اتساع موجة نزوح المستثمرين إلى الذهب والدولار نيويورك - دفع القلق من تعرض الاقتصاد العالمي إلى ركود محتمل هذا العام بسبب الأزمة الروسية - الأوكرانية الكثير من المستثمرين إلى النزوح إلى الذهب والعملة الأميركية، باعتبارهما أبرز ملاذين آمين في أوقات الأزمات. وطوال تاريخ أسواق المال العالمية كانت أسعار الذهب مرآة تعكس فورا جميع انفعالات وتقلبات التفاؤل والتشاؤم في الاقتصاد العالمي، وكذلك تحركات أسواق الأسهم وأسعار الفائدة العالمية. كما كان على الدوام الملاذ الآمن الرئيسي لمعظم المستثمرين، حين ترتجف قلوبهم خلال الأزمات الاقتصادية فيفضلون الابتعاد عن المخاطرة العالية. وواصل الذهب والدولار ارتفاعهما الجمعة في تحرك متواز نادر على مدى أسبوع، متنافسَين على استقطاب المستثمرين الهاربين من الأصول عالية المخاطر مع تصاعد الحرب شرق أوروبا. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1946.43 دولار للأوقية وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2020 وليحقق بذلك مكاسب أسبوعية بنحو 2.4 في المئة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 في المئة إلى 1950.8 دولار للأوقية. ويحدّ من مكاسب الذهب ارتفاع العملة الأميركية التي سجلت مكاسب أسبوعية بنحو واحدا في المئة، ما يرفع كلفة اقتناء المعدن النفيس على حاملي العملات الأخرى. وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية منافسة، الجمعة بنسبة 0.3 في المئة ليصل إلى 98.05 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2020. وزاد من قوة الدولار تلميحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) جيروم بشأن احتمال رفع أسعار الفائدة في مسعى لكبح التضخم الذي زاد في يناير الماضي بنسبة 7.5 في المئة بأسرع وتيرة منذ أربعة عقود. وقال باول في شهادة أمام الكونغرس الأميركي الأربعاء الماضي إن المركزي يرى أنه “سيكون من المناسب البدء برفع أسعار الأموال الاتحادية (الفائدة) في وقت لاحق من مارس الجاري”. وعلى الرغم من أن الذهب يشكل استثمارا آمنا في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية، فإن زيادة أسعار الفائدة الأميركية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس. ويؤكد خبراء أسواق المال أن من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على الذهب، سعر الفائدة، الذي كلما ارتفع، انخفض سعر المعدن الأصفر خاصة في ظل لجوء المستثمرين إلى السندات الحكومية وفئات الأصول الأخرى التي تظل عائداتها مرتبطة بأسعار الفائدة. ويشيرون إلى أن أهم سعر فائدة في العالم يحدده البنك المركزي الأميركي، الذي يعتبر الحكم الرئيسي في الأسواق العالمية. ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي لشهر يناير الماضي فقد زادت احتياطات الذهب لدى البنوك المركزية حول العالم بواقع 11 طنا لتصل إلى أكثر من 35.5 ألف طن مقارنة مع ديسمبر 2021.
مشاركة :