تعتبر قرية آل بلحي رفيدة قرية تراثية تاريخية ذات طابع معماري مميز وفريد وهي تتبع ادارياً محافظة سراة عبيدة وتقع على ضفاف طريقي خميس مشيط للمتجه لنجران القديم والجديد ، قبل الوصول الى مدينة سراة عبيدة بحوالي ١٠كم ومنازل اهلها القديمة من الحصون المشيدة باللبن والنطف ضاربة في اعماق التاريخ بأصالة أهلها ، يُميز حصونها الطينية كثرتها وتراصها وعلو بنيانها فبعضها يصل ارتفاعه خمس ادورار طريقة تصميمها العمراني جذاب ويميل للحربي الدفاعي ، هنالك الابراج الطينية التي تحيط بالقرية العتيقة والتي يطلق عليها باللهجة العامية (قصبة) والتي غالباً ماكانت تستخدم في السابق لاغراض متعددة من اهمها وجود فرسان وحراس القرية بها عند النوائب لصد اي هجوم او خطر على اهل القرية وتنبيه سكانها ، ولها نوافذ صغيرة جداً صممت بشكل هندسي معماري يسهل دخول الضوء اليها ويُمكن من بداخلها من رؤية الخارج بزوايا مختلفة وتستخدم تلك النوافذ أو مايعرف باللهجة العامية ( مشقاب) في اطلاق النار على المعتدين على القرية في تلك الازمنة ، كما تستخدم تلك القصيب لتخزين الحبوب ، وأما بالنسبة للحصون وبيوت الطين فتمتاز بطرازها المعماري الاصيل فهي مبنية من الخلب والذي يُجهز من خلط الطين بالماء واضافة التبن عليه لكي يبقى متماسكاً ويقاوم العوامل البيئية، ثم حفر الاساس للبيت ويبنى الربض بالحجارة والخلب حسب التفصيل الذي تم الاتفاق عليه ، ويصل ارتفاع الربض ما بين متر الى متر ونصف في بعض الحصون ، ثم يعلو ذلك المدماك وفي الغالب ارتفاعه ما يقارب ٤٠سم وعرضه ٤٠ سم تقريباً في كل يوم ينجز مدماك ويترك لينشف ويشتد وباليوم التالي يوضع عليه النطف ومن ثم المدماك الجديد وهكذا دواليك الى أن يكتمل الحصن سواء دورين او ثلاثة او اربعة او خمسة ادوار ، ويتكون كل حصن من الطين من الدور الارضي الذي يضم السبق والريش والتي يكون بها المخزون من العجور والتبن والقضب ثم بالدور الثاني مجلس الضيوف والذي يحطه من الداخل الدبب الذي يجلس عليه الضيوف اشبه بالكنب حالياً والمداكي وهنالك النوافذ وتسمى باللهجة العامية ( الكتره) وفي طرف المجلس الصلل حيث تحمس القهوة وتعد للضيوف وشبة الضو ، وكذلك غرف المعيشه والمخوال ، ثم الدور الذي يليه الغرف الاخري يتوسط سقفها الطاية وهنالك في الاعلى المعصر والمسقف والشماسي ، بعض تلك الحصون يصل عمرها الى ماقبل الدولة السعودية الاولى ، ويزيد عدد تلك الحصون الأثرية عن ٥٠ بيت تمتاز بيوت الطين انها في الصيف تكون من الداخل باردة وفي الشتاء تكون دافئة . ومن جهة اخرى عمل أهل القرية في الآونة الأخيرة على العناية بها وذلك بترميم ما أمكن ترميمه للحفاظ عليها كآثار وهوية للمنطقة ولربط الاجيال الحاضرة وأجدادها . و تمتاز قرية آل بلحي التراثية بتلاصق حصونها ووفرة الماء من خلال الآبار الجوفية الكثيرة وخصوبة تربتها الزراعية ، كما توجد مساجد صغيرة ومسجد جامع كبير يتوسط القرية ومشهد لصلاة العيد والاستسقاء .
مشاركة :