كييف - عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة عن أسفه للقرار "المتعمد" الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي بعدم فرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا في خضم الغزو الروسي لهذا البلد. وكانت تصريحات الرئيس الأوكراني حتى الان تشيد بالمواقف الغربية والعقوبات الواسعة التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لوقف الحملة الروسية التي دخلت السبت يومها العاشر. وقال زيلينسكي في فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية "مع عِلمه بأن لا مفرّ من ضربات جديدة وسقوط ضحايا، تعمّد حلف شمال الأطلسي اتّخاذ قرار عدم حظر المجال الجوي لأوكرانيا". وأضاف "اليوم، أعطت إدارة الحلف (الأطلسي) الضوء الأخضر لمواصلة الضربات على مدن وقرى أوكرانية، برفضها فرض منطقة حظر جوي". وتابع "نعتقد أن دول الأطلسي نفسها أوجدت رواية مفادها أن منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستثير عدوانًا روسيًا مباشرًا ضد الناتو". وأردف الرئيس الأوكراني "إنها عملية تنويم مغناطيسي ذاتي للضعفاء الذين يفتقدون لشعور الأمن الداخلي، في حين أن لديهم أسلحة أقوى بكثير من أسلحتنا". ورفض الحلفاء في وقت سابق الجمعة طلب كييف إنشاء منطقة حظر طيران في أوكرانيا، لكنهم حذّروا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عقوبات جديدة إذا لم يوقف الحرب. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن "الطريقة الوحيدة لفرض منطقة حظر جوي هي إرسال مقاتلات تابعة للناتو إلى المجال الجوي الأوكراني، ومن ثم فرض منطقة حظر الطيران هذه عبر إسقاط الطائرات الروسية". وتابع "إذا قمنا بذلك، سينتهي الأمر بنا في وضع قد يفضي إلى حرب شاملة في أوروبا، تتورّط فيها العديد من الدول الأخرى وتتسبب بمعاناة إنسانية أكبر بكثير. لهذا السبب نتّخذ هذا القرار المؤلم". ويلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت كلمة امام مجلس الشيوخ الأميركي عبر الفيديو، حسبما ذكر مصدر برلماني. وسيوجّه زيلينسكي رسالته عبر تطبيق زوم للفيديو خلال فترة النهار بتوقيت واشنطن. وفي مواجهة تصاعد الصراع في أوكرانيا، دعا عدد من النواب الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن إلى تعزيز الرد على موسكو، لا سيما من خلال تعليق الواردات الأميركية من النفط الروسي، وهي خطوة رفض البيت الأبيض حتى الآن اتخاذها. وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن على "أحدهم في روسيا" اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين لتأدية "خدمة كبيرة" لبلاده ولباقي العالم. بروكسل/موسكو - أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الجمعة أن الحلف لن يقيم منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، بعدما طلبت كييف المساعدة لوقف القصف الروسي، بينما حثّ فلاديمير بوتين جيران روسيا على عدم تصعيد التوتر. وقال ستولتنبرغ بعد اجتماع عاجل مع وزراء خارجية دول الحلف إن "الطريقة الوحيدة لفرض حظر جوي هي إرسال مقاتلات تابعة للناتو إلى المجال الجوي الأوكراني، ومن ثم فرض حظر للطيران عبر إسقاط الطائرات الروسية". وتابع "إذا قمنا بذلك، سينتهي الأمر بنا في وضع قد يفضي إلى حرب شاملة في أوروبا، تتورّط فيها العديد من الدول الأخرى وتتسبب بمعاناة إنسانية أكبر بكثير. لهذا السبب نتّخذ هذا القرار المؤلم". ويأتي موقف الحلف الذي تقوده واشنطن رغم مناشدات القيادة الأوكرانية للمساعدة في ظل القصف العشوائي الروسي لمدن البلاد. وحذّر ستولتنبرغ من أن "الأيام المقبلة ستكون أسوأ على الأرجح مع مزيد من القتلى والمعاناة والدمار فيما تجلب القوات المسلحة الروسية أسلحتها الأثقل وتواصل هجماتها في أنحاء البلاد". وتحدّث وزير الخارجية الأوكراني إلى الحلف عبر الفيديو من كييف. وكتب في تغريدة لاحقا "رسالتي هي: تحرّكوا الآن قبل فوات الأوان. لا تسمحوا لبوتين بتحويل أوكرانيا إلى سوريا. نحن على استعداد للقتال. وسنواصل القتال، لكن نحتاج إلى شركاء لمساعدتنا عبر خطوات ملموسة وحازمة وسريعة فورا". وسارع أعضاء الناتو لإرسال آلاف الجنود إلى شرق أوروبا لتعزيز الجناح الشرقي للحلف الأقرب إلى روسيا فيما يرسلون أسلحة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. وقال ستولتنبرغ "سنواصل القيام بكل ما يمكن لحماية والدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو. الناتو تحالف دفاعي. تتمثّل مهمّته الجوهرية في إبقاء دولنا الثلاثين في أمان". وتابع "لسنا جزءا من هذا النزاع وتقع على عاتقنا مسؤولية ضمان عدم تصاعده واتساع رقعته ليتجاوز أوكرانيا". وأفادت كييف بأنه في حال لم تكن لدى الحلف الرغبة في إغلاق الأجواء الأوكرانية فعلى الحلفاء تزويد أوكرانيا بطائرات حربية وأنظمة دفاع جوي تساعدها في صد الهجمات الجوية الروسية. وذكرت الدول الأوروبية حتى الآن بأنها لن تسلّم أوكرانيا طائرات وتركّزت معظم الشحنات التي تم إيصالها على أسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ محمولة مضادة للطائرات. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إنه يجب التعامل بواقعية مع الدعوات إلى إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، محذرا من خطر تصعيد الصراع، متسائلا "من الذي سينفذه؟" وأشار إلى أن تدخل الحلف في الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون كارثة عالمية للناتو. وقال "اعتقد أننا بحاجة الآن إلى التحلي بالواقعية". وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس إن الاجتماع سيناقش هذه المسألة. وأكدّ الرئيس الروسي من جانبه في تصريحات نقلها التلفزيون "لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا. وأنصحهم أيضا بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود. نفي بجميع التزاماتنا وسنواصل الوفاء بها". وأضاف "لا نرى أي ضرورة هنا لتوتر علاقاتنا أو تدهورها. وجميع أفعالنا، إذا ما حدثت، تأتي فقط ردا على بعض الأعمال غير الودية والتصرفات المعادية لروسيا الاتحادية". وظهر بوتين على شاشة التلفزيون وهو يشارك عبر الإنترنت من مقر إقامته خارج موسكو في حفل لرفع العلم على متن عبارة في شمال روسيا. وألقت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة بمسؤولية هجوم على موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا على مخربين أوكرانيين ووصفته بأنه استفزاز وحشي. وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية هاجمت المحطة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة وإن النيران اندلعت في مبنى تدريب مجاور لها مؤلف من خمسة طوابق، في واقعة أثارت إدانات دولية لموسكو في اليوم الثامن من غزوها لأوكرانيا. وقال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المحطة النووية تعمل بشكل طبيعي وإن المنطقة تخضع للسيطرة الروسية منذ 28 فبراير/شباط. وأضاف "الليلة الماضية في المنطقة المجاورة لمحطة الكهرباء، قام نظام كييف القومي بمحاولة استفزاز وحشية. قرابة الساعة الثانية فجرا خلال دورية حراسة في المنطقة المجاورة لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا، تعرضت دورية متنقلة للحرس الوطني لهجوم من مجموعة تخريبية أوكرانية". وتابع "تم إطلاق نيران أسلحة خفيفة كثيفة على جنود من الحرس الوطني الروسي من نوافذ عدة طوابق في مجمع تدريب يقع خارج محطة الطاقة". وقال إن الدورية الروسية ردت بإطلاق النار لصد الهجوم وإن "المجموعة التخريبية" تركت مجمع التدريب وأضرمت النيران فيه أثناء مغادرتها. ويتعارض كلام المتحدث الروسي مع الرواية الأوكرانية للأحداث. وفي وقت سابق أظهر مقطع فيديو من المحطة تتصاعد منه النيران ووابلا من القذائف قبل أن تضيء كرة متوهجة كبيرة في السماء وتنفجر بجوار موقف للسيارات ويتصاعد الدخان في أنحاء المجمع. خلف بوتين ودعا الكرملين الجمعة الروس للوقوف خلف الرئيس فلاديمير بوتين بعد أكثر من أسبوع على بدء غزو أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "ليس الآن وقت الانقسام" وذلك ردا على سؤال بشأن مناشدات أطلقتها شخصيات عامة لإنهاء الحرب، مضيفا "الآن وقت الوقوف صفا واحدا، الوقوف صفا واحدا خلف رئيسنا". وتابع "هناك بالفعل نقاشات محتدمة بين المعنيين بالثقافة. هناك من يدعم الرئيس ويؤيده بإخلاص وهناك من لا يفهم ما يجري. يجب أن نشرح لهؤلاء الأمور بروية". ونشرت عرائض عدة لمواطنين ضد الحرب بما في ذلك بيانات خاصة وقعتها شخصيات ثقافية وعلماء في مجال الطب. وشددت السلطات الروسية القيود المحلية في أعقاب غزو أوكرانيا بما في ذلك إغلاق وسائل الإعلام المستقلة وحجب مواقع إلكترونية وتبني تعديلات تشريعية لفرض أحكام بالسجن على الذين يدانون بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش. وحول النزاع في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين إن بوتين لا ينوي التحدث إلى الرئيس الأوكراني، معتبرا أن محادثات اليوم السابق يجب أن تستمر بهذا الشكل بمشاركة ممثلين عن الرئاستين. وأوضح بيسكوف أن "هذه المفاوضات هي وسيلة جيدة لنقل وجهة نظرنا إلى الجانب الأوكراني بشأن المشكلة". كما لا ينوي الرئيس الروسي إجراء أي محادثة مع نظيره الأميركي جو بايدن. وقال بيسكوف إنه "لم يتم التخطيط لمحادثة من هذا النوع"، موضحا أنه "من الصعب اعتبار هؤلاء الشركاء في الوقت الحالي محاورين"، بينما تتهم روسيا الغرب بشكل عام والولايات المتحدة خصوصا باستخدام أوكرانيا أداة في مواجهة موسكو وجعلها تهديدا استراتيجيا للكرملين.
مشاركة :