من أعاجيب زمننا أن وباءً ظهر واستفحل بشراسة ثم في سنة واحدة وجدنا له لقاحاً. الكثير اعتاد هذا الآن، لكنه شيء مذهل لو فكرت فيه، كيف تضافرت العقول والجهود والأموال في عدة دول لصنع لقاح بسرعة يمكن وصفها أنها كسرعة البرق. سابقاً أبادت الأوبئة مئات الملايين من الناس كل قرن ولم يكن في أيديهم شيء يفعلونه، ومن أسوأ ما مر على البشر الطاعون الدملي والذي حصد عشرات الملايين في أوروبا وآسيا خاصة، وعجز الناس أن يقاوموه بل أن يفهموا أي شيء عنه، وظهرت محاولات يائسة للوقاية أو الشفاء منه كما وجدنا في بعض المخطوطات التي تعود إلى بضعة قرون، منها: دخّن: في دليل طبي كُتب في 1722م ينصح الطبيب بالتدخين، ويقول إن الطب قد أجمع أنه لا يوجد شيء أفضل من التبغ للوقاية من الطاعون. اشرب: ظن بعضهم أن الكحول تحمي من الوباء! لكن حتى هم حذروا من الإفراط. الشمّ: هل فسد الهواء؟ هذا سبب الأمراض كما ظنوا، فكان من طرق التعامل معها أن تشم مادة نفاذة مثل بعض التوابل والخل، وكانت توضع تلك الروائح في أوانٍ زجاجية محكمة حتى يأتي وقت شمها للتعافي من الطاعون كما ظنوا. القهوة: نعلم اليوم أن للقهوة بعض الفوائد لكن من الفوائد غير الصحيحة سابقاً أنها تقي من الطاعون. أبعد النساء: طبيب إنجليزي مرموق اسمه ريتشارد ميد اقترح في القرن الثامن عشر أن تتخلص المعامل الطبية من النساء - واللاتي كنّ يبحثن في المراجع الطبية لمساعدة الأطباء - وأن يضعوا مكانهن رجالاً. نصائح عجيبة، واليوم الطاعون يمكن التشافي منه بمضاد حيوي بسيط.
مشاركة :