أوضح الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور سعد الشريف، أن الغبار والعواصف الرملية أو الرعدية هي إحدى مثيرات الربو المعروفة، وقد تؤدي لحدوث نوبات ربو شديدة مهددة للحياة، لا قدر الله. وقال “الشريف”: درس العلماء هذه الظاهرة ووجدوا أن أكثر من نصف الحالات التي أصيبت بنوبات ربو شديدة مهددة للحياة أثناء العواصف والغبار لم يسبق تشخيصهم بالربو، لكن كانوا يشتكون من أعراض تُرجح وجود الربو أو مرضى سبق تشخيصهم بالربو من النوع البسيط لكنهم لم ينتظموا على الأدوية الوقائية. وأضاف: “يعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في المملكة العربية السعودية، وتقدر نسبة الإصابة به بحوالي خمسة ملايين إنسان (تقريباً 14.3% من السكان)، وتشير التقارير إلى أن نسبة الإصابة بالربو في المملكة في ازدياد مستمر نتيجة التغير السريع في نمط الحياة، وتغيير عادات الغذاء، والتعرض لمسببات الحساسية داخل المباني، وكذلك التعرض للعوامل البيئية المؤثرة مثل الغبار، والتلوث البيئي، والعواصف الرملية. وأشار إلى أن التدخين يهيج الشعب الهوائية ويجعل علاج الربو أكثر صعوبة، كما يسبب الكثير من المضاعفات الصحية بشكل عام والأمراض التنفسية بشكل خاص، لذلك ينصح دائمًا بالتوقف عن التدخين. وبين أن تعرض الأطفال للتدخين أحد الأسباب المثبتة علميًا في زيادة خطر إصابتهم بالربو، فرئة الطفل لا تستطيع أثناء فترة النمو أن تحمي نفسها مما تستنشقه بفاعلية كما تفعل رئة البالغ، وحسب نتائج 79 دراسة علمية محكمة، فإنه يرتفع خطر إصابة الأطفال بالربو بنسبة تتراوح بين 21% إلى 85% عند تعرضهم للتدخين السلبي في طفولتهم، لذلك يجب عدم التدخين عند الأطفال. وعن أعراض الربو، أوضح “الشريف”، أن الربو حالة صحية تضيق فيها الشعب الهوائية (مجاري الهواء في الرئتين) بسبب انتفاخ وتورم جدران الشعب الهوائية مع ما قد يصاحبها من زيادة في إفراز المخاط. وتابع: “ينتج عن ذلك أعراض الربو الشائعة ومنها: ضيق النفس (الكتمة)، والكحة، وصفير مع صوت النفس وأحيانًا ألم في الصدر، ولا يشترط وجود جميع هذه الأعراض عند كل مصاب بالربو وبعض المرضى قد يشتكي فقط من عرض واحد، كالكحة مثلاً، وغالبًا ما تزداد الأعراض عند التعرض لأحد المثيرات مثل الهواء البارد، أو الغبار، أو العواصف، أو الدخان، أو المنظفات، وغيرها”. وعن “ما إذا كان يوجد علاج شافٍ للربو؟ أفاد “الشريف”: “يعتبر الربو لدى الكبار من الأمراض المزمنة، ويهدف العلاج لرفع جودة حياة المريض وتحسين الأعراض ومنع حدوث المضاعفات، كما أن التعرف على مثيرات الربو وتجنبها يلعب دورًا فعالًا للسيطرة على المرض؛ حيث تعتبر الأدوية الوقائية حجر الزاوية في عملية العلاج، وقد ينصح باستخدام الأدوية الإسعافية سريعة المفعول عند الشعور بضيق التنفس، حسب توجيهات الطبيب المعالج. ولفت إلى أن عدم الانتظام على الدواء أو عدم استخدام الدواء بالطريقة الصحيحة يعتبر من أهم أسباب فشل العلاج، لذلك من المهم الانتظام على استخدام العلاج والتأكد من صحة طريقة الاستخدام للحصول على الفائدة المرجوة. وأشار الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، إلى أنه مع التقدم العلمي الكبير في علاج الربو، يوجد أدوية بيولوجية آمنة إلى حد كبير وفعالة في كثير من الحالات، ينصح باستخدامها تحت إشراف المختصين بحالات الربو الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الوقائية. وأجاب “الشريف” عن تساؤول هل يمكن أن تؤدي نوبات الربو للوفاة- لا قدر الله-؟ بالقول: غالباً ما يميل مرضى الربو للتقليل من شدة الربو لديهم، فقد أظهرت الدراسات وجود تباين كبير بين شدة الربو بناءً على التقييم الموضوعي حسب الإرشادات الطبية وبين ما يعتقده المريض. وقال: من الصعب التنبؤ بتوقيت وشدة نوبات الربو، فغالبًا ما تحدث نوبات الربو بشكل مفاجئ وبشدة لم يتوقعها المريض. ففي الولايات المتحدة الأمريكية تحدث تقريباً عشر حالات وفاة يوميًا بسبب أزمة الربو الحادة، بالرغم من توفر الخدمات الطبية المتقدمة. أغلب هذه الحالات يمكن تجنبها باتباع العلاجات الوقائية والإرشادات الطبية. وختم “الشريف” تصريحه بتقديم نصائح لمرضى الربو أثناء فترة الغبار؛ تتمثل بإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام وتجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة ولبس الكمامة عند الحاجة للخروج من المنزل وارتداء الكمامة داخل المنزل، إذا كان لا يمكن التحكم بدخول الغبار داخل المنزل. واستخدام أجهزة تنقية الهواء وأجهزة ترطيب الهواء كما ينصح بوضع التكييف على وضع التدوير الذي لا يسمح بدخول الهواء (وبالتالي الغبار) من الخارج، وكذلك الاستمرار بأخذ الأدوية الوقائية للربو حسب توجيهات الطبيب المعالج. والحرص على أن تكون الأدوية الإسعافية سريعة المفعول في متناول اليد، وعند الشعور بضيق التنفس يمكن تناولها حسب توجيهات الطبيب المعالج. والحرص على تجنب التعرض لبقية مثيرات الربو الأخرى، وذلك بحسب صحيفة سبق.
مشاركة :