مقترحات لجلسة برلمانية سنوية صينية. وأفاد بيان للشركة بأن المقترحات تشمل تسريع استكشاف وتطوير موارد الليثيوم وتشجيع البحث العلمي والتكنولوجي المستقل وتحسين مستوى إعادة تدوير الموارد. يشار إلى أن زينج هو ممثل المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وهو كيان استشاري من مندوبي الحزب والأفراد من المجالات الفنية والتجارية والقانونية. وارتفع سعر الليثيوم وهو مادة رئيسة في بطاريات المركبات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، العام الجاري بعدما تضاعفت أربع مرات في 2021، وسجلت كاربونات الليثيوم في الصين رقما قياسيا مرتفعا، ما يضيف إلى مكسب بقيمة أكثر من 400 في المائة، في 2021 بدوره قال جو ويمين، المتحدث باسم الجلسة السنوية للمؤتمر الاستشاري السياسي، الدورة السنوية، وهو أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، في إيجاز صحافي، "إن البلاد ستراقب التطور الوبائي الداخلي والخارجي من كثب، وستتبنى سياسات كوفيد، مستهدفة للسيطرة على الجائحة بتكاليف اجتماعية أقل". ومن المقرر أن تضمن سياسة كورونا الخاصة بالصين تطورا اقتصاديا واجتماعيا مستقرا، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء. وأدلى جو بتصريحاته ردا على سؤال بشأن إذا ما كانت الصين ستتخلى عن سياسة صفر كوفيد؟
مشاركة :