حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الخميس من حرب نووية يجري التحضير لها من قبل الزعماء الغربيين، مشيرا إلى رفض موسكو سياسة "ليّ الذراع". وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "الكل يعلم أن حربا عالمية ثالثة لا يمكن أن تكون إلا نووية، لكنني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن تلك الفكرة هي في أذهان السياسيين الغربيين وليس في أذهان الروس"، مشيرا إلى أنه يجري التخطيط لـ"حرب فعلية" ضد موسكو. وأضاف لافروف "أؤكد لكم أننا لن نسمح لأي استفزاز بأن يفقدنا توازننا"، مشيرا إلى أن روسيا لا تشعر بأنها في عزلة سياسية. ولفت إلى التصريحات الأخيرة لنظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والبريطانية ليز تراس، اللذين أشارا إلى قوة الردع النووية وخطر اندلاع حرب مع روسيا. وقال "إذا كان البعض يضعون خطة حرب فعلية ضدنا، وأعتقد أنهم كذلك، عليهم التفكير مليا"، مؤكدا "لن نسمح لأحد بزعزعة استقرارنا". وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد وضع قوة الردع النووية التابعة للجيش الروسي في حال تأهب، في قرار تسبب في صدمة حول العالم، مع احتجاج العديد من العواصم على هذا التصعيد الجديد في الصراع. واتهم لافروف "الولايات المتحدة باستخدام سياسة ليّ الأذرع في الأمم المتحدة، للتصويت على قرارات ضد روسيا"، محمّلا الغرب المسؤولية عن التصعيد، ووصف ردود الفعل على عمليات بلاده في أوكرانيا بـ"الهستيريا". وأضاف لافروف أنه لا يشك في إمكانية التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، وأن جولة جديدة من المحادثات ستبدأ بين مسؤولين أوكرانيين وروس. لكنه قال إن الحوار بين روسيا والغرب يجب أن يستند على الاحترام المتبادل، واتهم حلف شمال الأطلسي بالسعي للحفاظ على تفوقه، قائلا إن رغم نوايا روسيا الطيبة فإنها لا تستطيع أن تدع أي طرف يقوض مصالحها. وأكد أن موسكو لن تسمح بوجود بنية تحتية في أوكرانيا تشكل تهديدا لبلاده. وأضاف لافروف للتلفزيون الرسمي أن موسكو مقتنعة بأنها على صواب في مواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا، مشيرا إلى أن بلاده لا يمكن أن تسمح بوجود ما وصفه بتهديد عسكري من أوكرانيا. وتابع "الأميركيون قاموا بغزو العراق البعيد عنهم، بحجة تهديد أمنهم القومي، والآن ينكرون على روسيا تدخلها في أوكرانيا القريبة منها". واتهم مسؤولون أوكرانيون القوات الروسية باستهداف مناطق مدنية، لكن لافروف قال إن القوات الروسية لديها أوامر مشددة باستخدام أسلحة عالية الدقة لتدمير البنية التحتية العسكرية. وأضاف لافروف، دون أن يقدم دليلا، أن روسيا لديها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة قلقة من احتمال فقدان السيطرة على ما وصفه بمعامل كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا، كما اتهم بريطانيا ببناء قواعد عسكرية هناك. وتستعد أوكرانيا لاستقبال شحنات أسلحة جديدة من ألمانيا والنرويج، وفق ما ذكرت وكالتي الأنباء الألمانية والنرويجية. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها بأن ألمانيا وافقت على إرسال 2700 صاروخ مضاد للطائرات إلى أوكرانيا. ونقلت الوكالة الخميس، عن مصادر من وزارة الاقتصاد الألمانية لم تكشف عن هوياتها، أن الأسلحة عبارة عن صواريخ سوفياتية الصنع أرض – جو تحمل على الكتف من طراز "ستريلا"، وهي من بقايا إمدادات جيش ألمانيا الشرقية. وتراجعت ألمانيا عن رفضها السابق لتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة الأسبوع الماضي، بعد الغزو الروسي. وسمحت برلين بالفعل بإرسال 1000 سلاح مضاد للدبابات، و500 صاروخ "ستينغر" أرض – جو من مخزونات الجيش الألماني إلى أوكرانيا بأقصى سرعة ممكنة. كما تم التصريح لكل من هولندا وإستونيا، العضوين بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بتوريد أسلحة إلى أوكرانيا تنحدر من إنتاج ألماني أو من مخزونات قديمة تخص جمهورية ألمانيا الديمقراطية. كما أقلعت من النرويج طائرة نقل من طراز "هيركوليز سي 130" مزودة بنحو 2000 صاروخ مضاد للدبابات لصالح أوكرانيا. وتهدف الأسلحة إلى مساعدة القوات الأوكرانية في مقاومة الغزو الروسي، الذي بدأ الأسبوع الماضي. وقالت وكالة الأنباء الوطنية النرويجية "أن.تي.بي" إن الشحنة تم إرسالها من أوسلو الخميس إلى دولة ثالثة قبل نقلها إلى أوكرانيا.
مشاركة :