من المقرر أن تظل عمليات ضخ الغاز الطبيعي الروسي إلى سلوفاكيا عبر طريق رئيس يمر في أوكرانيا، مرتفعة بحسب ما ورد في بيانات أصدرتها شركة "يوستريم" المشغلة لخط أنابيب الغاز. وذكرت وكالة بلومبيرج للأنباء أمس، أنه من المتوقع أن تبلغ إمدادات الغاز عبر محطة "فيلكي كابوشاني" الواقعة في سلوفاكيا، نحو 83 مليون متر مكعب في اليوم، بناء على الطلب المرتفع عليها. ومن المتوقع أن يصل إجمالي حجم الغاز الروسي الذي يدخل أوكرانيا عبر محطتي سودجا وسوخرانوفكا الواقعتين على الحدود، إلى 109.5 مليون متر مكعب في اليوم، وهو معدل مستقر وفقا لمستويات اليوم السابق. وتأتي كميات تدفق الغاز الطبيعي بناء على الطلبات التي نشرتها الشركة الأوكرانية المشغلة لخط أنابيب الغاز في الساعة 07:25 صباحا بالتوقيت المحلي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أوروبا يمكنها أن تقلل استيراد الغاز الروسي بأكثر من الثلث خلال عام وأعلنت الوكالة خطة من عشر نقاط لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي. وقال فاتح بيرول الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "لم يعد أحد لديه أي أوهام، استغلال روسيا لمواردها من الغاز الطبيعي كسلاح اقتصادي وسياسي يظهر حاجة أوروبا الملحة إلى التحرك بسرعة لتكون مستعدة لمواجهة غموض كبير يكتنف إمدادات الغاز الروسية للشتاء المقبل". وتعتمد أوروبا في العادة على روسيا في الحصول على نحو 40 في المائة من احتياجاتها من الغاز. وظلت الإمدادات مستقرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا لكن الأسعار ارتفعت لمستويات قياسية بسبب مخاوف من أن تقلص موسكو الإمدادات بشدة أو أن تستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي عليها صادرات الطاقة. وأكدت الحكومة الألمانية أخيرا، استعدادها للتعامل مع أي توقف لصادرات الغاز الروسية، مع توجه بتمديد فترة عمل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في ألمانيا من أجل جعل البلاد أكثر استقلالية عن موسكو فيما يتعلق بسياسة الطاقة. وقال روبرت هابيك وزير الاقتصاد الألماني المنتمي إلى حزب الخضر في تصريحات "هنا يجب أن تتغلب البراجماتية على أي قرار سياسي، يجب ضمان أمن الإمدادات، الأمن أكثر أهمية من حماية المناخ، مشيرا في المقابل إلى أنه على المدى المتوسط تتساوى الأهمية بين الاستقلال في سياسة الطاقة وإنتاج الطاقة على نحو محايد مناخيا. وأوضح أنه كلما زاد اعتماد ألمانيا على مصادر الطاقة الخاصة بها، زادت سيادة الدولة في رد فعلها في السياسة الخارجية، وفقا لـ"الألمانية". وقال هابيك "إن الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية زاد في الأعوام الأخيرة، لقد وضعنا أنفسنا في الزاوية، في المقابل أنه حتى لو أوقفت روسيا إمداداتها من الغاز، فإن ألمانيا مستعدة لمواجهة ذلك خلال الشتاء الجاري والصيف المقبل، سنتجاوز ذلك بشكل جيد". وقال "سنتخذ أيضا الاحتياطات لأسوأ وضع ممكن وهو ما لم يحدث بعد لأن الروس لم يتوقفوا عن إمدادنا بالغاز". وأضاف أنه في حالة حدوث الأسوأ فإنه يمكن لبرلين الإبقاء على "محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على نحو احتياطي وربما حتى الاستمرار في تشغيلها" لكنها ملتزمة بالانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة في الأجل المتوسط. وذكر هابيك، الذي سافر إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات سياسية الإثنين، أنه في واشنطن صار ينظر إلى ألمانيا على أنها شريك قوي بعد التحول الذي قامت به في سياسة الدفاع، مضيفا أن الولايات المتحدة وأوروبا تناضلان من أجل القيم نفسها - حتى لو كانت للولايات المتحدة مصلحة قوية خاصة بها في سياسة التجارة والطاقة. وستخصص ألمانيا مبلغا استثنائيا بقيمة 1.5 مليار يورو لشراء الغاز الطبيعي المسال في أقرب وقت بهدف ضمان إمداداتها من الطاقة في إطار الحرب في أوكرانيا.
مشاركة :