الرئيس الأوكراني يلعب على الوتر الديني لحشد دعم اليهود

  • 3/4/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كييف/القدس - نجح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى حد ما في حشد الدعم الدولي لبلاده في مواجهة الغزو الروسي كما تمكن محليا من تجييش المشاعر القومية لدفع الأوكرانيين لحمل السلاح ضد القوات الروسية ما أبطأ تقدمها في الأيام الأولى للاجتياح. ولمزيد إثارة لتعاطف الدولي معه ولقناعته بالنفوذ الذي يتمتع به معظم اليهود في العالم، ركز زيلينسكي على انتمائه للدين اليهودي وهي ورقة أخرى يواجه بها اتهامات نظيره الروسي للنخبة الأوكرانية الحاكمة بأنهم 'نازيزن جدد'. وتعرض اليهود في عهد الحكم النازي للاضطهاد ولما يعرف بـ'الهولوكست' وهي إبادة جماعية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية قُتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي أوروبي على يد ألمانيا النازية وحلفائها. وحضّ زيلينسكي في منشور له باللغة العبرية على وسائل التواصل الاجتماعي، اليهود في جميع أنحاء العالم على رفع الصوت ضد الغزو الروسي لبلاده، في خطو إضافية لحشد المزيد من الدعم لبلاده. وسبق للرئيس الأوكراني البالغ من العمر 44 عاما أن صرح بأنه يعتبر أن الدين مسألة شخصية، وقال في مقابلة مع موقع "تايمز" في 2020، إنه نشأ "بتربية يهودية عادية"، مشيرا إلى أن "معظم العائلات اليهودية في الاتحاد السوفييتي لم تكن متدينة". وخلال حملته الرئاسية قبل ثلاث سنوات، وصف إيمانه بأنه "الجزء العشرون" في أولويات حياته. ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من أسبوع، أثبت الممثل الكوميدي الذي تحول إلى زعيم في زمن الحرب، نجاحا هائلا في حشد الدعم لبلده من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي اشتمل بعضها على إشارات صريحة ليهوديته. وبعد هجوم صاروخي روسي استهدف الأربعاء برج التلفزيون في كييف القريب من موقع بابي يار الذي شهد مذبحة لليهود على أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، كتب زيلينسكي على موقع تيلغرام بالعبرية، أن له عائلة في إسرائيل وأنه زارها مرات عدة. وقال "أنا أخاطب الآن جميع يهود العالم. ألا ترون ما يحدث؟ لهذا السبب، من المهم جدا ألا يلزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن"، مضيفا "النازية ولدت وسط الصمت. لذلك ارفعوا الصوت حيال قتل المدنيين. ارفعوا الصوت حيال قتل الأوكرانيين". وخلال مؤتمر صحافي الخميس، قال زيلينسكي إنه ممتن "للصورة الجميلة لأشخاص لفوا أنفسهم بعلم أوكرانيا عند حائط المبكى" في القدس، وهو الموقع الذي يعتبره اليهود أقدس مكان في العالم ويؤدون الصلاة فيه، لكنه أضاف أنه لا يشعر "أن الحكومة الإسرائيلية لفّت نفسها بالعلم الأوكراني". وتبدو تلك المنشورات محاولة واضحة لحشد الدعم للقضية الأوكرانية بين اليهود وخصوصا داخل إسرائيل حيث تجنب رئيس الوزراء نفتالي بينيت الإدلاء بإدانات قوية لروسيا، سعيا للحفاظ على العلاقات الأمنية الحساسة مع موسكو. وتحدثت تقارير إعلامية عن رفض إسرائيل إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا على الرغم من طلبات عديدة من كييف. ويقول المنشق البارز من الحقبة السوفييتية ناثان شارانسكي الذي يعرف الرئيس الأوكراني شخصيا، إن "يهودية زيلينسكي مهمة بالنسبة له"، وإن ما يقوم به ليس مجرد تكتيك. ويضيف شارانسكي الذي أمضى سنوات في "معتقل سيبيريا" السوفييتي بعد اتهامه بالخيانة بسبب طلبه إذنا للانتقال للعيش في إسرائيل، إن الرئيس الأوكراني "ليس يهوديا يخفي يهوديته وليس يهوديا يبحث عن هوية أخرى"، مشيرا إلى أنه لم يتحدث إلى زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي، لكنه تحدث مع رئيس ديوان الرئاسة في الأيام الأخيرة. وشارنسكي مولود في أوكرانيا وأطلق سراحه عام 1986 وهاجر بعدها إلى إسرائيل حيث تقلد مواقع عديدة منها وزير الاستيعاب والهجرة ووزير مكافحة معاداة السامية. ويشير شارانسكي إلى أن "فولودمير زيلينسكي جزء من تقليد طويل لليهود الذين واجهوا الموت في تاريخ أوروبا الشرقية لوقوفهم في وجه الاستبداد". وتابع "الدور الفريد الذي يلعبه زيلينسكي في توحيد الأمة الأوكرانية، دون إخفاء هويته اليهودية، يمكن أن يساعد بالتأكيد في التغلب على العديد من الأفكار المسبقة"، لا سيما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أعلن أن الهدف من هجومه على أوكرانيا هو تنظيفها من "النازيين". وترى ليزا موريس، الأستاذة المحاضرة في قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب، أن موقف زيلينسكي يندرج أيضا في إطار تقليد يهودي آخر. وقالت "لدينا تقليد ديفيد وجالوت: نحن دائما هذا الرجل الصغير في مواجهة الرجل الضخم"، مضيفة "كل أبطالنا حتى أبطال الجيش، يقاتلون ليس لأنهم يريدون القتال، ليس لأنهم عدوانيون، ولكن لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. وهذا تقليد قوي حقا في اليهودية". وذكرت وكالة 'تلغراف' الإخبارية اليهودية التي أنشئت قبل مئة عام لتغطي الشؤون اليهودية، هذا الأسبوع، أن "قيادة زيلينسكي تجد صدى لدى اليهود في جميع أنحاء العالم"، مستشهدة بمجموعة متنوعة من الكتّاب اليهود الذين يحييون تحديه الجيش الروسي. وكتبت الكاتبة والفنانة البارزة مولي كرابابل في تغريدة على حسابها على تويتر، "كيهودية من المستحيل ألا أشعر بالفخر بشجاعة وكرامة وصلابة زيلينسكي في هذا الوقت".

مشاركة :