سجل العراق في شهر شباط (فبراير) أعلى معدل صادرات وإيرادات نفطية منذ ثمانية أعوام، بلغت قيمتها 8.5 مليار دولار، كما أعلنت وزارة النفط في بيان أمس. وقال إحسان عبد الجبار إسماعيل، وزير النفط، وفق البيان، إن "الوزارة وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والأمنية وتذبذب الأسواق النفطية العالمية وتقييد الإنتاج الوطني ضمن اتفاق "أوبك +" تمكنت من تحقيق معدل تصديري يومي بلغ نحو 3.314 مليون برميل وبإيرادات مالية بلغت أكثر من 8.5 مليار دولار، وهي الأعلى منذ ثمانية أعوام". ووفقا لـ"الفرنسية"، أشار إسماعيل إلى أن ذلك "جاء نتيجة الدعم الحكومي والسياسي المباشر لجهود العاملين في القطاع النفطي". ويعتمد العراق، الذي يعد ثاني أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك، بنسبة 90 في المائة، على الإيرادات النفطية. مع ذلك، يعاني البلد البالغ عدد سكانه 40 مليون نسمة وعاش فترات طويلة من الحروب والنزاعات، نقصا كبيرا في الطاقة وتهالك البنى التحتية وانقطاعات متكررة في الكهرباء. وخلال فترة الإغلاق المرتبط بانتشار فيروس كورونا في العامين الماضيين، تراجع سعر برميل النفط بشكل كبير، ما وضع العراق أمام أزمة اقتصادية، لكن سجل سعر برميل النفط خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعا ملحوظا. وأكد إسماعيل في البيان على "المضي قدما لتحقيق خطط الوزارة في إعادة تشكيل مستقبل قطاع الطاقة في العراق". ويسعى العراق إلى التنويع في مصادر الطاقة لتأمين إنتاج أفضل للكهرباء، فيما يعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الإيراني من أجل إمداد محطاته الكهربائية. ويزيد العراق إنتاجه من الخام على أساس شهري بموجب اتفاق مع باقي أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجين آخرين مثل روسيا. وأغلبية صادرات النفط الخام العراقية الشهر الماضي من الموانئ الجنوبية في محافظة البصرة. وحقق العراق إيرادات بلغت أكثر من 75 مليار دولار في 2021 من خلال تصدير النفط الخام رغم التحديات الاقتصادية والصحية. وكان كريم الحطاب، وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج، قد قال في بيان إن وزارة النفط "نجحت في تحقيق زيادة في الإيرادات المالية 2021، بعد أن شهدت ارتفاعا في مجموع الإيرادات المالية المتأتية من الصادرات النفطية إلى 75.65 مليار دولار بزيادة ملحوظة عن توقعات موازنة العام الماضي". وقرر أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤهم "أوبك +" مواصلة نهجهم في زيادة الإنتاج بشكل طفيف رغم ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد بسبب الحرب في أوكرانيا وسط مخاوف بشأن المعروض.
مشاركة :