الإسلام أحاط الأُسرة بسياج حصين

  • 3/5/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي -في خطبة الجمعة-: إن الحقوق في الإسلام مصانة، والمؤمن الحق من يُعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، مِن أجل استقرار حياته وتحقيق التوازن المطلوب، فلا يطغى جانب على جانب. وأضاف أن الإسلام ليقضيَ على كل سنن الجاهلية، وكلِّ دعوى باطلة لها، ومِن هذه الدعاوى: العَصبيةُ القبليةُ التي بيّن الشرع تحريمَها وذمها أشد الذم، قال تعالى: "إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة"، وجعل التقوى هي ميزانُ التفاضل فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". وأوضح أن الدين الإسلامي دعا إلى حماية أعراض الناس وصيانتها، وحرم الاعتداء عليها بما يتوافق مع فطرة الغيرة على العرض، ومن أجل ذلك أحاط الأسرة بسياج حصين يمنع وقوع الرذائل ويكون وقاية من الافتتان كما حذر من الوسائل المؤدية إلى ذلك، وأعظمها الخلوة بالأجنبية قال صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلاّ مع ذي محرم"، ومن الناس من يتساهل في دخول بعض القرابة غير المحارم على النساء مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: "أفرأيت الحمو؟"، قال: "الحمو الموت"، والحمو قرابة الزوج كأخ الزوج وعمه وخاله وغيرهم. وأشار إلى أن من الأمور التي ينبغي ألاّ تغيب عن الأذهان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن فصار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجية له وخلقاً متأدباً بآدابه متخلقاً بأخلاقه مهتدياً بهديه متحليًا بكل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه، ومجتنبًا كل ما استهجنه ونهى عنه، مبيناً أن الأخذ بالأَسباب لا ينافي التوكل على الله؛ فمن الجهل ترك الأخذ بالأسباب بدعوى التوكل على الله، ومن الجهل أيضاً الاعتماد على الأسباب بالكلية والغفلة عن التوكل على الله، وكلا الحالين مذموم والصحيح أن تجمع بين الأمرين، مضيفاً: علينا أن نستشعر حقارةَ الدنيا وزوالَها "وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور"، أي: هي متاع فانٍ غارٌّ لمن ركن إليه فإنه يغتر بها وتعجبه حتى يعتقد أنه لا دار سواها ولا معاد وراءها، مشيراً أن هذا غيض من فيض من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى من خلالها حرصه على نصح أمته ودلالتها إلى سبيل الرشاد وبيان المسالك الموصلة إلى الله جل في علاه.

مشاركة :