مستقبل أمن الطاقة الأوروبي في أعقاب الحرب في أوكرانيا

  • 3/5/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فاقم‭ ‬الهجوم‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التقلب‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭. ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬موسكو‭ ‬أحد‭ ‬المصدرين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬عليها‭ ‬بعض‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬السوق‭.‬ وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجوم‭ ‬مباشرة،‭ ‬بلغت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬105‭ ‬دولارات‭ ‬للبرميل،‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاضها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ظلت‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬مرتفع‭ ‬بلغ‭ ‬98‭,‬18‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭. ‬ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬الأحداث،‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يوم‭ ‬1‭ ‬مارس،‭ ‬فوق‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬للبرميل،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬خام‭ ‬‮«‬برنت‮»‬‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬71‭%‬،‭ ‬ليستقر‭ ‬عند‭ ‬101‭,‬6‭ ‬دولار،‭ ‬وبالمثل،‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬‮«‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬الوسيط»؛‭ ‬بسبب‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬والطلب‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬اقترب‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬للبرميل،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬99‭,‬10‭ ‬دولارًا‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭. ‬وإجمالاً،‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬بنسبة‭ ‬47‭%‬‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي‭ - ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬روسيا‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيسي‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العالم‭ - ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعاره‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭%‬‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬انخفضت‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭%‬،‭ ‬بعد‭ ‬أنباء‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬لم‭ ‬يستهدف‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭.‬ وكان‭ ‬لزيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وصلت‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين‭ ‬إلى‭ ‬1‭,‬51‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬للتر،‭ ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الأعمال‭ ‬‮«‬كواسي‭ ‬كوارتنج‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬البلاد‭ ‬‮«‬عرضة‮»‬‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة،‭ ‬لكنه‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬تواجه‭ ‬‮«‬مشكلة‭ ‬أسعار‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬مشكلة‭ ‬عرض‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تأتي‭ ‬غالبية‭ ‬احتياجات‭ ‬طاقة‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬الشمال،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬روسيا‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬سيمون‭ ‬ويليامز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬راك‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دولار‮ ‬‭ ‬للبرميل‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬‮«‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬الارتفاع؛‭ ‬بسبب‭ ‬شراء‭ ‬تجار‭ ‬التجزئة‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‮»‬‭. ‬وعلقت‭ ‬‮«‬لويز‭ ‬ديكسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريستاد‭ ‬إنرجي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬الهش‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والعقوبات‭ ‬المالية‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‮»‬،‭ ‬سيبقي‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬‮«‬مشتعلة‮»‬،‭ ‬وسعر‭ ‬النفط‭ ‬‮«‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬للبرميل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‮»‬‭.‬ وسلط‭ ‬المراقبون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فرضها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬تجنبت‭ ‬شل‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية،‭ ‬إدراكا‭ ‬أن‭ ‬تدفق‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬والنفط‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مهمًا‭ ‬لأوروبا‭. ‬وقالت‭ ‬‮«‬باتريشيا‭ ‬كوزمان‮»‬،‭ ‬و«إيان‭ ‬تالي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬شدد‭ ‬الغرب‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬يبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهده‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬مصدر‭ ‬لواردات‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬بلاده‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موافقة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكندا‭ ‬على‭ ‬إزالة‭ ‬بنوك‭ ‬روسية‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬سويفت‭ ‬للتعاملات‭ ‬المالية،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬عزل‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الروسي‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شراء‭ ‬الطاقة‭ ‬مازال‭ ‬ممكنًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البنوك‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتضرر‭ ‬بالعقوبات‭.‬ وحول‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬الغرب‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اعتماد‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‮»‬،‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الغربية‭ ‬ضدها‭. ‬وردا‭ ‬على‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العقوبات،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬بن‭ ‬لوكوك‮»‬‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ترافيجورا‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬حزمة‭ ‬عقوبات‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬فوري‭ ‬محدود‭ ‬في‭ ‬تدفقات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬عدم‭ ‬‮«‬التقليل‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬العقوبة،‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ضد‭ ‬الشركات‭ ‬الروسية‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬احتمالية‭ ‬عزل‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسي‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬أوضح‮ ‬‭ ‬‮«‬آدم‭ ‬توز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬كولومبيا‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬نفطية‭ ‬استراتيجية،‭ ‬فإن‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬النمط‭ ‬الإيراني،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬العقوبات‭ ‬الشاملة‭ ‬أن‭ ‬تزعزع‭ ‬استقرار‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وإلحاق‭ ‬أضرار‭ ‬بالغة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تردد‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬قد‭ ‬يتغير‭ ‬بسرعة‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬موسكو‭ ‬المستقبلية‭. ‬وعلقت‭ ‬‮«‬جين‭ ‬ساكي‮»‬،‭ ‬السكرتيرة‭ ‬الصحفية‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬عقوبات‭ ‬الطاقة‭ ‬مطروحة‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬الطاولة،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬إجماع‭ ‬بتقليل‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‮»‬‭. ‬واقترح‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬تصنيف‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬سلع‭ ‬نزاع،‭ ‬يعكس‭ ‬المخاطر‭ ‬السياسية‭ ‬الفعلية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بشرائها،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬ويساعد‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬وفقًا‭ ‬لوضع‭ ‬السوق‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬سيكون‭ ‬للحظر‭ ‬المحتمل‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية،‭ ‬تداعيات‭ ‬اقتصادية‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬موسكو‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬باتريشيا‭ ‬كوزمان‮»‬،‭ ‬و«إيان‭ ‬تالي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الروسي‭ ‬يوفر‭ ‬حوالي‭ ‬40‭%‬‭ ‬من‭ ‬الطلب‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ويشكل‭ ‬بيع‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬إجمالي‭ ‬مبيعات‭ ‬موسكو‭ ‬الخارجية‮»‬‭. ‬وكعلامة‭ ‬محتملة‭ ‬للانفصال‭ ‬الذاتي‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الطاقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬الغربية‭ ‬الروسية؛‭ ‬بدأت‭ ‬الشركات‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقات‭ ‬بشركات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬بقطع‭ ‬علاقاتها‭ ‬بموسكو‭ ‬وسط‭ ‬ضغوط‭ ‬سياسية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬‮«‬شل‮»‬،‭ ‬و«بي‭ ‬بي‮»‬‭ ‬البريطانيتين،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬جازبروم‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وتعلن‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬حصتها‭ ‬البالغة‭ ‬20‭%‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬روسنفت‮»‬‭ ‬الروسية،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتها‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التلغراف‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الكرملين‮»‬‭.‬ الأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬ليست‭ ‬الجزء‭ ‬الرئيسي‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد،‭ ‬الذي‭ ‬أفلت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬العقوبات‭ ‬الكبرى،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إعفاء‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬الروسية،‭ ‬وهي‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬كبير‭ ‬آخر‭ ‬لموسكو،‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كوزمان‮»‬‭ ‬و«تالي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حرمان‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخاطر‭ ‬بعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‮»‬‭.‬ وقبل‭ ‬الغزو،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬اعترف‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬دبلوماسيًا‭ ‬بجمهوريتين‭ ‬منفصلتين‭ ‬عن‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وأمر‭ ‬جنوده‭ ‬بإجراء‭ ‬مهام‭ ‬‮«‬حفظ‭ ‬سلام‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي؛‭ ‬أمرت‭ ‬ألمانيا‭ ‬بوقف‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الغاز‭ ‬‮«‬نورد‭ ‬ستريم2‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬جعل‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬أكثر‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬ضربة‭ ‬كبيرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬السوق‭. ‬وشهد‭ ‬خط‭ ‬الأنابيب‭ - ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تشييده‭ ‬بتمويل‭ ‬بقيمة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬موسكو‭ ‬وشركات‭ ‬الطاقة‭ ‬الغربية‭ - ‬تراجعا‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬الكبرى‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه‭ ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬السياسي‭ ‬الغربي‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تخلت‭ ‬‮«‬شل‮»‬‭ ‬عن‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الأنابيب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنفقت‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بمليار‭ ‬دولار‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مع‭ ‬تصريح‭ ‬رئيسها‭ ‬التنفيذي‭ ‬‮«‬بن‭ ‬فان‭ ‬بيردن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تركيزنا‭ ‬المباشر‭ ‬هو‭ ‬سلامة‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الروسي‮»‬‭. ‬وصرحت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬وينترشال‭ ‬ديا‮»‬‭ ‬الألمانية،‭ ‬التي‭ ‬استثمرت‭ ‬أيضًا‭ ‬730‭ ‬مليون‭ ‬يورو،‭ ‬أنها‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعويضها‭ ‬عن‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬أنفقتها‭ ‬على‭ ‬المشروع‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تسمح‭ ‬انعكاسات‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الروسي،‭ ‬والتداعيات‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬المصدرة‭ ‬للطاقة‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬حصصها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭. ‬وذكرت‭ ‬‮«‬بلومبرج‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬‮«‬سترفع‭ ‬سعر‭ ‬البيع‭ ‬الرسمي‭ ‬للخام‭ ‬الخفيف‭ ‬إلى‭ ‬آسيا،‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬إلى‭ ‬4‭,‬50‭ ‬دولارات‭ ‬للبرميل،‭ ‬فوق‭ ‬المعيار‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬تستخدمه‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬إسحاق‭ ‬بوتي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬إذاعة‭ ‬صوت‭ ‬أمريكا‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬الإفريقية‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬متنفسًا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها،‭ ‬وتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬وبالتالي‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬شؤون‭ ‬الطاقة‭ ‬وأسواقها‭ ‬جراء‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬تعويض‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬سهلاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬الأكثر‭ ‬إنتاجًا،‭ ‬كونها‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬صادرات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬‮«‬قريبة‭ ‬من‭ ‬السعة‭ ‬القصوى‮»‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬لي‭ ‬سيم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الـ10‭ ‬دولارات‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬البرميل،‭ ‬ستضيف‭ ‬65‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬عائدات‭ ‬الصادرات‭ ‬النفطية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬فإن‭ ‬الارتفاع‭ ‬سيُترجم‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬تستوردها،‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬المنتجات‭ ‬الزراعية،‭ ‬والسلع‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬والأدوية‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬مناقشة‭ ‬سياسات‭ ‬الإنتاج‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬المرتقب،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬روسيا‭ ‬عضوًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬فيها؛‭ ‬حيث‭ ‬أوضحت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبيرج‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬الضغوط‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬موسكو،‭ ‬والارتفاع‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬المنظمة‭ ‬بخطتها‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬تدريجية‭ ‬قدرها‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬لشهر‭ ‬مارس‭ ‬2022‭. ‬وبالمثل،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬تاماس‭ ‬فارجا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بي‭.‬في‭.‬إم‭ ‬أويل‭ ‬أسوشيتس،،‭ ‬أن‭ ‬أوبك‭ ‬‮«‬ستلتزم‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬بتلك‭ ‬الزيادة‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يخفف‭ ‬حدة‭ ‬المخاوف‭ ‬للمشترين‭ ‬والمستهلكين‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬سيريل‭ ‬ويدرشوفن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أويل‭ ‬برايس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬انهيارًا‭ ‬محتملاً‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لـكييف‭ ‬وتداعياته‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتعاون‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬خارجها‭ ‬تُخضعها‭ ‬موسكو‭ ‬لتوجهاتها‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القادم‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬حاسما‭ ‬لمستقبلها‭ ‬جراء‭ ‬‮ ‬الضغوط‭ ‬الغربية‭ ‬عليها‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬فيونا‭ ‬هارفي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوروبا‭ ‬تكثف‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون»؛‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬ألمانيا‭ ‬أنها‭ ‬تستهدف‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬متجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬وتخطط‭ ‬لإنهاء‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬بالفحم‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬روسيا‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬كارلوس‭ ‬دياز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريستاد‭ ‬إنرجي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مشروعات‭ ‬قيد‭ ‬التطوير‭ ‬يمكنها‭ ‬تغيير‭ ‬تلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬حاليًا‮»‬‭. ‬لذلك،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬سيرجيو‭ ‬ماتالوتشي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬دويتشه‭ ‬فيله‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬حلاً‭ ‬للبلدان‭ ‬الأوروبية‮»‬‭. ‬وخلص‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جهود‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬المفرط‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‮»‬،‭ ‬ستتطلب‭ ‬‮«‬توسعا‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‮»‬،‭ ‬و«تطوير‭ ‬اقتصاد‭ ‬الهيدروجين‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التوسع‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‮»‬‭. ‬ولعل‭ ‬قضية‭ ‬زيادة‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬الأوروبية‭ ‬ستكون‭ ‬عاملاً‭ ‬رئيسًا‭ ‬لتوجيه‭ ‬دفة‭ ‬أسواق‭ ‬السلع‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬استعادة‭ ‬الاستقرار‭ ‬لصناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬قريبًا‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التقلبات‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬الدور‭ ‬المستقبلي‭ ‬لروسيا‭ ‬بأسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬والعقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬القادمة‭ ‬ضدها‭. ‬ويجب‭ ‬توقع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وهزات‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬تلك‭ ‬الأسواق‭ ‬إذا‭ ‬اختارت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تنفيذ‭ ‬عقوبات‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقا‭.‬ وربما‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬فرصة‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬المصدرة‭ ‬للطاقة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬حصص‭ ‬أكبر‭ ‬لصناعاتها،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبدال‭ ‬صادرات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الروسية‭ ‬بصادرات‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬الخليج،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ليست‭ ‬وسيلة‭ ‬مضمونة‭ ‬لسد‭ ‬الطلب‭. ‬وبات‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬أكبر‭ ‬لدى‭ ‬أوروبا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬لنفسها‭ ‬لتتجنب‭ ‬تداعيات‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬والتوترات‭ ‬العسكرية‭.‬

مشاركة :