هل تغير الطائرات المسيرة بيرقدار التركية مسار حرب أوكرانيا؟

  • 3/5/2022
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

يتم تداول العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت حول عمليات قصف ناجحة لطائرات مسيرة مقاتلة تركية من نوع بيرقدار TB2 ضد القوات الروسية. ما هو الدور الذي تلعبه هذه الطائرة بدون طيار في حرب أوكرانيا؟ وما تأثيرها الفعلي؟ أثارت مقاطع فيديو تساؤلات عديدة عن دور طائرات بيرقدار TB2 المسيرة التركية الصنع في حرب أوكرانيا تعج مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات دردشة أوكرانية وتركية بالحديث عن دور الطائرة المسيرة بيرقدار TB2 في حرب أوكرانيا والتي تقول كييف إنها استخدمتها بنجاح ضد الجيش الروسي عدة مرات. وتدعم صور مركبات روسية متفجرة مزعومة وقطع مدفعية محطمة هذه الدعاية التي تنتشر بشكل محترف مع ترجمة باللغتين الإنجليزية والتركية. كما تقوم الحكومة الأوكرانية بتوزيع العديد من مقاطع الفيديو للعمليات "الناجحة" المزعومة  للطائرة بدون طيار على قنوات التواصل الاجتماعي. وقبل بضعة أيام نشرت السفارة الأوكرانية في تركيا شريطي فيديو من هذا القبيل على تويتر. ومع ذلك، لا يمكن التحقق بشكل مستقل من صحة هذا التفوق العسكري ولا فحص مدى نجاح أوكرانيا في استخدام هذه الطائرات المسيرة حتى الآن. كما لا يمكن التحقق من صحة ادعاء موسكو بأنها أسقطت هذه الطائرات المسيرة. والحقيقة هي أن أوكرانيا لديها هذه الطائرات المقاتلة بدون طيار منذ عام 2019. وفي السنوات الثلاث الماضية حتى اندلاع الحرب، اشترت حوالي 50 طائرة منها. وقبل أيام صرحت وزارة الدفاع الأوكرانية أنه تم تسلم عدد غير محدد من طائرات بيرقدار بدون طيار وأنها جاهزة للاستخدام القتالي. والخميس (الثالث من مارس/ آذار 2022) قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكى إن بلاده استفادت كثيرا من هذه الطائرات التركية المسيرة. أما الجانب التركي فلم يعلق بعد على هذه المسألة، كما جرت العادة في مثل هذه الحالات. الرئيس التركي أروغان والطائرة المسيرة التركية صهر أردوغان طور الطائرة! تم تطوير طائرة بيرقدار TB2 بدون طيار وإنتاجها من قبل شركة "بايكار" التركية، التي يملكها شقيقان. تأسست الشركة الصغيرة في عام 1984، وأصبحت عملاق أسلحة حقيقية خلال حكومة حزب العدالة والتنمية. وهي تنتمي إلى عائلة بيرقدار، عائلة صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما أن صهره سلجوق بيرقدار هو أيضا المدير الفني للشركة. ووفقا لمعلوماتها الخاصة، زادت شركة "بايكار" صادراتها سبعة أضعاف من عام 2006 إلى عام 2021. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن طائرة بيرقدار TB2 المقاتلة وحدها  تم تسليمها إلى 16 بلدا على سبيل المثال: أوكرانيا وأذربيجان والمغرب وتونس وقطر وقيرغيزستان وتركمانستان. وفى العام الماضي، كانت بولندا أيضا أول عضو في الناتو يعلن عن اقتناء 24 طائرة من هذا النوع. مع أكثر من 420 ألف ساعة طيران ومهمات في العراق وسوريا، وفي ناغورني كاراباخ ضد ميليشيات أرمنية وفي ليبيا ضد جيش خليفة حفتر، كانت الطائرة قيد الاستخدام بالفعل. ويقال إنها استخدمت في إثيوبيا في الآونة الأخيرة. ونسب إليها هجوم زعم أنه أسفر عن مقتل 58 مدنيا في يناير/ كانون الثاني. يبلغ طول الطائرة 6,5 مترا، ويبلغ مدى انبساط الجناحين إثني عشر مترا. يمكن أن تبقى في الهواء لأكثر من 24 ساعة وتصل سرعتها القصوى إلى حوالي 220 كيلومترا في الساعة. وتتميز بأنها أرخص من الطائرات الغربية المنافسة، حسب تقرير خبراء. ما تأثير هذه الطائرة على مسار حرب أوكرانيا؟ عن عدد الطائرات المقاتلة بدون طيار التي تمتلكها أوكرانيا وما إذا كانت تركيا قد سلمت أيضا الطائرات بدون طيار المطلوبة بالإضافة إلى ذلك، لا توجد معلومات موثوقة. إذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن لهذه الطائرات المقاتلة بدون طيار تحديد مسار الحرب ؟ يشكك فولفغانغ ريشتر، العقيد السابق والخبير العسكري في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، في ذلك. وفي مقابلة مع DW بهذا الشأن يقول: "من الملاحظ أن الطائرة المسيرة يمكن أن تهاجم هدفا واحدا فقط كل مرة". ويضيف "هذا يعني أنها تستطيع القضاء على دبابة أو مدفعية". وحتى لو تلقت كييف جميع الطائرات المقاتلة التركية بدون طيار الستين أو نحو ذلك، فإنها قد تلحق خسائر فادحة بالجانب الروسي. وبالمقارنة مع القتال البري، سيظل تأثير الطائرات بدون طيار محدودا. ويوضح ريشتر أنه أمام كييف وحدها يوجد طابور عسكري يضم حوالي 600 عربة قتالية مدرعة وأن روسيا تهاجم أوكرانيا في نفس الوقت الذي تهاجم فيه أربع مجموعات كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، من غير المعروف عدد الطائرات التي لا تزال تعمل وصالحة للاستخدام أو ما إذا كانت روسيا قد دمرت بعضها بالفعل. الموقف التركي على مدى سنوات، حافظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا. وفي حين زودت تركيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة بدون طيار، اشترت أنظمة الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، رغم أنها عضو في حلف الناتو! وتقول داريا إيزاتشينكو، الخبيرة في السياسة الأمنية والدفاعية في مركز الدراسات التركية التطبيقية إنه مع غزو روسيا لأوكرانيا، أصبحت سياسة التوازن هذه أكثر صعوبة. وبحسب الخبيرة لا يستطيع أردوغان أن يفضل أحد الجانبين حاليا، لأن ذلك ستكون له عواقب أمنية واقتصادية خطيرة على أنقرة. وقالت لـ DW إن "روسيا ليست بديلا عن علاقات أنقرة مع الغرب، كما أن الغرب ليس بديلا عن علاقات تركيا مع روسيا". ولذلك، تعتقد أن أردوغان لن يفعل سوى "ما هو ضروري قدر الإمكان". وردا على الغزو الروسي، سدت أنقرة المضائق التركية على الدردنيل ووصول السفن الحربية الروسية إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور. ومع ذلك، لا تعتقد الخبيرة التركية أن أنقرة ستنضم إلى "نظام العقوبات" الذي يعتمده الغرب ضد روسيا. "لأن هذا يمكن أن تتبعه عواقب من طرف موسكو"، كما تقول. وتضيف "من شأن ذلك أن يضرب الاقتصاد التركي بشدة، لا سيما في مجالات مثل السياحة وخدمات البناء واستيراد القمح". إذ تستورد تركيا 70 في المائة من قمحها من روسيا. إلماس توبجه/ علاء جمعة

مشاركة :