اختُتِمَت اليوم أعمال مُنتدى “دراسات” السنوي الخامس والمُلتقى الثاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للرابطة الدولية لاقتصاديات الطاقة (IAEE)، المُقام على مدى يومين ضمن شراكة بين مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك”، والرابطة الدولية والجمعية السعودية لاقتصاديات الطاقة (SAEE)، برعايةٍ من الشركة القابضة للنفط والغاز في مملكة البحرين ومركز “كابسارك”. وأكد المُشاركون في المُنتدى على ضرورة استخدام التقنيات الخضراء في مجال استخراج النفط الخام في عصر الاستدامة، وأهمية الانتقال من الاستراتيجيات الوطنية للطاقة إلى الاستراتيجيات الإقليمية الأكثر شمولية، التي سيكون لها مردودٌ كبيرٌ في عملية التنمية البيئية والاقتصادية لدول المنطقة. كما نوه المُشاركون إلى أهمية عدم التخلي الكامل عن الوقود الأحفوري والعمل به كمكملٍ للاستثمار في مجال الطاقة، علاوةً على تطوير تقنيات استخراجه وتخزينه التي سوف تُسهم في خفض الانبعاثات بنسبٍ كبيرةٍ. واستعرض سعادة السيد مارك توماس الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات الطاقة التابعة للشركة القابضة للنفط والغاز في مملكة البحرين آفاق مُستقبل الطاقة المحلية، حيث بيّن أن انتقال مملكة البحرين في مجال الطاقة سيتطلب واردات من الطاقة المُتجددة، إذ لن يستمر مخزون النفط المحلي لقرنٍ آخر، مما يجعل الموارد المُتجددة للطاقة هي الخيار الأنسب للمضيّ ُقدماً. . وذكر سعادة السيد توماس أن مملكة البحرين تُعدُ حالياً دراسة جدوى لجمع وتخزين ثاني أكسيد الكربون وإعادة استخدامه في استخراج وتكرير النفط، في محاولة لتقليل الانبعاثات. وفي الجلسة الرابعة من المُنتدى بعنوان “الاستخدامات الخضراء للوقود الأحفوري في عصر الاستدامة”، وتحدث فيها كلٌّ من الأستاذة مريم سلمان، مُستشارة أسواق النفط لدى قمر للطاقة بدولة الإمارات العربية المُتحدة، وآدم سيمنسكي، مُستشار أول لمجلس أمناء مركز “كابسارك”، والدكتور جواد الخراز، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المُتجددة وكفاءة الطاقة بجمهورية مصر العربية. وتناول المُتحدثون في نقاشاتهم الاستخدامات الأساسية للنفط المُستمرة في المجالات الصناعية والخدمية في ظل تطبيق سياسات الملاءمة البيئية، ونسب نجاحها الواعد في تقليل الانبعاثات وإطالة الأمد النسبي لجدوى استمرار استغلال الوقود الأحفوري، مع التوجهات الواعدة في التقليل التدريجي للاعتماد على النفط وإدخال الموارد البديلة والمُتجددة، مع استعراض لأمثلة من التجارب الناجحة نسبياً التي تبنتها دولٌ ومؤسسات. وقام سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات”، بتوزيع الدروع التذكارية على المُتحدثين والمُشاركين، وأعلن سعادة الدكتور ماجد المنيف، رئيس الجمعية السعودية لاقتصاديات الطاقة (SAEE)، عن استضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر الدولي الرابع والأربعين للرابطة الدولية لاقتصاديات الطاقة (IAEE) للمرة الأولى في المنطقة، وذلك في الفترة من 4 إلى 8 فبراير 2023م، الذي سيُقام تزامناً مع المؤتمر الإقليمي، ويحمل شعار “المسارات نحو طاقةٍ نظيفةٍ ومُستقرةٍ ومُستدامة”، ويُغطي قُرابة الثمانية عشر موضوعاً. وانتهت مُجريات المُنتدى بجلستين مُتزامنتين نوقشت فيهما قضايا أسواق النفط العالمية من جهة، وتغير المُناخ والهيدروجين من جهةٍ أخرى.
مشاركة :